الخميس 17 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نيللي... "سفيرة البهجة" تربعت على عرش الفوازير

Time
الأحد 17 مايو 2020
View
5
السياسة
نجوم صنعها رمضان

بدأت حياتها الفنية وعمرها ثلاث سنوات بـ"الحرمان"

تزوجت اربع مرات أولاها من المخرج حسام الدين مصطفى

نجحت في علاج صلاح جاهين من الاكتئاب

اختفت فجأة وانقطعت عن التمثيل والوحدة سبب معاناتها

رفضت القُبلات بداية من فيلم "حادث النصف متر"

أدت دور عفت عبدالكريم في "مدرسة المشاغبين"


القاهرة - محمد حليم:

تطل خلال شهر رمضان مثل عصفورة جميلة، لتضفي البهجة وترسم البسمة على وجوه مشاهدي التلفزيون، شعرها يتطاير في الهواء وهي ترقص وتغني ببهجة وسعادة، تسرد حكاية تتضمن فزورة تطلب الجواب عليها حتى ارتبط المشاهدون بها في كل بيت، ورغم تاريخها الفني الحافل بتقديم أعمال سينمائية ودرامية مختلفة؛ إلا أن تجربتها مع الفوازير جعلتها نجمة فريدة من نوعها ينتظرها الجمهور كل رمضان، بصورة اكتسبت من خلالها حب الجمهور بشكل يفوق كل نجمات جيلها، حتى أنها قالت: "فوازير رمضان هي الأجمل على الإطلاق في مشواري الفني". إنها الفنانة الكبيرة نيللي.

تميزت بشخصية مرحة وبراعة فنية منذ كانت طفلة لا تتعدى 3 سنوات، حتى نالت البطولة المطلقة في عمر 17 عامًا، بالإضافة إلى خفة ظل واضحة في كل تصرفاتها، جعلتها تبرع في تقديم هذا النوع من البرامج وتنال نجومية كبيرة، عندما قررت التوقف عن تقديم الفوازير، حزن كثير من المشاهدين وظلوا يطالبونها بالعودة حتى بعد توقفها 9 سنوات، لتستجيب وتعود في العام 1990، وبعد الإفطار كان الجميع يرابط أمام الشاشة بلهفة وشوق، الصغار قبل الكبار في انتظار "فوزاير نيللي"، لتطل كما اعتادوها في قمة رشاقتها وخفة ظلها، ولسان حالهم يتساءل: هل مانحة كل هذه البهجة والطاقة حياتها عامرة بالسعادة أم لا؟
في 3 يناير 1949 ولدت نيللي آرتين، لأسرة فنية خالصة بداية من عمل والدها بالإنتاج السينمائي وحبه الجارف للموسيقى، وشقيقتها الطفلة الأشهر في السينما فيروز، من أصول أرمينية سورية، لكنها مصرية الصفات والطباع والأسلوب.
خرجت نيللي إلى الحياة وتفتحت عيناها على أب يعزف الكمان وأخت تعشق التمثيل والغناء، فتسرب إلى أذنها الفن وهي طفلة لم تستوعب سوى إحساسها الذي يتشكل فنيا، وما إن أتمت عامها الثالث حتى أخذتها أسرتها للمشاركة في فيلم "الحرمان" العام 1953، خصوصا أنها تقلد فيروز وهي تمثل في المنزل، وأدت فيه دور شقيقتها وهي صغيرة حينما تركتها والدتها زوزو ماضي لتعيش مع والدها عماد حمدي، الذي تسببت له في حادثة، والفيلم من إخراج عاطف سالم، عن قصة نيروز عبدالملك وإنتاج والدها.

