منوعات
هبوط الدورة الدموية... الموت السريع بالسكتة والجلطة
الأحد 21 يونيو 2020
50
السياسة
القاهرة - شروق مدحت:تعد الدورة الدموية ميزان حياة الإنسان، لأنها تمثل رحلة الدم إلى جميع أعضاء الجسم، وانتقال الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الرئتين وخلايا الجسم عبر الشرايين والأوردة، لذا فإن الهبوط الحاد فيها يفقد القلب القدرة على ضخ الدم إلى الدماغ وباقي أجزاء الجسم المختلفة، مما يؤدي إلى الجلطات والسكتات القلبية المفاجئة. وحول أسباب الهبوط الحاد في الدورة الدموية،وأعراضها، وطرق علاجها بالأغذية والأعشاب، أكد عدد من اطباء القلب والتغذية العلاجية في تحقيق لـ"السياسة" أن بعض العادات الحياتية الخطأ والتدخين تؤدي إلى الهبوط الحاد في الدورة الدموية الأمر الذي يؤدي بدوره إلى حدوث جلطة مفاجئة في الشريان المسؤول عن تغذية القلب تنتهي بالسكتة والوفاة، مشددين على ضرورة التحرك كثيراً على مدار اليوم، وممارسة الرياضة الخفيفة وتناول الأغذية التي تعمل على تحسين كفاءة الدورة الدموية، ومن بينها الثوم والبصل والطماطم والفلفل، وفيما يلي التفاصيل:* يصيب مرضى السكري والغدة الدرقية والقلب والشرايين والكبد* الثوم والفلفل والزنجبيل والأسماك تحسن الدورة الدمويةبداية، أوضح استشاري الباطنة والقلب والأوعية الدموية الدكتور أحمد صلاح، أن هبوط الدورة الدموية يقصد به حدوث نقص في معدل ضخ الدم بحيث تصبح النسبة أقل من 60 على 90، نتيجة الكثير من الأمور الصحية الخطيرة، منها، قلة تدفق الدم للمخ وعضلة القلب والشرايين والأوردة، لافتا إلى أن هذا الهبوط ينقسم إلى هبوط حاد نتيجة وجود مشاكل في الأوعية الدموية بالقلب، ومن أبرز مخاطره الإصابة بالسكتات القلبية، أما الهبوط الطرفي، فيؤدي إلى خفض ضغط الدم بشكل كبير، مما ينعكس بشكل سلبي على وصول الأوكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة. وأشار إلى أن الهبوط المفاجئ في الدورة الدموية يصيب مرضى السكري في حال انخفاض نسبة السكر في الدم لديهم، كذلك مرضى الغدة الدرقية، ومرضى القلب والشرايين، ومرضى فيروسات الكبد، المصابون بالانيميا وفقر الدم، وأيضا في حال التعرض للنزيف المفاجئ الداخلي أو الخارجي، ارتفاع درجات حرارة الجسم، وتناول عقاقير ضبط ضغط الدم ومضادات الاكتئاب. وأضاف توجد بعض الأمراض ذات العلاقة الوثيقة مع الإصابة بهبوط الدورة الدموية، منها،الإصابة بالتهاب بكتيري في الدم، الناتج عن وجود ميكروب، ومشاكل الرئة والجهاز التنفسي، وجلطات القلب، مبينا أن التجلطات الدموية تعتبر من أكثر المخاطر الصحية التي تؤدي لهبوط الدورة الدموية، اذ تحد من وصول الدم إلى باقي أجزاء الجسم بشكل طبيعي، وبخاصة في الذراعين أو الساقين، كذلك مرض "رينود " الذي يعمل على تضييق شرايين اليدين والقدمين نتيجة الشعور بالبرودة والتوتر الشديد، مما يتسبب في ضعف الدورة الدموية وعدم وصول الدم لها بشكل سليم، وتتسبب أيضا دوالي الساقين، التي يصاب بها الكثيرون،وبخاصة النساء، نتيجة تضخم الأوردة، الأمر الذي يعيق وصول الدم بشكل طبيعي إلى أجزاء الجسم، مما يجعل الفرد أكثر عرضه للإصابة بالجلطات الدموية، ناصحا مرضى السمنة بضرورة التخلص من الوزن الزائد، لعلاقته الوثيقة بمشاكل الأوعية الدموية، وحدوث الهبوط الحاد فيها.