الأحد 25 مايو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية   /   الأولى

نوجينت لـ"السياسة": مستوى "التعايش بين الأديان" في الكويت ممتاز

Time
الأربعاء 30 يونيو 2021
View
5
السياسة
حاوره - شوقي محمود:

أكد سفير الفاتيكان رئيس الاساقفة المطران يوجين مارتن نوجينت أن الكويت على مر السنين تعيش كمجتمع متعدد الاديان والثقافات ونموذج يحتذى به لدول أخرى، واصفا التعايش على ارضها بـ"الممتاز".
واعرب السفير البابوي في اول حوار صحافي له منذ وصوله إلى الكويت في 26 فبراير الماضي خص به "السياسة"، عن سعادته بحرارة الترحيب عند تسلم سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد اوراق اعتماده في منتصف مايو الماضي، والتأكيد على مساعدة السلطات الكويتية لتنفيذ مهمته، لافتا الى ان سموه ابدى اعجابه بالبابا فرنسيس ودور الكرسي الرسولي لتعزيز السلام والوئام في المنطقة.
وكشف نوجينت ان امانة سر الدولة في الفاتيكان نقلت له رسالة البابا فرنسيس بالعمل على تعزيز بناء العلاقات الممتازة مع الكويت ومتابعة الحوار بالمجتمعات الاسلامية ودعم الكنيسة الكاثوليكية المحلية في عملها الرعوي، لافتا إلى متابعته التوترات السياسية في الكويت ويجب تغليب المصالح العامة على الخاصة.
وعلى صعيد الاحداث في المنطقة، لفت نوجينت إلى ان الكرسي الرسولي يشعر بقلق بالغ للتدهور الكبير في لبنان الذي عانى لسنوات عديدة من سوء الحكم والادارة والفساد وانعدام المساءلة في الادارة العامة، لافتا إلى ان اجتماع القادة الدينيين الكاثوليك والمسيحيين في الفاتيكان اليوم الخميس، للصلاة من أجل لبنان ومايمكن فعله للحفاظ على الوجود المسيحي فيه، مشيرا إلى أن مغادرة المسيحيين لبنان مصدر قلق كبير نظرا للتداعيات على التوازن السياسي والديموغرافي والديني في المنطقة. وذكر ان العراق في قلب البابا، وان الكرسي الرسولي متمسك
بحق إسرائيل وفلسطين في الوجود والعيش بسلام داخل حدود معترف بها دوليا، لافتا إلى ضرورة اصلاح النسيج الاجتماعي في سورية واعادة الاعمار وتحقيق النهوض الاجتماعي.
واشار نوجينت إلى تقدم الحوار الإسلامي المسيحي بشكل هائل خلال ال 50 سنة الماضية، معربا عن الامل في تعزيزه مع احترام الاختلافات، داعيا إلى دراسة "وثيقة الاخوة الانسانية" التي وقعها البابا وشيخ الازهر، بعناية من قبل القادة السياسيين والجامعات.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

* سعدت بإعجاب سمو الأمير بالبابا فرنسيس ودور دولة الكرسي الرسولي في تعزيز السلام والوئام بالمنطقة
* أتابع التوترات السياسية في الكويت ويجب تغليب المصالح العامة على الخاصة لصالح البلاد
* الكرسي الرسولي يشعر بقلق بالغ للتدهور الكبير في لبنان ومغادرة المسيحيين خوفاً من التداعيات
* اجتماع القادة الدينيين اليوم في الفاتيكان للصلاة من أجل لبنان والحفاظ على الوجود المسيحي
* متمسكون بحق إسرائيل وفلسطين في الوجود والعيش بسلام داخل حدود معترف بها دولياً
* يجب إصلاح النسيج الاجتماعي في سورية وإعادة الإعمار وتحقيق النهوض
* الحوار الإسلامي- المسيحي تقدم بشكل هائل في الـ50 سنة الماضية
* ضرورة دراسة "وثيقة الاخوة الإنسانية " الموقعة من البابا وشيخ الأزهر


