السبت 20 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نورا... آية من سورة "مريم" وراء اعتزالها في بيت عفاف شعيب

Time
السبت 01 يونيو 2019
السياسة
حققت مسيرة حافلة بالنجومية ثم توارت 23 عاما

القاهرة - أمل زيادة :

بريق الشهرة والأضواء رئة يتنفس بها الفنانون، لذا يضحون بالكثير بل يقاتلون من أجل البقاء في هذه الدائرة، حيث المال وحب الجمهور وتهافت عليه القوم عليهم، وعندما يقرر البعض، خصوصا الفنانات الابتعاد والتضحية بكل هذا، سواء بسبب ارتداء الحجاب أو الاحتجاب طواعية أو رغما عنهن، فلا بد أن تكون هناك قصة تستحق أن تروى، لذلك تفتح "السياسة" ملف "فنانات بين الحجاب والاحتجاب"، عن بعض من ضحين بالأضواء والشهرة لأسباب عدة، حتى إن عادت بعضهن.

* "وفاء للأبد" أول إطلالة لها في السينما مع عماد حمدي ومديحة يسري
* انطلقت بسرعة الصاروخ لتشارك أبرز النجوم بطولة أفلامهم
* تجربتها في المسرح طورت موهبتها والتزامها جعل الجميع يحبونها
* الإدمان سبب طلاقها من حاتم ذو الفقار رغم قصة الحب الكبيرة بينهما


فنانة عنوانها الالتزام، لم تجسد مشهداً خارجاً ولم تظهر بلباس غير محتشم خلال تاريخها الفني الذي تجاوز 35 فيلما، علاوة على العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، لذا جاء اعتزالها الفن صدمة كبيرة لمحبيها، فهي ليست مثل الكثيرات اللاتي قدمن أعمالا بها جرأة وبعيدة عن الالتزام، فوجدن في الاعتزال كفارة لهن عما قدمن في رحلتهن مع الفن، إنها الفنانة نورا، التي تختلف أيضا عن غيرها من المعتزلات في أن الشائعات لم تطاردها ولم تعاني من القيل والقال، فهذا الوجه الملائكي البريء كما كان أمام الكاميرا كان كذلك وهي بعيدة عنها.
ولدت الفنانة نورا بالقاهرة في 18 يونيو عام 1954، عرفت الكاميرا الطريق إليها منذ طفولتها، ربما قبل شقيقتها بوسي رغم أن بوسي تكبرها بنحو عامين، وذلك عندما تم اختيارها وهي لم تتجاوز 8 سنوات، لتشارك في فيلم "وفاء للأبد" أمام الفنانين عماد حمدي ومديحة يسري، في العام 1962، فجذبت الاهتمام لوجهها الملائكي البرئ، بعدها اختارها الفنان عبدالمنعم مدبولي لتشارك في مسرحية "لوكاندة الفردوس" أمامه ومعه نخبة من الفنانين منهم أمين الهنيدي وثريا حلمي، وقد تعلمت في هذا العمر المبكر كثيرا من المسرح في كيفية نطق الكلمات والأداء ومواجهة الجمهور بلا خوف، لذلك أصقل المسرح موهبتها ووضعها على الطريق الصحيح، وخرجت من هذه المسرحية لتجد المنتجين والمخرجين يطلبونها في أعمالهم، وبالفعل شاركت كطفلة في العديد من الأفلام مع كبار النجوم، مثل فيلم "الاعتراف" أمام الفنانين فاتن حمامة ويحيى شاهين، وفيلم "الليالي الطويلة" أمام الفنانين نادية لطفي ومحمود مرسي، وفي نهاية الستينات عاودت العمل في المسرح عندما اختارها المخرج نور الدمرداش لتشارك سمير غانم وجورج سيدهم مسرحية "فندق الأشغال الشاقة" وكان عمرها بلغ وقتها 15 عاما.
بدأت نورا مرحلة جديدة من حياتها الفنية في السبعينات، ففي العام 1972، شاركت في ثلاثة مسلسلات تلفزيونية دفعة واحدة وهي "الحائرة، القاهرة والناس، أيام المرح" علاوة على فيلم "بيت من رمال" مع أحمد مظهر ومريم فخر الدين وشقيقتها بوسي التي شاركتها أيضا مسلسل "القاهرة والناس"، لتنطلق في رحلة التألق فلم يكن يمض عام بعد ذلك دون مشاركتها في أهم الأعمال الفنية سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، فقد اخترقت القلوب بصدقها الفني وملامحها التي تشبه كل مصرية، فقدمت خلال هذه الفترة مسلسلات "نوارة، ابن الليل، لا أنام، علياء والمدينة، لعبة القدر" وأفلام مثل " يارب توبة، ومضى قطار العمر، هكذا الأيام، عندما يسقط الجسد، المليونيرة النشالة" وغيرها من الأعمال الفنية التي وضعتها في مصاف النجمات المتألقات، لتأتي في فترة الثمانينات لتصبح بطلة أمام كبار النجوم مثل عادل إمام، التي قدمت أمامه العديد من البطولات مثل "غاوي مشاكل، عنتر شايل سيفه" بينما كان لزوج شقيقتها الفنان نور الشريف نصيب الأسد في مشاركتها بطولة العديد من الأفلام منها "الفتى الشرير، العار، جري الوحوش، أجراس الخطر، ضربة شمس"، بجانب بطولتها لأفلام أخرى أمام نجوم آخرين، لتستقبل فترة التسعينات كنجمة متوجة على عرش النجومية، حيث قدمت عددا من البطولات لم تتجاوز أصابع اليدين وما أن جاء العام 1996، إذ بها تفاجئ الجمهور بخبر اعتزالها وارتدائها الحجاب، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لمحبيها الذين حزنوا على أن تفقد الشاشة وجها يحمل براءة الدنيا، وصوتا يعبر عن الحنان، لقد كانوا يرون فيها صورة المرأة المصرية الحقيقية، خصوصا أنها لم تقدم يوما مشهدا فجا أو به عري، فقد كان الاحترام عنوانها في كل أدوارها، لذلك كانت صدمة اعتزالها كبيرة.

