هذا الرجل

زين وشين

هذا الرجل الكريم الشيخ فيصل الدويش كبير في كل سجاياه، كسب احترام ومحبة اهل الكويت كلهم، من دون مجاملة، وبكل صدق، وبشهادة الجميع، فلا يختلف على محبته والاشادة به، ورجاحة عقله وصدقه مع نفسه، ومع الناس، اثنان.
كيف لا، وهذا الرجل هو الشيخ فيصل الدويش، ابو نايف، شيخ قبيلة مطير الكريمة، بينما واقع الحال يقول انه بالفعل شيخ لكل قبائل الكويت، وليس لقبيلته فقط. بالامس القريب تحدث بصدق وعفوية، فاعجب الجميع حديثه، وصدقه، وهو يتكلم عن لقاء جمعه بوزير الداخلية صدفة، في حفل السفارة السعودية، حيث اثار موضوع العفو عن محكومي فرعية مطير، واضرابهم عن الطعام، ومن ثم تبنيه قضية الاضراب، ونجاحه في انهاء ذلك الاضراب، وسعيه الى الحصول لهم على عفو عن باقي مدة الحكم، والذي من المتوقع ان ينجح في تحقيقه في القريب العاجل باذن الله.
فيصل الدويش، وبكل تواضع وصدق مع نفسه، ومع الناس، لم يكابر، ولم يدع لنفسه البطولة، كما عودنا الاخرون، بل تحدث بالواقع، ووعد ببذل جهده قدر استطاعته، ونجح، بتوفيق من الله، بالجزء الاول من المهمة، وسوف ينجح باذن الله بالجزء الثاني منها.
فقد اجتهد صادقا مع نفسه، ومع الناس، ولكل مجتهد نصيب، ولا يتصور احد ان جهد هذا الرجل لقبيلته فقط، بل ان ما نعرفه عنه، ويعرفه الكثيرون، انه يبذل جاهه ووجاهته مع كل من يطلب منه ذلك، وله من المواقف ما يجعله مقدرا من جميع الكويتيين، تفتح له جميع الابواب وتقبل وساطته في اصعب الامور!
لعل ما يميز الشيخ فيصل الدويش ثقته بنفسه وصدقه مع الناس، وجرأته بالحق، وبلاغته بالتعبير، وهو على مستوى الوطن وطني لا يخاف بالحق لومة لائم، دافع عن وطنه دفاع المستميت في موقف صعب، مكتوب في تاريخ الكويت بأحرف من ذهب، حين صمت الاخرون!
المكانة الاجتماعية الكبيرة قد تكون ميزة لمن يستحقها، لكنها في الوقت نفسه هي حمل ثقيل جدا، لا يصبر على حمله الا الكبار، اهل الشيم، والهمم، وهم من يطلق عليهم اهل الحل والعقد، او اعمدة البلد، الذين يعتمد عليهم الحاكم، ويلجأ اليهم المظلوم.
وللحقيقة والتاريخ فإن البلاد بخير طالما يوجد فيها هذا النوع من الرجال المخلصين.
اخيرا قبلة على رأس هذا الرجل الانسان الكبير، فيصل بن وطبان الدويش، مع دعواتنا له بطول العمر والعافية، والتوفيق وفي القريب العاجل، وباذن الله تكتمل الفرحة بصدور العفو عن المحكومين في فرعية مطير في "الخامسة"…زين.

طلال السعيد