عواصم- وكالات: كأن انتشار فيروس "كورونا" المتحور الجديد لا يكفي الصين حتى تثار قضية اخرى لها علاقة بهذه الجائحة التي وصلت امس الى 30 دولة، وهي قضية موت اول طبيب اكشتف انتشار الفيروس، مع تزايد عدد المتوفين فيها وفي الخارج في ظل عجز دولي تام عن التوصل الى اي لقاح يمنع انتشار الفيورس الذي قال عدد من الخبراء الدوليين ان وقفه بات صعبا جدا بسبب غياب الادوية الشافية منه، رغم الحالات التي اعلن انها غادرت المستشفيات في الصين وخارجها. ففي توالي الاخبار عن جديد الجائحة أعلنت السلطات الصينية، امس، ارتفاع حصيلة الوفيات في مختلف أرجاء الصين جراء الإصابة بالفيروس المميت إلى 722 حالة وفاة، بعد تسجيل 86 حالة وفاة جديدة، كما أعلنت ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بمقدار 3399 إصابة جديدة، وكشفت مفوضية الصحة عن إن هذا العدد الكبير يأتي على عكس التراجع الطفيف في عدد الإصابات المسجلة في الأيام السابقة، فيما بلغ عدد الاصابات الاجمالي المعلن عنه رسميا الى 34546 حالة.أدى تفشي الفيروس إلى إغلاق مدن بأكملها في مقاطعة هوبي، علاوة على قرى وأحياء في جميع أنحاء البلاد، كما انتشر الفيروس في 30 دولة منذ اكتشافه للمرة الاولى، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ عالمية. في السياق ذاته، توفي شخصان خارج الصين، أحدهما في هونغ كونغ والآخر في الفلبين، ووضعت السلطات في هونغ كونغ امس للمرة الأولى الركاب القادمين على متن رحلات جوية من الصين تحت الحجر الصحي الإلزامي، حيث تشدد إجراءات الدخول إلى المدينة لوقف انتشار الفيروس القاتل، وكشفت الحكومة أنها ستستخدم أساور التعقب، مثل تلك المستخدمة في الولايات المتحدة كشرط للإفراج بكفالة أو الإفراج المشروط، والتي تتصل بالهاتف الذكي للشخص المعزول لمراقبة تحركاته، وقد تصل عقوبة المخالف لشروط الحجر الصحي إلى السجن لمدة ستة أشهر وغرامة تصل إلى 3200 دولار اميركي.في المجال ذاته، أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الماضي أن خبراء بارزين في فيروس كورونا سيجتمعون في جنيف الأسبوع الجاري، ومن المتوقع أن يطرح هذا التجمع الذي سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين أحدث المعارف والخبرات حول الفيروس لمناقشة العلاجات واللقاحات بالإضافة إلى النظر في المصدر المحتمل لمسببات المرض وكيفية انتشاره.في هذا الوقت قلصت العديد من الحكومات الدخول إلى الصين بسبب تفشي المرض أو حذرت مواطنيها من السفر إلى البلاد، وفي اليابان، ظلت سفينة سياحية على متنها آلاف الأشخاص رهن الحجر الصحي في ميناء يوكوهاما لليوم الرابع على التوالي، واعلنت وزارة الصحة اليابانية، امس، إن ثلاثة أشخاص آخرين على متن السفينة السياحية "دياموند برينسيس" تم التأكد من إصابتهم بالفيروس، ليرتفع إجمالي المصابين على متن السفينة إلى 64 حالة، من بينهم حالة حرجة.وقالت الوزارة إن الأشخاص الموجودين على متن السفينة، التي تحمل على متنها نحو 3700 من الركاب وأفراد الطاقم، قد لا يتمكنون من مغادرتها قبل التاسع عشر من فبراير الجاري على أقرب تقدير.في مجال ذات صلة أعلنت هيئة تفتيش صينية، اول من امس، فتح تحقيق في أعقاب وفاة طبيب كان أول من حذر من الفيروس، وتعرض لتأنيب السلطات، وذكرت اللجنة في بيان أن فريق التحقيق سيتوجه إلى ووهان بؤرة الفيروس، حيث توفي الطبيب لي وينليانغ لإجراء تحقيق شامل في المسائل المتعلقة بالطبيب والتي أثارها الناس.وتوفي طبيب العيون لي (34 عاما) في ساعة مبكرة اول من امس، كما أعلن مستشفى ووهان المركزي على موقع التواصل الاجتماعي الصيني ويبو، وهو ما أثار غضبا وحزنا في خضم أزمة تعيشها الصين بسبب الفيروس.لي كان من بين ثمانية أطباء لاحقتهم الشرطة لحديثهم عن انتشار فيروس شبيه بالفيروس المسبب لـ"سارس" (المتلازمة التنفسية الحادة) على مواقع التواصل الاجتماعي في ديسمبرالماضي.في هذا السياق، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الأميركي دونالد ترامب هاتفيا اول من امس أن" بلاده قادرة تماما على التغلب على الفيروس"، وقال شي لترامب إن:" الصين تشن حربا شعبية ضد الفيروس من خلال تعبئة وطنية وإجراءات صارمة للوقاية والسيطرة على كورونا"، كما دعا الرئيس الصيني الولايات المتحدة إلى" أن يكون رد فعلها على انتشار الفيروس منطقيا"، وقال البيت الأبيض إن ترامب عبر عن "ثقته" بقدرة الصين على التصدي للفيروس كورونا.واعلنت وزارة الخارجية الأميركية اول من امس إنها أمرت هذا الأسبوع بنقل أكثر من 16 طنا من المعونات الطبية التي تم التبرع بها إلى الصين منها أقنعة ومعاطف ومواد لحماية الجهاز التنفسي.