لحظة فارقة
لم يصاحب اعتزالها سوى حزن محبيها لفقدانها على الشاشة، إذ انها انسحبت في هدوء وتوارت عن الأنظار واختفت سنوات طويلة امتنعت فيها عن الظهور الإعلامي تماما، ولانها اعتزلت في التسعينات حيث سادت موجة الاعتزال الكثير من الفنانات، فهناك من قال بأنها انضمت للفنانات اللاتى اعتزلن على يد الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي كان يقابلهن في الحرم المكي، حيث أقام فترة طويلة بالسعودية. بينما تساءل البعض ولماذا لا تكون ضمن الفنانات اللاتي احتجبن من خلال رجل الأعمال، الذي قيل أنه يشجع على الاعتزال وارتداء الحجاب مقابل مبالغ مالية طائلة، لكن الكثيرين لم يصدقوا أن مثل هذا الفنانة يمكنها أن تتاجر بالدين، وأن اعتزالها لا شك جاء عن يقين منها ورغبة، وظل الأمر غامضا حتى ظهرت الفنانة عفاف شعيب بعدها بشهور عبر مقابلة صحافية لتكشف قصة اعتزال نورا، حيث قالت: نحن مجموعة من الصديقات، منا من ترتدي الحجاب وأخريات محتشمات دون الالتزام بوضع غطاء الرأس، أنا نفسي لم أكن مرتدية الحجاب بعد، عندما قررت نورا الاعتزال الذي كان من حسن حظي في بيتي، حيث اعتدنا أن نجتمع أنا وبعض الصديقات الفنانات ومنهن ياسمين الخيام، هناء ثروت، نسرين، والراقصة المعتزلة هالة الصافي، يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع نتناول الإفطار سوياً، حيث كن صائمات ونحرص على صيام هذين اليومين باستمرار، وبعد أن نفرغ من تناول الإفطار نشكل حلقة لقراءة القرآن ونجتهد في ختمه في منزل كل واحدة منا بصفة دورية، وفي المرة التي اجتمعن فيها عندي في بيتي بالمهندسين قررت نورا الاعتزال.
تشرح عفاف: في ذلك اليوم كانت نورا صائمة ووصلت في القراءة إلى سورة "مريم" وعند الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين"، حتى ظلت نورا تقرأ وتعيد هذه الآية وكلها خشوع وكأنها تقرأها لأول مرة، بل ان شكلها تغير واحمر وجهها وانهمرت الدموع كالسيل من عينيها وهي تواصل قراءة الآيات التي تتحدث عن السيدة مريم العذراء، ثم توقفت وهمست وهي تنظر إلينا جميعا قائلة "أنا يا جماعة خلاص قررت الاعتزال".
وتابعت شعيب تعليقا على هذا القرار: "نورا تملك قلبا نقيا وبصيرة نافذة، ورغم أن اعتزالها كان مفاجأة لكل الناس، لكنه لم يكن مفاجئاً لنا نحن الصديقات، فكل منا يشعر بالآخر ويعلم فيما يفكر وما يعتزم الأمر، فقط لا يعدو الأمر سوى مسألة وقت وميعاد سبق تقديره وكتابته عند الله سبحانه وتعالى. فقط علينا إمهال بعضنا البعض الوقت فلا يتدخل أي منا في قرار الآخر، خصوصا فيما يتعلق بالعبادات والتقرب إلى الله، لقد كنا نعين بعضنا البعض على ختم القرآن والتسابق لمساعدة من يستحق".

