كتب - فالح العنزي:تثبت الفنانة هدى حسين، دائما أنها أهل لكل مسؤولية تقع على كاهلها، خصوصا عندما تكون هي محور رئيسي منها وإليها تتجه الأحداث، في مسلسل "ست الحسن" تجلت هدى، في تجسيد الشخصية الجديدة والمغايرة وربما الدخيلة على الدراما الخليجية، حيث لم يسبق لأي ممثلة كويتية أن قامت بتجسيد شخصية "سفاحة نساء"، وكل ما نعرفه عن قصص قتل النساء في منطقتنا العربية لا يتعدى فيلم ومسرحية "ريا وسكينة" الشهيرين.مع انطلاقة المسلسل الذي أثار الكثير من ردود الفعل، نجد من الإجحاف تشبيهه بأي عمل آخر، لاختلاف المكان والزمان كما أن "ست الحسن" ليس عملا تلفزيونيا يقصد به تأريخ حقبة زمنية معينة بل هي قصة ربما استوحيت تفاصيلها من مخيلة الأخوين محمد وعلي شمس.في "ست الحسن"، الذي أخرجه بسام شعبو، كانت هدى أمام تحد غير مسبوق في تقديم نفسها كممثلة جميلة المظهر قبيحة الروح، تصرفاتها إبليسية وروحها شيطانية، حقودة يملأ قلبها الشر كأفعى بمائة جلد، ابتسامتها صفراء تسمع لها صوت فحيح أفعى، كل ذلك يمكن أن نتلمسه في "ست الحسن"، حيث عززت الفنانة هدى حسين حقيقة بحث المشاهد الخليجي عن نوعية الأعمال التراثية الحقبوية مثلما فعلت في "كف ودفوف" والنجاح الساحق الذي حققته ليأتي "ست الحسن" ويضاعف هذا التألق.تدور قصة المسلسل حول "ست الحسن"، امرأة تعيش في كنف خالتها، تعمل في مجال العطارة الشعبية وتحاول تطوير مهنتها من خلال قراءة بعض الكتب، التي تتيح لها التعرف على كيفية الاستفادة من جثث البشر، تجد "ست الحسن" نفسها أمام جريمة قتل لم تكن تتعمدها لكنها كانت الشرارة الأولى، التي جرت من بعدها عشرات الضحايا من النساء، تحولت أجسادهن المقطعة إلى مكونات عقاقير طبية شعبية يساعدها في ذلك "براك" الأبكم، الذي تم كي لسانه في طفولته حتى لا يكون شاهدا على جريمة ارتكبها والد "ست الحسن"، قاد الحظ السئ "براك" إلى مصير مجهول، الفنان أحمد الجسمي، متمكن من أدواته يعيش الشخصية ويجتهد في "الكراكتر"، لكن هذه المرة يحسب على المخرج أنه لم يظهر أدوات حادة بالمطبخ تكون جديرة بتقطيع وتكسير العظام البشرية، فالسكين الذي ظهرت أكثر من مرة لم تكن لتقنعنا قط، خصوصا بعد أن تعددت جرائم القتل.نعود الى أداء الفنانة هدى حسين، الذي لم تبالغ قط في أدائها التمثيلي، بسيطة حقيقية وواقعية لكن كان من المفروض أن يتم التركيز بشكل أفضل على "راكور" الشخصية مثل باروكة الشعر الأحمر الكستنائي وقشرة الأسنان ناصعة البياض وهي تفاصيل كان من السهل جدا التعاطي معها من أجل اعطاء واقعية مشهدية تتناسب وتلك الحقبة الزمنية. وفي ما يتعلق بالأدوار الأخرى، كان واضحا تألق الفنانة هند البلوشي، في تجسيد شخصية "صبا" زوجة "براك"، والتي لم تكن أوفر حظا من زوجها الأبكم، فأيضا يحكم عليها بالصمت بعد ان اكتشفت جرائم القتل، لكن ماضيها ما يزال بين يدي "ست الحسن"، انما هند "شاطرة" وتعرف أبعاد شخصيتها وكيف تتعامل معها بدليل عندما وجدت بأن مشهد ظهورها تستحم له ضرورة درامية لم تتردد قط في تنفيذه، فالرسالة الفنية بالنسبة لها لا تقبل القسمة على إثنين.اما الفنان عبدالمحسن النمر، فنجح في حدود المكتوب له في النص ولم تحتاج شخصية "الضابط"، التي جسدها إلى إبداع أكثر، فيما كانت بقية الشخصيات عادية جدا.وبالنسبة للرؤية الإخراجية التي قدمها المخرج باسم شعبو، كان واضحا وجود "ربكة" في بداية الحلقات سرعان ما تم تلافيها في الحلقات التالية.

نجوم مسلسل "ست الحسن"