"عصافير الجنة"
ساعدت هذه التجربة في تشكيل الوعي الفني لنيللي، فهي طفلة لا تتعدى الثلاث سنوات وأول عمل لها في فيلم سينمائي، واصقلتها التجربة بالدوافع التي تساعدها على اختيار الفن لتستمر فيه معتمدة على خفة روحها وجمالها وقدرتها على الرقص والاستعراض والغناء وتجسيدها للمشاهد التمثيلية، كل ذلك ساعدها في أن تتألق فيما بعد في فيلم "عصافير الجنة" العام 1955 مع شقيقتها فيروز من إنتاج والدها وإخراج سيف الدين شوكت وتأليف حسن توفيق، وبعدها بثلاثة أعوام قدمها المخرج عباس كامل في فيلم "رحمة من السماء" بطولة هند رستم ومحمود المليجي في دور "نادية"، وفي نفس العام تشارك صباح بدور الطفلة "زينب" في فيلم "توبة" إخراج محمود ذو الفقار، وإلى فاتن حمامة قادتها موهبتها للمشاركة في فيلم "حين نلتقي" في دور "أمال" من إخراج هنري بركات، لتنتقل إلى سعاد حسني في فيلم "المراهقتان"، وأيضًا قدمت في نفس الفترة فيلم "المشاغبون" مع رشدي أباظة، ثم فيلم "هي والرجال" المأخوذ عن قصة إحسان عبدالقدوس.
كانت نيللي محظوظة بتكوينها الشخصي على خلاف جيلها وأصدقائها الذين تعرفت عليهم فيما بعد وواجهوا بعض المتاعب سواء من ممانعة الأهل أو غياب الفرصة، فبدايتها الرائعة ساعدتها فيها شقيقتها فيروز ووالدها المنتج السينمائي، ورسخ هذا الدعم موهبتها مع كبار النجوم، في وقتها كان محمود ذو الفقار يتابعها وشاركت في عدد من أفلامه ليرى نضجها الفني أمام عينيه، وبعدما اطمأن على موهبتها قدمها في دور بطولة للمرة الأولى بفيلم "المراهقة الصغيرة" العام 1966 وهي بعمر 17 عامًا في دور تلميذة جميلة تقع في حب أحد الموظفين وعندما تعلم عائلتها المتزمتة تمنعها من الذهاب إلى المدرسة، وشاركت فيه مع أحمد مظهر، صلاح منصور وأحمد رمزي.

الانتشار
تمر السنوات وتكبر نيللي، لكنها ظلت الطفلة المرحة التي يحبها الجميع وهذا ساعدها في التألق بأول بطولة لها في "المراهقة الصغيرة"، وانهالت عليها العروض كفنانة استعراضية تستطيع تقديم أكثر من فن، وانتقلت لتقدم العديد من الأدوار التي كانت لها بمثابة الانتشار، وبدأت هذه الفترة بفيلم "نورا" إخراج محمود ذو الفقار وبطولة كمال الشناوي، ليقدمها المخرج سعيد عرفة في فيلم "اجازة صيف" بطولة فريد شوقي، وواصلت رحلتها حتى قدمت واحدًا من أهم أفلامها العام 1969 مع الفنان صلاح ذو الفقار في رائعة المخرج عبدالمنعم شوكت "صباح الخير يا زوجتي العزيزة"، وكلها أدوار قدمتها نيللي في دور الشابة خفيفة الظل، واستمرت تقدم هذه النوعية من الأفلام ومنها "امرأة زوجي" مع محمود ذو الفقار، و"مذكرات الآنسة أمال" مع عباس كمال، ثم تذهب إلى الدراما مع المخرج حسام الدين مصطفى في "عصابة الشيطان" و"غابة من السيقان".
باتت نيللي نجمة معروفة تمتلك قاعدة شعبية، لكن لم يكن هذا يرضيها، حيث كانت تبحث عن تجربة مختلفة تصنع منها نجمة فريدة، حتى اتفقت على تقديم "الفوازير" عندما عملت في برنامج "الكاريكاتير" للمخرج فهمي عبدالحميد وتميزت في أداء "التترات" الاستعراضية بسبب حبها الجارف لهذا الفن وقدرتها الهائلة على أداء رقص الباليه، ليختارها بعدها في فوازير رمضان، التي حققت نجاحًا كبيرًا وجمعت بها الأسرة أمام الشاشة، ودعمت هذه الظاهرة، موهبة نيللي وشخصيتها المرحة، وأصبحت الفوازير بعد أول عام من عرضها جزء من الطقوس الرمضانية، التي ينتظرها المشاهدون كل عام ويقبلون عليها من أجل الاستمتاع بها وحلها.
بدأت نيللي تقديم الفوازير مع المخرج فهمي عبدالحميد، تأليف أنور عبدالله في 4 أجزاء مختلفة، بداية من 1975 بعنوان "صورة وفزورة" حول شخصيات تاريخية مختلفة تعرض نيللي سيرتها وفي آخر الحلقة تطلب معرفة الشخصية، وقدمت في 1976 "صورة وفزورتين"، وقدمت معهما أيضًا الجزء الثالث بعنوان "صورة وثلاث فوازير" بمشاركة أحمد بدير وممدوح وافي في العام 1977، بعدها بعام قدمت الجزء الرابع بعنوان "صورة و30 فزورة"، لتنتقل بعدها إلى عمل مختلف من تأليف لينين الرملي وإخراج فهمي عبدالحميد أيضًا العام 1979 في "أنا وأنت فزورة التمبوكا" حول مجموعة من الصفات تقدمها نيللي في شكل استعراضي وتطلب من الجمهور معرفة الصفات.