حب ودموع

اعتزلت نورا الفن وارتدت الحجاب، لتكرس حياتها للمنزل والأسرة والتفرغ للعبادات والذكر وأداء العمرة ومناسك الحج وابتعدت تماما عن الإعلام وأيضا عن الظهور في المناسبات، وظلت منذ اعتزالها نحو 23 عاما متوارية، المرة الوحيدة التي ظهرت فيها كانت في عزاء زوج شقيقتها الفنان نور الشريف، فقد وجدت ضالتها في الهدوء والبعد عن الأضواء، ولم تفكر يوما مثل غيرها في العودة للتمثيل أو حتى من خلال البرامج كمقدمة لها أو ضيفة فيها، وربما ساعدها على ذلك أنها تشبعت منذ طفولتها بالشهرة والأضواء، بينما تزداد ظمأ كلما ارتوت من بحر الإيمان بالله وعبادته وقرآنه.
لم تكن حياة نورا كلها شموع مثل التي أضاءت لها طريق الفن حتى وصلت فيه إلى النجومية، فهناك في حياتها دموع كست بالحزن ملامحها، وكان زواجها من الفنان حاتم ذو الفقار من المحطات المؤلمة في حياتها، رغم أنها تزوجته عن حب بعد أن التقيا معا في فيلم "عنتر شايل سيفه" حيث جمع كيوبيد بسهامه بينهما، فأحب كل منهما الآخر، وأمام هذا الحب الذي تربع على عرش قلبيهما تم الإعلان عن الخطوبة ثم الزفاف الذي جرى في حفل كبير حضره عدد كبير من نجوم الفن وكان حديث الصحافة آنذاك، لكن الزواج لم يستمر طويلا رغم الحب الكبير، إذ اكتشفت نورا أن زوجها مدمن مخدرات، حاولت معه حتى يعالج نفسه أو يدخل مصحة للعلاج، لكنه رفض بعد أن أصبح عبدا للإدمان، الذي كان تمكن منه، فتحول بيت الزوجية إلى حلبة نزاعات وخلافات لا تنتهي، واستطاعت شقيقتها بوسي أن تقنعها بضرورة الطلاق، ورغم حبها لحاتم لكنها قتلت هذا الحب بداخلها وطلبت الانفصال وبالفعل تم الطلاق، ليواصل حاتم رحلته مع الإدمان ويتم القبض عليه ويحكم عليه بالسجن.
هكذا كان حظ نورا في الزواج الأول، لتجد نفس المصير في زواجها الثاني حيث تزوجت بعد اعتزالها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى ليتم الطلاق في العام 1998، وكما تردد بأن الطلاق تم لعدم رغبة والد هشام في هذا الزواج.
ورغم ابتعاد نورا سنوات طويلة عن الأذهان لا يتذكرها الجمهور إلا من خلال أفلامها، خصوصا أنها لم تكن مادة خصبة للشائعات والقيل والقال، فقبل اعتزالها كانت قليلا ما تظهر في المناسبات الاجتماعية مما جعلها بمنأى عن أعين الصحافة، فقط تتحدث عنها كأحد أبرز الفنانات الناجحات المميزات الملتزمات، وكيف أن قدرتها على اختيار أدوارها وراء هذا التألق على الشاشة، لكن وبعد كل هذه السنوات عادت نورا فجأة لتتصدر عناوين الأخبار العام الماضي، بعد تسريب خبر اصابتها بمرض استلزم سفرها إلى فرنسا لاجراء جراحة عاجلة برفقة ابنة اختها مي نور الشريف، وأن بوسي لم تتمكن من مرافقتها لانشغالها وقتها بتصوير مسلسل "بيت السلايف".
