هدى الشوا: لنَسْتَعد اللغة العربية في مدارسنا

في محاولة للبحث عن جواب للسؤال الدائم الذي يطرحه الناس في كل العصور، حول أسرار السعادة، ومن أين تنبع،استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في جلسة حوارية بعنوان"صناعة السعادة"،للكاتبة ورائدة الأعمال سوادي مارتن، من ساحل العاج، التي تعد من الشخصيات المؤثرة التي تسهم في تشكيل الرأي العام في إفريقيا، والكاتبة الكويتية هدى الشوا قدومي، الحاصلة على جائزة"الشيخ زايد للكتاب" في مجال أدب الطفل، عن كتابها"رحلة الطيور إلى جبل قاف"، وأدارت الجلسة مقدمة البرامج الإذاعية سالي موسى.
قالت مارتن ان:"صناعة السعادة تبدأ من داخل الإنسان، ومن خلال المهارات التي يكتسبها لبناء حياة سعيدة في الواقع".
اضافت أنها تركز في كتبها على جعل الأطفال يرون أنفسهم في القصص، لأنها لا تحبذ" أن يجد الأطفال أنفسهم غير مرئيين في الأعمال الأدبية التي يقرأونها".
وأكدت" أن الشعور بالسعادة قد يولد من خلال مشاركة القيم والأفكار، وهو يتصل كذلك المجتمعات، وقالت:" هناك شعوب قد تصنف أنها فقيرة، لكنها تمتلك فائضاً من السعادة تكتسبه من آليات العمل والحياة التي تحقق نوعاً من الازدهار والمرح والكثير من الحكمة".
من جهتها، قالت هدى الشوا قدومي:" إن السعادة تتحقق بوجود صلات بين البشر، وأن لهذه الفكرة مرجعية في التراث الصوفي الإسلامي، كما في رؤى ابن عربي، ما يعني أن الخلاص ليس فردياً بقدر ما يكون جماعياً من خلال التشارك في صناعة السعادة وما يؤدي إليها".
وحول جديد أدب الأطفال في العالم العربي، قالت الشوا:" أن حجم كتب الأطفال التي كانت تضم قصصاً مترجمة من ثقافات أخرى قد تضاءل، لمصلحة أدب أطفال عربي يغرف من المورث، وينتج لوحات قصصية تنقل للاطفال نماذج محلية لأبطال من ثقافتهم".
أضافت:" أطفالنا اليوم بحاجة إلى استعادة شخصيات تنتمي لحضارتنا العربية والإسلامية، وأبطال خارقين لهم مرجعية ثقافية من تراثنا الأدبي".
وقد تحدثت الشوا عن تجربتها في هذا المضمار من خلال كتابها"رحلة الطيور إلى جبل قاف"، الذي استوحته من المنظومة الشعرية"منطق الطير" للشاعر الصوفي فريد الدين العطار الذي عاش خلال القرن الثاني عشر الميلادي.
وختمت الشوا مداخلتها بتأكيد" أهمية استعادة حضور اللغة العربية في المدراس، وإعادة الأهمية إلى حصة اللغة باعتبارها ليست مجرد قواعد وكلمات، بل لغة ثقافة وفكر وتعبير أدبي وقراءة". مشيدة بـ"مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، الذي رأت فيه نموذجاً مضيئاً لتمكين اللغة العربية من خلال تشجيع دور النشر المتخصصة بإنتاج كتب الأطفال.