الجمعة 27 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

هؤلاء لفو ليسوا كويتيين

Time
الأحد 07 أغسطس 2022
View
5
السياسة
سعود السمكة

حين ارتأى الشيخ عبدالله السالم أن يحول الكويت من "إمارة" الى دولة، بعد الاستقلال عام 1961، وتمت عملية تنظيم الانتقال، ودعي الناخبون عام 1962 الى انتخاب المجلس التأسيسي ليؤدي أعضاؤه مهمة كتابة دستور الدولة، وهي اول عملية انتخاب عامة تشهدها الكويت، وقد جرت بهدوء، وكانت عرسا ديمقراطيا تعبيرا عن مجتمع الاسرة الواحدة، وقتها لم تعرف الكويت انتخابات فرعية، وفزعات قبلية و"تكفون يا هلي" و"يا محزمي"، لم تحذف العقل والغتر والقحافي والبشوت، بل كان الجميع مشاركا بهدوء، الحضري يصوت حق البدوي، والسني يصوت للشيعي، والعكس بالعكس، والجميع يسعى الى مصلحة الكويت.
هذه الروح الوطنية العالية والنفوس الصافية التي تنطلق من روح مجتمع الاسرة الواحدة وقناعة بوحدة اهل الكويت بجميع اطيافهم، الحضر والبدو والسنة والشيعة، رافعين راية الكويت.
استمرت هذه الروح حتى غاية آخر انتخابات في بداية تسعينيات القرن الماضي، فكانت الكويت تنتخب اهلها مجردة من أي مظهر قبلي، أو طائفي، أو حزبي، وكان الناخب ينتخب من دون ضغوط من أحد، ويمارس حقه بكل حرية لا يمنعه احد، وليس هناك فزعة على اساس طائفي او قبلي.
ما حدث في السنوات الأخيرة ليس له أثر من آثار الديمقراطية في شيء، رغم ان التشريعات التي صدرت تجرم وتحرم الانتخابات القبلية السافرة، بل كانت هذه "الفرعيات" تجري بتحريض من القيمين عليها، بكل تحد للدولة، فلماذا وما الذي اختلف عن الانتخابات السابقة؟
الذي اختلف هو أن الناخب اليوم بغالبيته ليس هو ناخب الامس، الناخب الكويتي بتشكيلته الوطنية الجميلة المعجونة قبليا وحضريا وسنيا وشيعيا ببوتقة وطنية واحدة، فعمليات التجنيس، والسماح بالازدواجية رغم ان قانون الجنسية يمنع الازدواجية، اضافة الى السكوت عن المزورين ومن ورائهم.
كل هذا قلب المعادلة، فالذين يجرون الانتخابات القبلية هؤلاء ليسوا قبائل الكويت المؤسسة، فقبائل الكويت معروفة بحميتها لبلدها، ومعروفة بغيرتها الوطنية، وابناؤها لا يشاركون في هذه الانتخابات القبلية، وهم جزء اساسي من المكون الكويتي الذي بنى الكويت وصد عنها الغزوات، وحافظ على ترابها، واستشهد ابناؤها وذاقوا مرارة قسوة الحياة مع اهلهم الحضر،سنة وشيعة.
وهي قبائل اصيلة تفتخر بها الكويت، اهل نخوة وكرم، ولا احد يستطيع ان يزايد عليهم بالوطنية، هم اهل الكويت، أما هؤلاء المزدوجون والمزورون فليسوا سوى "لفو" جاؤوا طمعا بامتيازات الكويت، وبسبب تراخي الحكومات الفاسدة، بل هي من سهلت لهم وأتت بهم.
إن الدور اليوم على الاخ وزير الداخلية، هذا الشاب الواعد، المعجون بحب الكويت وأهل الكويت، الشيخ طلال الخالد بحزمه المعهود، وحرصه على تطبيق النظام، وعليه أن يتصدى لهؤلاء الـ"لفو" بكل حزم وعزم لتنعم الكويت بانتخابات نيابية سليمة.
تحياتي.
آخر الأخبار