استهل السفير المطران نوجينت الحوار قائلا: أود أن أشكرك على هذه الفرصة للتحدث مع جريدة "السياسة " بعد فترة وجيزة من وصولي إلى الكويت، وأنا ممتن جداً لك ولجريدتكم على اهتمامكم بمهامي في بلدكم الجميل، وأنا سعيد للإجابة عن أسئلتك بقدر ما أستطيع.
شكرا جزيلا على هذا الترحيب، ونبدأ الحوار عن توصية البابا فرنسيس لكم عند اختياركم سفيرا للفاتيكان لدى الكويت؟
دعني أكن صادقاً، بالحقيقة أنا لم أقابل البابا فرنسيس قبل استلام مهامي في الكويت، بالعادة نتوقف في روما ونحن في طريقنا لاستلام مناصبنا الجديدة ولكن بما أن الجائحة كانت مسيطرة في إيطاليا في بداية هذه السنة، فقد أتيت مباشرة إلى الكويت بدون زيارة الفاتيكان.
وفي غضون ذلك، تلقيت توصيات من أمانة سرّ الدولة وإدارات أخرى في الفاتيكان التي نقلت رغبات الأب الأقدس في تعزيز بناء العلاقات الممتازة التي نتمتع بها وبمتابعة الحوار مع المجتمعات الإسلامية ودعم الكنيسة الكاثوليكية المحلية في عملها الرعوي.
وكما تعلم على الأرجح يوجد حوالي 350 ألف كاثوليكي في الكويت، معظمهم من الفلبين والهند ولبنان وفلسطين ومصر، والغالبية كانت هنا منذ سنوات عديدة وهي راسخة بشكل جيد، ومن بين هؤلاء يوجد أطفال يذهبون إلى المدرسة هنا، وبالعمل عن كثب مع الكنائس المحلية في الكويت، آمل أن أتمكن من تعزيز الخدمات الدينية في كنائسنا وتوسيعها مع تعزيز الفرص التعليمية داخل مدارسنا الكاثوليكية. لقد تأثرت كثيراً بتفاني كهنتنا وراهباتنا في المجالات التربوية الرعوية، فضلاً عن التزام معلمي التعليم المسيحي وطاقم الرعية.
ومن القضايا البارزة تعليم العقيدة الكاثوليكية في مدارسنا بالإضافة إلى العرض العلني للرموز المسيحية، بالإضافة إلى ذلك، لقد غادر ما بين 50,000 و 100,000 كاثوليكي البلاد العام الماضي بسبب أزمة كوفيد.
وبعد زيارة الأب الأقدس لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019 وزيارته الأخيرة للعراق، فإنه يأمل في تعاون أوثق وحوار أكبر بين القادة الدينيين في بناء مجتمع أكثر انسجامًا، خاصةً لجيل الشباب. و"الأخوة" و"الاحترام المتبادل" و"التعاون" هي الكلمات الأساسية في هذه الديناميكية، حيث إن التعليمات التي تلقيتها من الكرسي الرسولي تنقل آمال وتطلعات الأب الأقدس لمهمتي.

الترحيب السامي
ما رؤيتكم لمقابلة سمو امير البلاد الشيخ نواف الأحمد عند تقديم اوراق الاعتماد؟
قدمت أوراق اعتمادي يوم الاثنين 24 مايو الماضي مع خمسة سفراء آخرين، ونظرًا لأنني كنت أول من وصل إلى الكويت من المجموعة فقد كان لي الشرف أن أكون الأول في تقديم أوراق اعتمادي إلى سموّ أمير البلاد الشيخ نوّاف الأحمد.
لقد رحب بي سموّه بحرارة في الكويت، وأكد لي أن أي مساعدة قد أحتاجها من السلطات في تنفيذ مهمتي ستكون متوافرة، كما أن صاحب السموّ أعرب عن إعجابه بالبابا فرنسيس وللدور الذي قامت به دولة الكرسي الرسولي والذي لا تزال تقوم به في المنطقة في تعزيز السلام والوئام.
بالطبع كانت مناسبة رسمية لكنها كانت أيضًا دافئة جدًا، لقد تأثرت كثيرا بترحيبه الكريم.