لكن ما حقيقة هذا المرض؟ لم يعرف أحد نظرا لتكتم عائلتها التي لم تكشف أي تفاصيل عن هذا المرض، ما يعني أنها عاشت فترة تعاني آلاما من هذا المرض الذي كما يبدو عولجت منه في فرنسا، ويؤكد ذلك ظهورها من خلال صورة نشرتها ابنة شقيقتها مي عبر صفحتها الرسمية في "انستاغرام" أثناء احتفال الأسرة بعيد ميلادها في العالم الماضي، حيث كان هذا أول ظهور لها عقب مرورها بهذه الأزمة الصحية، وقد ظهرت نورا مرتدية "البونيه أو التربون" وهو شكل جديد لم يعتاده البعض منها، فقد اعتادت ارتداء الحجاب بشكله التقليدي المتعارف عليه لفترة تعدت 15 عاما، لكنها بعد كل هذه السنوات ظهرت بشكل جديد، واللافت للنظر أنها ظلت محافظة على جمالها ولم يختلف شكلها عن السابق رغم الحجاب. كما نشرت الاعلامية بوسي شلبي فيديو عبر صفحتها في "إنستاغرام"، ظهرت فيه نورا تحتفل بعيد الأم العام 2018 برفقة شقيقتها بوسي، وظهرت نورا بإطلالة جديدة فقدت خلالها الكثير من الوزن وباتت أصغر من عمرها الحقيقي، مما أعاد للأذهان صورتها الجميلة بوجهها الملائكي الذي يحفظه الجمهور عن ظهر قلب، ليصبح الفيديو ردا عن الشائعات التي ترددت قبلها بأنها تعاني من تدهور صحتها، كما ذكرت شقيقتها بوسي أن نورا بخير وتتمتع بصحة جيدة، لأن نورا نفسها لم تعقب كالمعتاد بخصوص نشر الفيديو ولا على ردود الفعل الإيجابية، خصوصا من محبيها الذين اثنوا عليها وعلى ظهورها بهذا الشكل المحترم والرقيق والأنيق. وتظل نورا رغم الابتعاد وحتى ظهورها من خلال الصور فنانة تحتل مكانة خاصة في قلوب الجمهور، فمن ينسى شخصية "روقة" التي قدمتها في فيلم "العار"، لدرجة أن هناك منشورات كثيرة تم تداولها على "فيسبوك" يطالب فيها الأزواج زوجاتهم بأن يكن مثل "روقة" التي كانت تبذل كل ما في وسعها من أجل زوجها وضحت بنفسها لإسعاده، كذلك أدوارها الأخرى، التي جعلتها تدخل كل القلوب بصدقها في الأداء وعفويتها وتلقائيتها، ومهما توارت واحتجبت عن العيون ستبقى افلامها شاهدة على موهبتها ولتقدم للمواهب الجديدة من الفنانات كيف يمكن أن تكون الفنانة وكيف تصنع بالتزامها نجوميتها الكبيرة.





آخر الأخبار