من جهته، اعتبر استشارى القلب والأوعية الدموية الدكتور جمال شعبان: أن هبوط الدورة الدموية لا يسبقه في بعض الأحيان أعراض صحية، اذ يصاب الشخص به وتحدث الوفاة بشكل مفاجئ وسريع، لذا تعد تلك الحالات الأكثر خطورة، كما أن هبوطها لا يقتصر على كبار السن أو بعض الفئات العمرية، اذ يرتبط بالكثير من العوامل الصحية والعادات الحياتية التي تؤدي للإصابة بالسكتة القلبية بشكل مفاجئ، وبخاصة لدى الشباب وصغار السن. وأضاف، كشفت الأبحاث أن الأزمات النفسية والضغوط الحياتية تعتبر من أبرز مسببات الهبوط، كما يعد تصلب الشرايين من أخطر المشاكل الصحية التي يتعرض لها الأشخاص مع التقدم في المراحل العمرية المختلفة، متمثلا في ضعف الدورة الدموية بالرأس، اذ يشعر الشخص بوجود اضطرابات فيها، ويصاحبها صعوبة في الكلام مع الشعور بدوخة وإرهاق، لأن الدم لا يصل إلى المخ بشكل طبيعي، مما يعرض كبار السن لمخاطر الجلطات والسكتات الدماغية المفاجئة، لهذا ينبغي المتابعة مع الطبيب المختص فور ظهور أي أعراض مرضية بشكل مفاجئ، ففي الكثير من الحالات تتداخل بعض الأعراض الصحية الشائعة مع أعراض هبوط الدورة الدموية مما يصعب على الأشخاص التفريق بينها، منها، الإصابة بجلطة حادة في الشرايين التاجية الخلفية، التي تظهر على هيئة حموضة في المعدة.وأشار إلى أن أبرز الأعراض الشائعة لهبوط الدورة الدموية في حدوث خلل بتوازن الجسم، مع الشعور بدوخة ودوار مستمر، وإعياء شديد، وفقدان التركيز، والغثيان، صداع شديد مصحوب بزغللة في الرؤية، وإجهاد ينتج عنه عدم القدرة على فعل أي شيء، وعادة يصاحب تلك الأعراض برودة شديدة في أطراف الجسم، وعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي. وأشار إلى أنه في كثير من الأحيان يتعرض الفرد للإغماء المفاجئ نتيجة الهبوط الحاد في الدورة الدموية، كما يلاحظ فقدان الشهية، نتيجة عدم وصول الدم الكافي إلى أجزاء الجهاز الهضمي، لذا يشعر الفرد بالألم والامتلاء دائماً، كذلك يصاب بسعال دائم نتيجة تراكم السوائل بالرئتين، مما يفقده القدرة على التنفس بشكل طبيعي، لافتا إلى أن هناك بعض الإسعافات السريعة التي ينبغي القيام بها فور ملاحظة أي من الأعراض السابقة للسيطرة عليها لأن التأخر فيها، يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة يمكن أن تنهي حياة الإنسان، ومن هذه الإسعافات، تناول كمية كبيرة من المياه، والحصول على راحة تامة، والاسترخاء، مع رفع الأرجل لأعلى مستوى من الجسم، والتحرك بشكل بطيء وهادئ، والتخلص من القلق والتوتر، ومن ثم يمكن علاج انخفاض ضغط الدم بالعقاقير الطبية أو العناصر الغذائية التي يصفها الطبيب المختص. أما مرضى القلب والسكري فينصح بتناول العقاقير الخاصة بهم مع التوجه لأقرب عيادة لتجنب المضاعفات الخطيرة التي تنتج عن هبوط الدورة الدموية بالنسبة لهم.ضخ الدمبدوره، كشف أستاذ أمراض القلب الدكتور مرتجي نجم، أن الدورة الدموية تتضمن دورتين دمويتين، صغرى و كبري، الصغرى تضم القلب والأوعية الدموية التي تنقل الدم الخالي من الأوكسجين من القلب إلى الرئتين، بعد ذلك يتم تحميله عن طريق الدورة الدموية الكبرى بالأوكسجين، ثم يتم ضخه من خلال القلب لجميع أجزاء الجسم الأخرى، مع العلم أن عضلة القلب هي التي تتحكم في عمل الدورة الدموية لكونها تتحكم في ضخ الدم للأعضاء المختلفة عبر الأوعية الدموية، أيضاً حالة الأوعية الدموية التي تسهل تدفق الدم خلال الشرايين، لذلك عند وجود أي خلل في هذه الأعضاء يترتب عليه حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية بجسم الإنسان.ولفت إلى أن بعض الحالات التي تسبب الهبوط الحاد، منها، مشاكل التنفس، وبخاصة مرضى الجيوب الأنفية وحساسية الصدر، اذ يتسبب نقص الأوكسجين في صعوبة التنفس، والتأثير على صحة القلب، وحدوث توقف مفاجئ في عضلة القلب، كما أن مشاكل التنفس قد تحدث نتيجة تعرض الشخص للاختناق بالتعرض لبعض الأبخرة أو تسرب الغاز، الذي يتسبب في قلة تدفق الأوكسجين في الدم، مما يترتب عليه عدم القدرة على التنفس، ومن ثم يحدث هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة توقف في عضلة القلب، كذلك تؤدي مشاكل صمامات القلب إلى توقف عضلة القلب بشكل مفاجئ بعد التعرض لانخفاض الدورة الدموية.