الأحد 29 يونيو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

هدية أمن الدولة!

Time
الخميس 26 أغسطس 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

لو كانت انتخابات مجلس الأمة قريبة لفاز محتجز أمن الدولة، الذي تمَّ الإفراج عنه صالح الرشيدي بانتخابات الرشايدة الفرعية بالمركز الأول، وفاز كذلك في دائرته، وأصبح عضواً في مجلس الأمة!
وبهذه الصورة يهدي جهاز أمن الدولة البطولة تلو البطولة، وعلى طبق من ذهب، لكل من يُلقى القبض عليهم على أساس أنهم أعداء للوطن، ثم يتراجع تراجعاً غير مبرر عن قرار غير مدروس، أو لا يستند إلى معلومات موثوق بها!
وفي قضية صالح الرشيدي، نجح نواب الرشايدة الحاليون بجدارة وتفوق بتهييج القبيلة، والتي تمثل مكوناً أساسياً وثقلًا لا يُستهان به في المجتمع الكويتي، وهذا حق مطلق لهم، كذلك نجحوا بتهييج الشارع الكويتي كله لما لهم من ثقل وتأثير على الآخرين ضد الداخلية، وليس فقط جهاز أمن الدولة.
وكذلك فعل نشطاء التواصل الاجتماعي فإن لم يكن حباً في الرشيدي فكرها بإجراءات اعتقاله، فكل من يخاف على نفسه من المصير ذاته وقف مع الرشيدي، وطالب بالإفراج عنه، وكل من له طموح في الانتخابات المقبلة ركب الموجة حتى امتلأت دوانية صالح الرشيدي بالزوار، من يعرفه ومن لا يعرفه، وكلهم يبدون تعاطفاً غير مسبوق معه، والرجل من دون شك يستحق التعاطف، لكن جهاز أمن الدولة أهداه النُّجومية، وجعل منه مناضلاً.
هذه ليست الغلطة الأولى، ولا الثانية، ولا المئة لهذا الجهاز، فهم، مع الأسف الشديد، لا يتعلمون من الأخطاء السابقة، ولا يُحسنون تقدير الموقف، فقد سبق وأوصلوا أعضاء إلى مجلس الأمة من خلال اعتقالهم، حتى إن أحدهم نجح بالانتخابات الفرعية، وهو معتقل عندهم، وهذا ما صرح به وزيرهم السابق الشيخ جابر الخالد، شفاه الله، في نقاشه مع العضو نفسه في مجلس الأمة، فقد قال بالحرف الواحد: "أهدت له أمن الدولة الكرسي على طبق من ذهب!".
وها هم اليوم يُكررون الخطأ نفسه فقد أرادوا بالرشيدي شراً، وأراد الله سبحانه له الخير، ولعل أول لقب حصل عليه "ابن الكويت البار"، وهذا اللقب يكفيه عن سجنه أسبوعاً.
نحن لسنا أعداء لهذا الجهاز، ولا للعاملين فيه، ونؤمن بأهميته وضرورة وجوده، بل وضرورة التعاون معه في كل المجالات من أجل أمننا الوطني، لكن ليس صحيحاً أن يصبح الجهاز سيفاً على رقابنا من دون جرم، ولا سبب وجيه، إنما بسبب صراع مراكز القوى في الداخلية، والطامة الكبرى سرعة تراجعهم عن قراراتهم، وسحب الاتهامات بعد أن يصنعوا من متهم الأمس بطلاً مناضلاً جديداً تُهدى إليه الألقاب!
وخيرنا من تعلم من أخطائه، لكنهم لا يقبلون النصيحة، بل ينتظرون الأمر، والأمر المدروس غائب، والقرار غائب، وكل يوم بطل جديد… زين.

[email protected]
آخر الأخبار