انطباعات
ما انطباعكم عن الكويت قبل الحضور اليها، والآن بعد نحو شهر ونصف الشهر من اقامتكم فيها؟
وصلت إلى الكويت في 26 فبراير الماضي وبصراحة لم أكن أعرف الكثير عن البلد مسبقًا باستثناء الصور اللافتة من الغزو العراقي عام 1990 وحرق آبار النفط. وتمكنت منذ وصولي من التنقل قليلاً ورأيت بعض المناطق الصحراوية والشواطئ الجميلة والمنتزه الساحلي الرائع ومصافي النفط والبنية التحتية الصناعية، فلقد تأثرت بمشاريع البناء الجارية، والنظافة والنظام والأمن التي يتمتع بهم الناس. وبعد أن أمضيت ست سنوات في هايتي حيث كان من المستحيل الخروج للتنزه مشياً، فمن دواعي الارتياح الشديد الآن إمكانية التجول في الحي دون خوف من التعرض للسرقة أو الاختطاف!
أشعر حقا بأنني في دياري هنا، ومع بداية إعادة افتتاح البلاد، أتطلع إلى زيارة بعض المطاعم الشهيرة والمشاركة في الديوانية، التي هي جزء مهم من الحياة الاجتماعية الكويتية.
لقد كان الجميع طيبين جداً ومرحبين، كما أود أن أشير إلى حسن استقبال وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. احمد الناصر وزملائه لي، وفي الأسابيع القليلة الماضية، كان من دواعي سروري أن أقوم بزيارات ودية لسموّ رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ووزيري الدفاع والداخلية.

التعايش بين الاديان
كيف تنظرون إلى حالة التعايش بين مختلف الأديان وعشرات الجنسيات على أرض الكويت؟
على مر السنين، أصبحت الكويت مجتمعًا متعدد الأديان والأعراق والثقافات، كما تعتبر الكويت نموذجاً يحتذى به لدول أخرى في المنطقة في الترحيب بالناس من الأديان واللغات والجنسيات الأخرى، هناك ما يقرب من ثلاثة ملايين مقيم غير كويتي يعيشون ويعملون في البلاد.
وبشكل عام مستوى التعايش ممتاز، ومع ذلك فإن التماسك الاجتماعي هو عمل مستمر وقد تم إخباري أنه على سبيل المثال، كانت هناك لحظات من التوتر والإحباط والتي تفاقمت بسبب التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد 19، أعلم أن السلطات الكويتية تعمل بشكل وثيق مع السفارات والمكاتب القنصلية ذات الصلة لمعالجة هذه القضايا.
كما أنني على دراية بالتوترات السياسية في الحكومة، على كل دولة أن تجد تسوية مؤقتة للتغلب على المصالح الفردية او الجماعية من أجل خدمة المصلحة العامة.
أما فيما يتعلق بالقضايا الدينية، لا يسعني إلا أن أقول إنني استقبلت بحفاوة من قبل جميع السلطات منذ وصولي وقد أكدوا لي جميعًا على انفتاحهم واستعدادهم للعمل معًا في تعزيز علاقاتنا الثنائية وكذلك تعزيز الانسجام الاجتماعي والتعايش المشترك، إذا علمتنا الجائحة أي شيء، فقد علمتنا أننا نعيش في إنسانية مشتركة ولدينا نقاط ضعف مشتركة، يجب أن يلعب الزعماء الدينيون دورًا أكبر كمحفزين في التماسك الاجتماعي وتعزيز احترام الآخرين، وبخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الأديان الأخرى.
وهنا اود الاشارة الى ان العلاقات الديبلوماسية بين الكرسي الرسولي والكويت أقيمت عام 1968، وهذه العلاقة طويلة الأمد وراسخة، و أتطلع إلى مزيد من الانخراط مع السلطات في تعزيز علاقتنا الثنائية، وكذلك في مجالات الحوار بين الأديان والتبادلات الأكاديمية والثقافية.

