الدولية
"نيويورك تايمز" لأردوغان: تدّعي البطولة في قضية خاشقجي وتقذف الصحافيين في السجون
الخميس 08 نوفمبر 2018
5
السياسة
عواصم - وكالات: هاجمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي بالغ في تناول قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي؛ من خلال تعمّد نشر التسريبات الإعلامية الملفقة ضد السعودية؛ في محاولة لكسب قضية أكبر.وأكد الكاتب في الصحيفة كارلوت قيل "أن قضية حرية الصحافة أو انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا لا تزال مفتوحة، وإن استخدام أردوغان لقضية خاشقجي باسم تحقيق العدالة حيّر أغلب الشعب التركي؛ لا سيما بعد سجن واعتقال عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك في حملة قمع حكومية، بعد محاولة الانقلاب في عام 2016".وتابع أن "التكتيكات التي استخدمها أردوغان ضد السعوديين، هي نفس الأساليب التي أتقنها ضد الأعداء السياسيين في الداخل، وهي التسريبات الإعلامية التي وُزعت من قِبَل مصادر حكومية، وأبلغت عنها وكالات أنباء وقنوات حليفة له!! ثم يستشهد بها بعد ذلك لتدمير معارضيه؛ حتى أصبح هذا النهج عنصراً رئيسياً في ترسانة الرئيس أردوغان لنشر الترهيب وقمع المعارضة، وقد استخدمها ضد السعوديين بكثافة".وأضاف: "أتمنى فقط أن نعي أن هذه الأساليب الدنيئة ألحقت الضرر بمواطني الجمهورية التركية والسلطة القضائية في تركيا؛ حيث تم اعتقال وسجن نحو 100.000 شخص خلال حالة الطوارئ لمدة عامين؛ بما في ذلك الأكاديميين، والمحامين، والصحافيين وسياسيي المعارضة الذين ليس لديهم صلة واضحة بمحاولة الانقلاب، ولا يزالون مسجونين بعد عامين ونصف من الانقلاب؛ وفقاً لأرقام نشرتها منظمة العفو الدولية التي قالت: "إن مشهد حقوق الإنسان في تركيا مهجور، وهو مشهد يتسم بالاعتقالات الجماعية والمحاكمات والترهيب وإسكات المجتمع المدني المستقل"، كما كتبت لجنة حماية الصحافيين في تقريرها السنوي: "تظل تركيا أسوأ سجان في العالم للعام الثاني على التوالي؛ حيث يوجد 73 صحافياً وراء القضبان، مقارنة بـ81 سجيناً في العام الماضي، وما زال العشرات يواجهون المحاكمة، والاعتقالات الجديدة تتم بانتظام. وفي تركيا لا يزال الكثيرون يخشون التعبير عن أي انتقاد لأردوغان علناً؛ وخاصة الصحافيين، الذين أثارهم اهتمامه المبالغ فيه بقضية خاشقجي.على صعيد متصل، أفادت مصادر حقوقية، أمس، أن المعتقل السياسي الكردي برهان كاراتاي توفي في أحد السجون التركية، فيما أعلنت النائبة الكردية عن "حزب الشعوب الديمقراطي" ليلى غوفن، المعتقلة أيضاً، إضرابها عن الطعام. وفي وقت تحذر تقارير حقوقية من تردّي أوضاع المعتقلين في السجون التركية، في ظل ارتفاع الوفيات بين المعتقلين وتدهور الأوضاع الصحية ورفض إدارات السجون طلبات علاج المسجونين المرضى، كشف تقرير جديد أن برهان كاراتاي (67 عاماً) المعتقل منذ 4 سنوات، كان يعاني أمراضاً عدة، وتعرّض الثلاثاء الماضي لأزمة قلبية في سجن كيرسوني أدت إلى وفاته. ونقلت "وكالة فرات" المؤيدة للأكراد عن إسماعيل ابن برهان كاراتاي، الذي كان عضواً في بلدية بازيد، وكانت محاكمته تجري داخل السجن، قوله إن والده اتصل به قبل 5 أشهر، وأبلغه أنه يحتاج إلى علاج، وإدارة السجن لا تسمح بذلك. وعلى صعيد مواز، أعلنت الكردية ليلى غوفين، إضراباً عن الطعام، أول من أمس، بعد أن رفضت إدارة السجن جلبها إلى المحكمة لسماع أقوالها، بسبب اعتراضها على اقتيادها مكبلة اليدين أثناء نقلها.وكانت غوفين قد انتخبت نائباً عن محافظة هاكاري في 24 يونيو الماضي، ورفضت المحكمة الإفراج عنها رغم اكتسابها حصانة ضد الاعتقال، كما رفضت طلبات قدمها محاميها للإفراج عنها، بعد اعتقالها أواخر يناير الماضي بسبب انتقادها تدخل تركيا عسكرياً في سورية. ويطالب الادّعاء العام بحبس النائبة الكردية بين 17 و31 عاماً. ومنذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو 2016، تم تسجيل 58 حالة وفاة مشبوهة في السجون التركية، وفقاً لما نقله "مركز ستوكهولم للحريات" عن منظمة معنية بمتابعة حقوق الإنسان في تركيا، في حين أشارت تقارير دولية أخرى إلى أن أوضاع السجون التركية ساءت خلال إعلان حال الطوارئ في البلاد بعد فشل المحاولة الانقلابية، بينما حذر ناشطون ومنظمات حقوقية من تردي الأوضاع الصحية للمعتقلين في عدد من السجون التركية المكتظة منذ تلك الفترة.وأشار المركز إلى وقوع 123 حالة وفاة مشبوهة في تركيا حتى سبتمبر 2018. وبحسب تقرير رفعته وزارة العدل إلى البرلمان التركي قبل أشهر، فإن عدد المعتقلين تجاوز 246 ألفاً، مسجونين في 450 سجناً تصل سعتها الإجمالية إلى 211 ألف سجين، أي أن فائض المساجين يصل إلى 35 ألفاً.