وذكر أن هناك بعض العادات الحياتية الخطأ تؤدي إلى الهبوط الحاد للدورة الدموية، منها التدخين الذي يسبب قصورا في الشريان التاجي مع ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، مما يؤدي إلى حدوث جلطة مفاجئة في الشريان المسؤول عن تغذية القلب، وبالتالي تزداد فرص الوفاة بالجلطات المفاجئة، كما ينبغي أيضاً التحرك كثيراً على مدار اليوم، اذ يؤدي النوم والجلوس لفترات طويلة إلى عرقلة سير الدم لجميع أنحاء الجسم، فعند النوم لفترات طويلة يتعرض الفرد لهبوط حاد فور الاستيقاظ مباشرة نتيجة ضعف عضلة القلب، وعدم وصول الدم إليها بشكل كاف، لذا ينبغي التوجه بشكل فوري عند التعرض لأي من المشاكل السابقة الى الطبيب المختص، تجنباً لحدوث مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان. تراكم الكوليسترولمن جانبها، ذكرت اختصاصية التغذية العلاجية هدى مدحت أنه يمكن الاستدلال على كفاءة عمل الدورة الدموية بالجسم عن طريق بعـــــــض المؤشرات البسيطــــــــــة، منها انتظـــــــام ضربات القلب، وعدم الشعور ببرودة أطراف اليدين والقدمين، والتنفس بشكل طبيعي، كما توجد بعض العناصر الغذائية التي تساعد على تحسين كفاءة الدورة الدموية، منها، تناول الثوم يومياً الذي يحد أيضا من تراكم الكوليسترول في الجسم، لاحتوائه على مركبات الكبريت، لذا يعد من أفضل العناصر المفيدة لصحة الأوعية الدموية. كما يزيد الفلفل الحار أو الحلو من كفاءة الدورة الدموية وتدفق الدم إلى جميع أنحاء الجسم، توسيع الأوعية الدموية، وتحسين وظائف القلب، ضبط معدل ضغط الدم في الجسم، اما الطماطم فتساعد علي تحسين عمل الدورة الدموية، لاحتوائها على مركب "الليكوبــــــــين"، الذي يحد من تكون أية ترسبات بالأوعية الدموية بالجسم، كذلك يجــــب تناول حفنة من المكسرات يوميا لأنها تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، وبخاصة فيتامين B3، الذي يخلص الجسم من الكوليسترول السيئ في الدم، ويوسع الأوعية الدموية، ويزيد من تدفق الدم لجميع أجزاء الجسم، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين عمل الدورة الدموية بشكل سريع.واشارت إلى أن البصل يكافح التهابات الأوردة والشرايين، لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة والفلافونويدات، التي تعزز من صحة القلب، وتحسن كفاءة الدورة الدموية بشكل سريع، أما الرمان فيحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، والنترات، والبوليفينول، التى تزيد من تدفق الدم لجميع أجزاء الجسم، كما تحد الأسماك الدهنية "الماكريل والسلمون" من الإصابة بالجلطات الدموية، اذ تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3، التي توسع الأوعية الدموية، وتمنع تكون ترسبات الصفائح الدموية بالدم.الجنكة الصينيةإلى ذلك، أكد اختصاصي التغذية العلاجية مروان سالم، أن بعض الأعشاب الطبيعية يمكنها تحسين الدورة الدموية،منها، الزنجبيل الذى يخلص الدم من الكوليسترول السيئ، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة الدورة الدموية بالجسم، وكذلك توسع عشبة الجنكة الصينية الأوعية الدموية، وتمنع تراكم الصفائح الدموية، الأمر الذي يحد من الاصابة بهبوط الدورة الدموية، داعيا إلى عدم الإفراط في تناول الشاي الأخضر. وأوضح أن علاج هبوط الدورة الدموية ممكن بتناول عقاقير تنشيط عضلة القلب، أما إذا كانت التجلطات الدموية السبب، فالمريض يحتاج إلى علاج للشرايين بواسطة الطبيب المختص، مع قياس ضغط الدم بشكل منتظم، للحد من الانخفاض المفاجئ،والإكثار من السوائل والمشروبات الطبيعية، ممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة بشكل يومي مثل اليوجا، التى تعد من أسهل التمارين الرياضية ولا تتطلب وقتاً طويلاً لممارستها.