زيارات البابا
ما هو مردود زيارات بابا الفاتيكان للعراق وعدد من دول المنطقة؟
زار البابا فرنسيس العراق في الفترة من 5 إلى 9 مارس الماضي حاملاً رسالة أمل وتعايش بين الشعوب من مختلف الأديان، ربما يكون من السابق لأوانه تحديد مردود الزيارة ولكن أعتقد أنه يمكن للمرء أن يقول بثقة إن الزيارة ساعدت في إلهام الشعب العراقي، وبخاصة الشباب، ليرى الضرورة الملحة للعمل معًا في إعادة بناء البلد الذي مزقته الحروب والنزاعات لسنوات عديدة.
ودعا البابا فرنسيس، منذ وصوله بغداد يوم الجمعة 5 مارس إلى إنهاء العنف والتطرف وقال إن المجتمع المسيحي العراقي المتضائل يجب أن يكون له دور أكثر بروزًا كمواطنين يتمتعون بكامل الحقوق والحريات والمسؤوليات.
وفي لقاء رمزي للغاية يوم السبت 6 مارس مع سماحة السيد علي السيستاني في مدينة النجف الأشرف، ردد البابا هذه الرسالة قائلاً: إنه يجب أن يكون المسيحيون قادرين على العيش في سلام وأمان مثل جميع العراقيين الآخرين.
كما زار قداسة البابا يوم الأحد 7 مارس، وهو اليوم الثالث من رحلته التاريخية للعراق، الموصل والمناطق التي كان يسيطر عليها ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وصلى بين الكنائس المدمرة في الموصل، معقل "داعش" السابق، قبل أن يلتقي بالمسيحيين والمسلمين.
وقال خلال احتفاله بالقداس الإلهي في ملعب في أربيل، وهو الاحتفال الكبير بختام زيارته، إن العراق سيبقى في قلبه. وكان قد حضر خدمة الصلاة الآلاف من الناس على الرغم من مخاوف عدوى فيروس "كورونا".
وكانت هذه الرحلة التي استغرقت أربعة أيام هي أول رحلة دولية يقوم بها الحبر الأعظم منذ بداية الوباء منذ أكثر من عام، وهي أول زيارة بابوية إلى العراق.
وفي إشارة إلى منطقة بلاد ما بين النهرين التاريخية، والتي امتدت على أرض العراق الحديث بما في ذلك الموصل، قال البابا فرنسيس: "ما مدى قسوة أن يكون هذا البلد، مهد الحضارة، قد أصيب بضربة بربرية، مع أماكن عبادة قديمة دمرت آلاف الأشخاص - المسلمين والمسيحيين واليزيديين وغيرهم - تشردوا أو قتلوا قسرًا. ومع ذلك، نعيد اليوم تأكيد قناعتنا بأن الأخوّة أكثر ديمومة من قتل الأخوة، وأن الأمل أقوى من الكراهية، وأن السلام أقوى من الحرب".

لبنان
كيف ترون دور الفاتيكان في حلحلة الامور في لبنان؟ وماذا عن دعوة البابا فرنسيس رؤساء الكنائس في لبنان ليوم صلاة وتفكير من أجل لبنان اليوم الاول من يوليو الجاري؟
إن الكرسي الرسولي، مثله مثل جميع البلدان، يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في لبنان الذي تدهور بشكل كبير خلال العام الماضي مع الانفجار الهائل الذي هز بيروت والأزمة الاقتصادية وتفشي وباء كوفيد والوضع السياسي العام الهش للغاية، ولسنوات عديدة عانى لبنان من سوء الإدارة والفساد وسوء الحكم وانعدام المساءلة في الإدارة العامة.
ولسوء الحظ، أصبحت هذه المشاكل نظامية وتشكل تهديدًا خطيرًا لمستقبل البلاد، والآن مع الأزمة الاقتصادية المالية التي تؤثر على لبنان، ومع ارتفاع مستويات البطالة وانخفاض قيمة العملة وارتفاع التضخم، لا يرى الشباب، على وجه الخصوص، مستقبلًا ويرغبون بالهجرة.
وحقيقة أن العديد من المسيحيين قد غادروا بالفعل وأن كثيرين غيرهم يخططون لمغادرة لبنان وهذا مصدر قلق كبير للكنيسة لأنه إذا فقد البلد مكونه المسيحي سيكون لذلك تداعيات كبيرة على التوازن السياسي الدقيق الذي لوحظ هناك منذ تأسيس الدولة، كما أن هذا من شأنه أن يؤثر أيضًا على التوازن الديموغرافي والديني في المنطقة الأوسع.
لهذا دعا الأب الأقدس إلى اجتماع للقادة الدينيين الكاثوليك والمسيحيين في الفاتيكان اليوم الخميس للصلاة من أجل البلد وثانياً لمعرفة كيف يمكن للكنائس المسيحية في المنطقة أن تساعد في الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان ووقف هجرة الشباب.
طبعا لا يتوقع أن يحل هذا الاجتماع كل المشاكل، ففي نهاية المطاف، سيكون على اللبنانيين أن يجدوا حلولاً خلاقة للأزمة، ما يؤمل هو أن يبعث اجتماع الفاتيكان برسالة واضحة مفادها أن الكنائس منخرطة بشكل فعال وتعمل معًا بطريقة بناءة لجلب الأمل والراحة للناس المتألمين في ذلك البلد الجميل.
مما أعلم أنه لن يكون هناك مؤتمر صحافي أو بيان مشترك في نهاية اللقاء، بدلاً من ذلك، وبعد الصلوات الختامية، سيقدم قداسة البابا ملخصًا لمداولات اليوم وسيكون ذلك بمثابة تجميع لما تمت مناقشته.