ورغم الاجراءات الاحترازية الشديدة التي اتخذتها كوريا الشمالية اعلنت امس تسجيل أول إصابة بالفيروس كورونا، لتصبح الدولة الـ30 التي يظهر فيها هذا الفيروس التاجي القاتل، ونشرت وسائل إعلام إنه تم التأكد من إصابة مواطنة كورية شمالية قادمة من الصين بفيروس كورونا.وعلى صعيد انتشار الفيروس عامليا اعلنت السلطات الصحية في خمس ولايات أميركية عدم وضع سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من ركاب الطائرات التجارية رهن الحجر الصحي في الولايات المتحدة بموجب القيود الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على السفر بهدف إبطاء انتشار الفيروس، وكشفت الإدارات الصحية في أربع من الولايات الأميركية العشر التي تقوم مطاراتها بفحص الركاب لاكتشاف فيروس "كورونا" إنها لم تحول أي أشخاص إلى الحجر الصحي منذ سريان قواعد السفر الجديدة في الثاني من فبراير الجاري بعد اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس في الولايات المتحدة في 20 يناير الماضي، ولم تعلن سوى ولاية نيويورك عن وضع أربعة أشخاص رهن الحجر الصحي بسبب سفرياتهم السابقة.في فرنسا اعلنت وزيرة الصحة انيس بوزين تسجيل خمس حالات إصابة جديدة بالفيروس ليرتفع بذلك عدد حالات الإصابة إلى 11. وقالت بوزين في مؤتمر صحافي امس:" ان الاصابات الجديدة هي لأربعة اشخاص بالغين وطفل، وحالاتهم ليست خطيرة".خليجيا أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الاماراتية امس تشخيص حالتين جديدتين مصابتين بأعراض الفيروس، ويصل بذلك إجمالي عدد الحالات المكتشفة في الإمارات إلى سبع حالات منذ ظهور الفيروس.اما في كوريا الجنوبية ارتفع عدد الأشخاص ، الذين فُرض عليهم حجر صحي ويخضعون لاختبارات للكشف عما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا، إلى الضعف، ليصل إلى 620 شخصا امس، فيما لا يزال عدد حالات الإصابة المؤكدة ثابتا دون تغيير، وهو 24 حالة، وتابعت الهيئة أن 1420 شخصا، الذين اتصلوا بأشخاص مصابين، تم تحديد هوياتهم وخضعوا للحجر الصحي لمراقبتهم، فيما تم عزل 1090 آخرين.في اليابان توفي رجل يشتبه في إصابته بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، ونشرت "كيودو" إن الرجل وهو في الستينيات من عمره دخل المستشفى بسبب التهاب رئوي حاد في مدينة ووهان بوسط الصين. وسيكون أول ضحية ياباني جراء الإصابة بالفيروس القاتل إذا تأكدت إصابته.في المانيا ارتفع العدد الكلي للمصابين بالفيروس إلى 14 حالة بعد ظهور حالة جديدة امس، بعدانتقال العدوى الى زوجة أحد المصابين. اما في مجال ردود الفعل الشعبية والرسمية فقد قال وزير الصحة التايلندي أنوتين شارنفياكول:" أن الأجانب الذين يرفضون ارتداء أقنعة الوجه لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد يجب أن يطردوا إلى خارج البلاد"، وألقى الوزير تصريحاته بعدما سلم أقنعة الوجه للعديد من الأشخاص في بانكوك، وقال:"عندما نسلمهم (الأقنعة) لا يأخذونها، يجب طردهم من تايلند بسبب سلوك مثل هذا"، في وقت أكدت تايلند اكتشاف سبع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما رفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 32 شخصا. اما في اما في سنغافورة فقد انتقد وزير معلما مسلما بسبب تعليقات"عنصرية" عن"كورونا"، واتهم وزير العدل والشؤون الداخلية في سنغافورة كيه شانموجان، اول من امس معلما بمدرسة إسلامية بالإدلاء بتعليقات عن تفشي الفيروس تتسم بالـ "عنصرية" و"تنم عن كره الأجانب" وتناهض الصينيين، وقال الوزير في منشور عبر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي إن وزارته ستحقق بشأن تعليقات المعلم عبد الحليم عبد الكريم التي أشار فيها إلى أن فيروس كورونا انتقام إلهي من الصين بسبب السياسات التي تتبعها في إقليم شينغيانغ بغرب البلاد.وفي بريطانيا اتهمت صحيفة "تايمز" البريطانية في عددها الصادر امس الصين بالتحفظ في نشر معلومات عن حجم انتشار الفيروس، محذرة من أن مثل هذا السلوك من شأنه أن يقوض الثقة.وورد في افتتاحية الصحيفة" حتى الان لا تزال هناك الكثير من الأسئلة العالقة حول الأزمة في ووهان. كم عدد العاملين الطبيين الآخرين الذين أُصِيْبوا بالفيروس؟ وكم عدد الشباب الآخرين الذين ماتوا بدون مضاعفات سابقة كما هو الحال مع الطبيب لي وين ليانج؟ وهل يمكن للمرء أن يثق في الإحصائيات الرسمية بعامة؟ إن بكين تشكو ما تعتبره رد فعل مبالغ من قبل دول أخرى بعد أن أغلقت حدودها مع الصين وألغت الرحلات الجوية منها وإليها، وبدلا من ذلك على بكين أن تعيد التفكير في الدور الذي اداه تكتمها وإخفاؤها المبالغ فيهما للمعلومات في مثل هذه الأزمة".

عمال يرتدون بدلات واقية تقلهم شاحنة لنقل الإمدادات الطبية إلى المستشفى الموقت الذي تم إنشاؤه في عشرة أيام (اب)