الدولية
هدوء حذر بمطار كابول... و"طالبان" تفرض سيطرتها على محيطه
الأحد 22 أغسطس 2021
5
السياسة
كابول، عواصم- وكالات: شهد محيط مطار كابول، أمس، هدوءا حذرا، بعد أن اتخذت حركة طالبان تدابير لفرض سيطرتها على محيطه، وتجنب الحوادث، في حين تحدث حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن مصرع 20 أفغانيا في التدافع خلال عمليات الإجلاء، وسط انتقادات أوروبية للإجراءات الأميركية.ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن عناصر حركة طالبان أطلقوا النار في الهواء، واستعملوا الهراوات لضمان أن يقف المتجمعون أمام البوابة الرئيسة للمطار بانتظام في صفوف، وأن يتجنبوا التجمعات في المحيط.كما أفاد شهود العيان بأنه لم تحدث إصابات بالغة نتيجة لذلك، في حين تشكلت صفوف طويلة من المتجمعين أمام المطار.من جهته قال مسؤول بحلف الناتو إن ما لا يقل عن 20 شخصا لقوا حتفهم في الأيام السبعة المنصرمة داخل مطار كابول وحوله خلال جهود الإجلاء.وأضاف: "الأزمة خارج مطار كابول مؤسفة، وتركيزنا منصب على إجلاء جميع الأجانب بأسرع ما يمكن".في هذا السياق، ذكرت قناة "سكاي نيوز"، نقلا عن وزارة الدفاع البريطانية أن 7 أشخاص قُتلوا في حشد قرب مطار كابول وسط حالة من الفوضى مع تجمع الآلاف لمحاولة الفرار من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.وبثت القناة صورا أظهرت جثث 3 أشخاص نتيجة التدافع في المطار، وقال مراسلها إن الأشخاص الذين كانوا في مقدمة الحشد تعرضوا "للدعس"، مشيرا إلى أن المسعفين ينتقلون من مصاب إلى آخر.وخلال محاولات صد القوات الدولية الحشود الراغبة في دخول المطار مع إطلاق النار بصورة متقطعة، أصيب عدد من الراغبين في دخول المطار بالإغماء نتيجة التدافع.وبينما حذرت الولايات المتحدة مواطنيها في أفغانستان من تجنب التوجه إلى المطار في الوقت الحالي، نقلت شبكة "إن بي سي" الأميركية عن مسؤولين في وزارة الدفاع "البنتاغون"، إنهم يدرسون تجميع الأميركيين في مواقع بالعاصمة الأفغانية قبل نقلهم مباشرة إلى المطار.ونقلت رويترز عن مسؤوليْن أميركييْن أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت شركات الطيران الأميركية أنها قد تصدر أوامر لها للمساعدة في نقل الأشخاص الذين يجري إجلاؤهم من أفغانستان.من جانبه، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن من المستحيل للولايات المتحدة وحلفائها إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم بحلول نهاية الشهر الجاري.وتضم البعثة الوحيدة للاتحاد الأوروبي في كابول نحو 400 موظف أفغاني وعائلاتهم، وصل 150 منهم فقط إلى إسبانيا حتى الآن.وأضاف بوريل أن المشكلة تتمثل في الوصول إلى مطار كابول، مشيرا إلى أن إجراءات المراقبة والأمن المشددة التي يفرضها الأميركيون تعرقل عمليات الوصول. وتابع بوريل، أن بروكسل تقدّمت بشكوى للأميركيين تطالبهم بإبداء مزيد من المرونة.وعلى الرغم من تعبيره عن استيائه من الإجراءات الأميركية، نفى بوريل وجود توترات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن عمليات الإجلاء القائمة حاليا.إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في طالبان قوله إن الحركة ستلتقي حكام ولايات سابقين وموظفين عموميين في 20 ولاية بالأيام المقبلة، في إطار المشاورات السياسية.وأضاف المصدر أن الحركة عينت الملا شرين حاكما لولاية كابل بعد إقالة عبد الرحمن منصور.ومضى قائلا "نحن لا نجبر أي مسؤول حكومي سابق على الانضمام لنا أو إثبات ولائه لنا، فلديهم الحق في مغادرة البلاد إذا أرادوا".وأضاف المسؤول أن الحركة تسعى للحصول على خطة واضحة بشأن خروج القوات الأجنبية من البلاد، مشيرا إلى أن التعامل مع حالة الفوضى خارج مطار كابول مهمة معقدة.وتابع، "نريد وضوحا تاما بشأن خطة خروج القوات الأجنبية".وأكد أن المدارس والمعاهد يمكن أن تفتح أبوابها في عموم أفغانستان.ومن جانب آخر، أفاد مصدر في طالبان بأن "الحركة أطلقت سراح 145 من القوات الخاصة الأفغانية في ولاية هرات، كما أطلقت سراح 350 معتقلا من سجونها بولاية هلمند".وفي تطور آخر، قالت مصادر، إن أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، اجتمع مع وجهاء ولاية بنجشير، وقدم خطة تتضمن شروطه للتعامل مع طالبان.وقال أحمد مسعود، إنه مستعد أن يسامح في دماء والده، الذي اغتاله تنظيم القاعدة قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2011، إذا توفرت شروط السلام والأمن في أفغانستان.وأضاف: "مستعدون لتشكيل حكومة شاملة مع طالبان من خلال المفاوضات السياسية".وأفادت وسائل إعلام بأن حركة "طالبان" استعادت السيطرة على إحدى المناطق التي انتزعتها المقاومة الشعبية من قبضتها مؤخرا في ولاية بغلان بشمال العاصمة الأفغانية كابول، والتي يقطنها نحو 47 ألف شخص، دون قتال.من جانب أخر، أعرب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن عثيمين أمس، قلقا من الأوضاع في أفغانستان، آملا في عودة الهدوء، ولافتا في مؤتمر المنظمة الذي أقيم بدعوة من السعودية رئيسة الدورة الحالية للقمة الإسلامية، إلى نمو متصاعد بالاحتياجات الإنسانية، مشيرا الى أن المصالحة هي مفتاح إحلال السلام، وداعيا سلطات أفغانستان لتعزيز الحوار، وعدم استخدام أفغانستان ملاذا للإرهاب مجددا، والعمل على إنهاء العنف.