"عروستي"
تعلق الجمهور بفوازير نيللي خلال شهر رمضان لتحقق نجاحًا أضعاف ما قدمته في السينما، وأدخل إلى قلبها الفرحة، لكن الطفلة التي بداخلها كانت شغوفة بالتجديد، حتى جاء التطوير بتوقيع الفنان الكبير صلاح جاهين، ليكتب لها في العام 1980 فوازير "عروستي" إخراج فهمي عبدالحميد أيضًا، حول مجموعة من الأشياء نستخدمها في حياتنا اليومية، بعد أن تقوم نيللي باستعراض فائدة هذا الشيء "حاجة عندك ليل ونهار هتعرفها بعد ما تحتار"، واستمرت مع جاهين لتقدم فوازير "الخاطبة" العام 1981 عن مجموعة صفات عدد من المهن، وفيها تقوم نيللي "الخاطبة" بعرض مميزات الوظيفة حتى يمكن للجمهور أن يتعرف عليها، وارتبط بها الجمهور أكثر، وحققت نجاحًا لم تتخيله، حتى أنها تعتبر هذه الفترة من أداء الفوازير هي الأهم في حياتها، كما استطاعت بخفة روحها القضاء على الاكتئاب، الذي تسبب في معاناة صلاح جاهين، وقالت نيللي في برنامج "خليك بالبيت" تقديم الإعلامي زاهي وهبي "إن صلاح جاهين كان يعاني من الاكتئاب، لكنه شعر أن الفوازير أخرجته من هذه الحالة، وأعطته مزيدا من الحيوية وحققت له طموحه، وجعلته يشاهد ما يكتبه بصورة حية على الشاشة".
ورغم هذا النجاح، انقطعت نيللي عن تقديم الفوازير 9 أعوام، لينتظرها الجمهور على أمل عودتها مجددا لتدخل البهجة إلى نفوسهم، بعدما أصبحت جزءًا من الطقوس الرمضانية، وفي العام 1990 أُعلن مجددا عن عودة نيللي إلى الفوازير لتُعم البهجة، ويتجمع الكبار قبل الصغار لمشاهدتها، وبدأت هذه المرحلة مع المخرج جمال عبدالحميد بعد وفاة شقيقه، وبتوقيع الكاتب الكبير عبدالسلام أمين بفوازير "عالم ورق ورق"، بعدها قدمت "عجائب صندوق الدنيا" العام 1991 عن أفكار البرامج التلفزيونية وتقدم بشكل استعراضي ملامح الفكرة وفي آخر الحلقة تطلب اسم البرنامج من إخراج محمد عبدالنبي، لتقدم فوازير "أم العريف" في 1992، وانقطعت لثلاثة أعوام ثم عادت بفوازير "الدنيا لعبة" عن لعبة تستعرضها نيللي، وفي العام 1996 قدمت فوازير "زي النهاردة" وأنهتها "بالإذن يا نور عيوني ده ميعاد المروحة" بعد أن أبدعت فيها منذ منتصف السبعينات.

