الثلاثاء 29 أبريل 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

هذا هو سر الذعر الحاصل بين الناس بسبب الفيروس

Time
الأحد 15 مارس 2020
View
5
السياسة
باريس وكالات: رأى أستاذ علم النفس الاجتماعي في"معهد الدراسات العليا في الصحة العامة" في مدينة رين الفرنسية الباحث جوسلين رود" أن الخوف من أي وباء يرتبط بعدم وجود فهم واضح للمرض الجديد، أكثر مما هو ناجم عن عدد الوفيات التي يتسبب بها"، وقال في حوار حول الخوف المنتشر بسبب فيروس" كورونا" المستجد الذي يتفشى حول العالم.
وفي رده على سؤال عن تفسير ردود فعل الذعر، مثل التبضع الاحتراسي، التي واكبت انتشار الفيروس؟
قال:" ما لاحظه علماء الأوبئة الأوائل في القرن التاسع عشر، أن ليس هناك بالضرورة علاقة متناسبة بين عدد الوفيات والخوف الناجم عن المرض، فالأمراض الجديدة التي تظهر دوريا تثير الكثير من القلق حتى لو كان عدد ضحاياها قليلاً.ومن المفارقة أن مع بداية انتشار الوباء، يكون السكان الأقرب إلى بؤرة الإصابات هم الأقل قلقاً، فكلما اعتاد الناس الخطر تراجع قلقهم، اما الخوف فهو أقرب إلى استباق للأمور، ومع تنامي الاعتياد على المرض، يتراجع الخوف والسلوك غير المنطقي. بموازاة ذلك، يظهر لدى فئة ضئيلة من السكان سلوك مرتبط بالقلق، فيعمل البعض على التبضع، كجمع مخزون من ورق المراحيض، إنها ظاهرة النبوءة التي تحقق نفسها: ترقّب انقطاع المواد يولد بنفسه انقطاع المواد".
لماذا نخشى فيروس كورونا المستجدّ أكثر من الإنفلونزا الموسمية؟
نعرف منذ أواخر سبعينات القرن الماضي أن هناك بشكل أساسي معيارين يحكمان طريقة فهمنا للمخاطر على صحتنا. الأول: تصوّرنا للمعرفة حول المرض، فكلما بدا لنا المرض غير معروف أو غير مفهوم، ازداد قلقنا حيال المخاطر.
الثاني: تصوّرنا لإمكان السيطرة على هذا الخطر وضبطه. الوسائل التي تلقّينا توصيات في شأنها، على مستوى النظافة الجسدية مثلاً، لها قدر من الفاعلية الجماعية، لكنها على الصعيد الفردي ليست بمستوى الفاعلية ذاتها كالتلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية.
ما الذي يمكننا فعله بما يتخطى تفادي التجمعات أو اتخاذ تدابير تشكل حواجز أمام انتشار المرض؟
لم يعد لدينا ما نقترحه على السكان في المراحل المقبلة، في حال تسارعت الأمور، بالطبع، نعرف أن من الأفضل على الصعيد السياسي الذهاب نحو الحد الأقصى بدل الاكتفاء بالحد الأدنى، فكلما ساد إحساس بأننا نقلل من شأن مرض أو وباء، وأن ما نقترحه على المواطنين غير كاف، واجهنا مشكلات أكبر على صعيد التعامل مع الأوبئة، لكن خطر الخيار الأقصى، هو أن يتنامى القلق لأن هذه التدابير لن تكون كافية لوقف زخم انتشار الوباء. الوضع الذي نشهده اليوم كان عادياً بالنسبة لمجتمعاتنا حتى مطلع القرن العشرين، ففي القدم، كان الناس يواجهون بشكل منتظم جداً أوبئة ذات نسبة عالية من الوفيات، مثل الجدري والكوليرا، وكان هذا نصيب البشرية، ولا يزال كذلك في بعض الدول النامية.
آخر الأخبار