الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

هذا ما يريده الشعب

Time
الاثنين 31 يوليو 2023
View
57
السياسة
م. عادل الجارالله الخرافي

وكأن الشعب الكويتي للمرة الاولى يعيش اجواء برلمانية من هذا النوع، فيما الحقيقة ان اي برلمان في العالم يتشكل من المكونات الاجتماعية في البلد، وبالتالي ان يكون مجلس الامة من موالاة ومعارضة، فهذا امر صحي للغاية.
صحيح قد تكون مواقف الطرفين حادة في احيانا كثيرة، وبعضها يصل الى شل البرلمان او حله، كما حصل في برلماناتنا الاخيرة، لكن هذه هي الممارسة الديمقراطية التي يجب ان تنتهي الى فائدة المجتمع.
وفي هذا الشأن لا بد ان يدرك كل فريق الحدود الواجب عدم تخطيها، كي لا تعيق مسيرة السلطة التشريعية، وألا تستخدم لمآرب شخصية، وهذا ينطبق على الموالاة والمعارضة، كي يبقى البرلمان يمارس دوره وصلاحياته.
من هنا اوجه رسالتي الى الشعب الكويتي فأقول: يجب الا تستغربوا تلك الممارسات، فانتم من اخترتم الطرفين، الموالاة والمعارضة، اي بطريقة غير مباشرة ان ما يفعله النواب هو بموافقة الشعب، من هنا تكون المحاسبة في المستقبل من خلال صناديق الاقتراع، وبالتالي الزام النائب تنفيذ برنامجه الذي اعلنه حين ترشح، وهو حق الناس عليه، وهذا يكون عبر حضه على ممارسة دوره في كل مناسبة.
في المقابل، صحيح ان هناك اجماعا على ان الاداء الحكومي ليس بالمستوى المطلوب، وعليه ملاحظات عديدة، لكن الى اليوم فان الامر مقبول، ما لم يتعد الحدود والمعايير الواجب اتباعها، ففي السياسة لا شك ان هناك اخطاء، لكن حين تترك دون معالجة تتحول الى ازمات تضغط على الشعب الذي بدوره يضغط على النائب الذي اختاره ممثلا عنه لمراقبة الاداء الحكومي.
هذا لا يعني القبول بأي نتائج، خصوصا ما يسعى الى اقراره مجلس الامة من قوانين، اذ يمكن بعضها لا تفيد المواطن، وبالتالي فان الجهد يجب ان يكون مضاعفا لكي تكون النتائج مقبولة، لاننا نرى ان هناك اعادة لشريط قديم في بعض الممارسات، وهي لا شك غير مقبولة من نسبة كبيرة من الشعب.
على سبيل المثال، هناك فوائض مالية كبيرة لم نعرف اين هي، وكيف صرفت، فيما البلد يعيش حالة تقشف وخوف من المستقبل، في ظل الحديث عما يمس جيب المواطن.
ايضا، ونحن في عشية ذكرى الغزو الغاشم، ارى كأن هناك ممارسات سياسية وحملات مغرضة مستعادة، أكان في السعي الى وقف الرياضة الكويتية من المشاركات الدولية، او غيرها، وقد استدرجت هذه الحملات اللغط بين الناس، وايضا في المنتديات السياسية، فيما كنا نتمنى الا يحدث ذلك، والا تمس سمعة الكويت في الخارج، وان يكون الجميع على قدر كبير من المسؤولية الوطنية لوقف تلك الممارسات الخطأ.
لهذا اقولها بصراحة: ان كل ما حدث في المرحلة الاخيرة لا يتعدى طرحا سياسيا برلمانيا لتبرئة النائب نفسه امام الناخبين، وهذا حقه، لكن يجب عليه ان يسعى الى بلورة نتائج معينة، ومن الطبيعي ان ذلك يحتاج الى تكتيك سياسي، فهل يوجد هذا النوع من النواب حاليا، أكان من المعارضة او الموالاة، من يجيد التكتيك؟
يبقى ان كل ذلك مرهون بمدى دور كتلة المعارضة او الموالاة في هذا المجال، فاذا لم تكن هناك نتائج مقبولة من الشعب، فانهما، ومع كامل التقدير، لم يوفقا، وبالتالي نعود الى المربع الاول.
لهذا فان المطلوب من رئيسي مجلس الامة ومجلس الوزراء ان يعملا على تحقيق الاجندة التي وجدا في هذا المنصب من اجلها، وان يعملا على تحقيق التوافق بين من يؤثر على كتلة الموالاة وكتلة المعارضة، لان الهدف في النهاية يجب ان يكون مصلحة الكويت، اما غير ذلك فلن يقبله الكويتيون، ولا بد من نتائج من الطرفين لا تكون مبنية على مصالح شخصية ضيقة، فالناس في النهاية تريد الطحين وليس سماع الجعجعة فقط.
آخر الأخبار