نضج فني
بينما كانت نيللي تتألق في الفوازير؛ لم تستطع الابتعاد عن حبها الأول السينما التي كانت سببًا في نجوميتها، واستمرت العصفورة المرحة ترفرف فنيا، فخلال سنوات تقديمها الفوازير شاركت في مجموعة أفلام شكلت مرحلة النضج الفني وتميزت فيها بدور الحالمة والرومانسية الحرة، بداية من "صائد النساء" العام 1975 إخراج عبدالمنعم شكري وتأليف فيصل ندا، "العاشقات" مع نور الشريف العام 1977، ووقتها شاركت أيضًا محمود ياسين فيلم "العذاب امرأة "، ومعه أيضًا قدمت فيلم "حادث النصف متر" العام 1983 من إخراج أشرف فهمي، ويعد هذا العمل بداية رفض نيللي للقبلات بحسب ما أكدته في برنامج "واحد من الناس" عبر فضائية "الحياة" المصرية، قائلة: "طلب مني المخرج أشرف فهمي أن يقبلني محمود ياسين في أحد المشاهد، لكني رفضت، لأنني في هذه الفترة كنت دخلت مرحلة النضج الفني، عكس ما حدث في فترة انتشاري الفنية، التي اعتبرها بمثابة المراهقة".
واستمرت بعدها في تقديم العديد من الأفلام أبرزها "الغول"، "اثنين على الهوا"، حتى قدمت فيلمها الأخير "قط الصحراء" عن مجموعة تعمل في مكافحة الكوارث، من إخراج وتأليف يوسف منصور.
فجأة وبدون سابق إنذار اختفت نيللي عن الشاشة بعدما أنهت علاقتها بالفوازير، وأعلنت عن رغبتها في البقاء بالمنزل، لكن بعد عامين عانت فيهما من الوحدة وأمام موهبتها وحسها الفني تحركت لتعود إلى عالمها الذي بدأته طفلة، واختارت هذه المرة التلفزيون لتشارك في مجموعة من المسلسلات، بدأتها بـ "سنوات الشقاء والحب" العام 1998، وجسدت فيه دور "منيرة" تحب صلاح السعدني في دور سائق يعمل لدى أسرتها، والعمل مأخوذ من قصة الكاتب إحسان عبدالقدوس وإخراج أشرف فهمي، واستمرت لتقدم دور شهر زاد في "ألف ليلة وليلة" العام 2000، وشاركت بعدها وائل نور وأحمد راتب في مسرحية "المدرسين والدروس الخصوصية" العام 2001 من إخراج أحمد صقر وتأليف فيصل ندا، وانتقلت للعمل في مسلسل "ألو.. رابع مرة" العام 2002 مع مصطفى فهمي وشويكار، ومنه إلى أحمد راتب وكمال أبو رية في آخر أعمالها الفنية بمسلسل "قصاقيص ورق".
ورغم أنها قدمت قبل ذلك عددًا كبيرًا من المسلسلات بدأتها العام 1966 حينما قدمها المخرج محمد علوان في الدراما الإذاعية بمسلسل "شئ من العذاب"، وقدمت بعدها بعام "الرمال الناعمة"، ثم مسلسلات "الدوامة"، "المارد" و"سنة أولى حب"، لكن أعمالها في الدراما التلفزيونية كانت الأكثر تميزًا وارتباطًا لدى المشاهد، أيضا قدمت العديد من المسرحيات، بدأتها بـ "الزوج آخر من يعلم"، و"الدلوعة" لبديع خيري، إخراج حافظ أمين وبطولة فريد شوقي، لتنطلق بعدها للمشاركة في مسرحية "مدرسة المشاغبين" في دور عفت عبدالكريم الذي قدمته قبلها سهير البابلي.

علامة مسجلة
بعيدا عن الشاشة كانت "سفيرة البهجة" مثيرة للجدل في حياتها الشخصية، فحبها للحياة والجمال الأرمني المخلوط بالطابع المصري في شخصيتها وقدرتها على إضفاء البهجة في حياة أي شخص تقترب منه، لفت الأنظار إليها، ولأنها محبة للحياة جعلت من كل قصة حب تنتهي بداية لغيرها. أولى زيجاتها كانت من المخرج حسام الدين مصطفى الذي يكبرها بـ23 عامًا، وبعد رفض أسرتها تركت المنزل لإتمام الزواج، وانفصلت عنه بعدها بفترة بسيطة لأنه طالبها باعتزال الفن، لتتزوج الموسيقي مودي الإمام الذي تركته لنفس السبب، بعدها تزوجت من خارج الوسط الفني؛ أملًا في الاستقرار الأسري، وارتبطت برجل الأعمال خالد بركات واستمرت الزيجة عامين قبل أن تنتهي بالطلاق، لتتزوج للمرة الرابعة والأخيرة سرًا من الخبير السياحي عادل حسني ولم تستمر معه وسرعان ما انفصلا، وترددت الشائعات عن ارتباطها بالفنان عبدالحليم حافظ؛ إلا أنها نفت ذلك، مؤكدة أن ما كان بينهما صداقة قوية استمرت حتى وفاته.
يظل اسم نيللي "علامة مسجلة" في عالم الفوازير، ويظل شهر رمضان مرتبطا بسنوات طويلة تألقت فيها، ورغم ابتعادها عن الشاشة إلا أن الجميع يحمل لها الحب الجارف كما تحمله هي لهم ويتابعون أخبارها وآخرها احتفالها بعيد ميلادها الـ70 في يناير الماضي.

نيللي في أحد أفلامها القديمة


... ومع شريهان




آخر الأخبار