الخرطوم، عواصم- وكالات: دعا تجمع المهنيين والأحزاب السياسية السودانية إلى مزيد من الاحتشاد في ساحة الاعتصام، أمام مقر القيادة العامة للجيش للضغط على الرئيس عمر البشير بالتنحي عن السلطة.وبالفعل، واصل المتظاهرون السودانيون اعتصامهم أمس، ولليوم الخامس على التوالي، حيث شهدت ساحة الاعتصام هدوءًا حذرًا، في حين انتشرت قوات الجيش وشكلت طوقًا أمنيًا حول المعتصمين بمساحة نحو كيلومتر واحد تقريبا .وبث ناشطون صورا لآليات عسكرية تتبع القوات المسلحة تجوب الشوارع المحيطة بالقيادة العامة في إشارة من الجيش لتواجده في المنطقة، وذلك عقب أنباء عن سحب الجنود المتواجدين في القيادة العامة وتجريدهم من أسلحتهم واستبدالهم بكتائب تتبع الأمن الطلابي الموالية للبشير.وفي السياق، أكد الناطق باسم الجيش السوداني، اللواء أحمد الشامي، أن لا وجود لأي خطة من أجل فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة.ونفى كل ما تردد حول وجود أي خطة لفض الاعتصام، موضحا أن ما تم من إجراءات سابقاً كان لإبعاد المواطنين عن حرم قيادة الجيش.وكانت "لجنة أطباء السودان المركزية" قالت، أول من أمس، إن 21 شخصا قتلوا خلال المسيرات ضد الرئيس السوداني عمر البشير أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم خلال الأيام الأربعة الماضية، وأصيب أكثر من 150 شخصا، محذرة من أن أعداد القتلى مرشحة للزيادة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين، المنتصر أحمد، الذي قاد العديد من المظاهرات ضد الرئيس السوداني، عمر البشير، إنهم يقومون بالتنسيق مع عسكريين سابقين في الوقت الحالي لدعم المظاهرات التي تشهدها البلاد.وأوضح أحمد إن التنسيق يتم مع "رتب أولية وعسكريين برتب متوسطة ممن أحيلوا إلى التقاعد بالقوة، نحن منخرطون بمحادثات مع العسكريين الوطنيين في محاولة لوقف إراقة الدماء والوقوف إلى جانب الملايين الذين خرجوا للشوارع وراء الحرية والسلام والعدل". وحمّل أحمد كلا من أجهزة المخابرات والأمن وعدد من الميليشيات الإسلامية مسؤولية العنف وسقوط 17 قتيلا من المتظاهرين و5 من عناصر الجيش منذ السبت.بينما قال قائد قوات الدعم السريع السوداني، الفريق محمد حمدان دلقو (حميدتي)، في تصريح أمس: "إن مهمة قوات الدعم السريع حماية المواطن وممتلكاته ومؤسسات الدولة، ولا علاقة لنا بأي مظاهرات سلمية حضارية محمية بالقانون والدستور ولن نسمح بأي تفلت وفوضى في البلاد" .في ذات السياق، أكد القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ربيع عبدالعاطي، في حديث لوسائل الإعلام، حق المواطنين في الاعتصام وتجنب الحلول العسكرية في فض الاعتصام، مشيراً إلى أن المشكلة التي أدت إلى الاعتصام مسألة سياسية، تُحل بالحوار.الى ذلك، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان دعمه لتنظيم مسيرة حاشدة اليوم لتأكيد الالتزام "باستقرار السودان". وقال الرئيس المفوض للحزب أحمد هارون، ان "تلك المسيرة تهدف الى تأكيد أن صوت القوى الاجتماعية والسياسية ملتزم تجاه سلام وأمان واستقرار السودان".وأشاد بالأدوار العظيمة "التي تقوم بها القوات النظامية المختلفة للحفاظ على أمن واستقرار السودان".