القدس
ما رؤيتكم لوضع القدس وحل القضية الفلسطينية؟
عشت وعملت في القدس لمدة أربع سنوات من 1996 إلى 2000، وللأسف لم يتحسن الوضع منذ ذلك الحين، إذا كان هناك أي شيء، فقد تفاقم الوضع مع بناء الجدار الفاصل بين القدس الشرقية والغربية وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ولطالما تمسك الكرسي الرسولي بموقف مفاده أن كلاً من إسرائيل وفلسطين لهما الحق في الوجود والعيش بسلام داخل حدود معترف بها دوليًا.
ونشجع الأطراف على بذل كل ما في وسعها لإعادة فتح عملية التفاوض المباشر على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبمساعدة تدابير يمكن أن تعيد الثقة المتبادلة، بحيث على حد تعبير البابا فرانسيس، قد يكون لديهم "الشجاعة ليقولوا نعم للمواجهة ولا للنزاع: نعم للحوار ولا للعنف؛ نعم للمفاوضات ولا للعمليات العدائية، نعم لاحترام الاتفاقات ولا لأعمال الاستفزاز، نعم للصدق ولا للازدواجية".

سورية
اين يقف الفاتيكان من الوضع في سورية؟
صادف في 15 مارس الماضي ذكرى مرور عشر سنوات على الأعمال العدائية في سورية، حيث قتل عدد لا يحصى ونزح عدة ملايين، مما تسبب في أزمة إنسانية تفاقمت بسبب حالة الطوارئ الصحية لـ"كوفيد-19".
وفي النزاع الذي دام عقدًا في سورية، شددت الكنيسة على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للسكان، وتعمل أكثر من 80 مؤسسة كاثوليكية في مختلف القطاعات بالتضامن مع جهات فاعلة ومؤسسات متعددة في سورية وفي البلدان المجاورة، وتوظف ما يقرب من 6000 مهني وأكثر من 8000 متطوع ينضمون إلى شبكة الكهنة والرهبان الموجودين في مختلف المناطق.
بالتوازي مع الجهود الإنسانية على مر السنين شاركت دولة الكرسي الرسولي مع المجتمع الدولي في محاولة حشد حل سياسي شامل وموثوق للصراع بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وجه قداسة البابا فرانسيس في الآونة الأخيرة نداء من أجل تجديد الالتزام من قبل المجتمع الدولي، بحيث يلقي أولئك الذين هم في النزاع أسلحتهم و"السماح بإصلاح النسيج الاجتماعي في سورية وبدء إعادة الإعمار وتحقيق النهوض الاقتصادي".

الحوار
هناك لجان حوار بين الفاتيكان ومؤسسات اسلامية منها الأزهر، كيف ترون دور هذه اللجان؟
عاش المسيحيون والمسلمون في العديد من البلدان في سلام لعدة قرون، ومع ذلك، فإننا مثقلون أيضًا بأعباء التاريخ: الحروب الدينية والاضطهاد والتعصب والتعصب الأعمى والتمييز من كلا الجانبين، وبينما يخرج العالم من جائحة "كوفيد-19" ندرك الحاجة إلى التشديد على الأخوّة والمصالحة والتضامن والتعاون والصداقة.
وهناك أيضا القضايا الملحة المتعلقة بالبيئة والاحترار المناخي، واللاجئين والهجرة والاتجار بالبشر، وحقوق الإنسان، وكرامة المرأة، والأخطار التي تهدد استقرار الأسرة التي هي أساس المجتمع.
لقد تقدم الحوار الإسلامي المسيحي بشكل هائل خلال الخمسين عامًا الماضية، وآمل بصدق أن تعزز الجهود المختلفة الجارية هذه العملية مع احترام الاختلافات.
وتعد وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وقعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر الأكبر أحمد الطيب، في أبوظبي في 4 فبراير 2019 علامة بارزة في هذه الرحلة، فهذه هي خارطة الطريق التي يجب أن نتبعها.
واسمح لي هنا أن أقترح على القادة السياسيين والجامعات والمعاهد الدينية ضرورة دراسة هذه الوثيقة بعناية، وعلى الرغم من اختلافاتنا فإن لدينا الكثير من القواسم المشتركة - أهمها هو إيماننا بالله، وتجمع هذه اللجان المعنية بالحوار بين الأديان الناس معًا وتتقاسم عقيدتهم الدينية وتتعلم من بعضها البعض.
نحن إخوة وأخوات، فليباركك الله القدير ويبارك شعب الكويت الحبيب.
آخر الأخبار