هذي الزيادة يا ولد!

علي أحمد البغلي

وعنوان المقالة لمن يحكمنا بطلباته هذه الأيام من "الكويتيين الجدد"، جملة كنا نستعملها قبل أن يبلونا الله بهم في القرقيعان، وبعض الالعاب والمناسبات "هذي الزيادة يا ولد" قام الآن بطرحها علينا "كل كم يوم" من أعضاء مجلس الأمة، ومن سبقهم بقليل من "الكويتيين الجدد" الذي ابتلانا بعض المرحومين من متخذي هذا القرار الكارثي بهم بتجنيسهم!
آخر صيحات وانجازات الكويتيين الجدد من الاعضاء هو عن احتفالات رأس السنة ومن يأتي من كوكب آخر مسكون كـ"الزهرة والمريخ" وغيرهما، سيتصور أن الكويت في فترة أعياد عيد الميلاد ورأس السنة انقلبت الى باريس (قبل أزمتها الحالية) أو امستردام، أو دبي، والظهران حاليا!
فهؤلاء طالبوا بمنع أي مظاهر احتفالية بهاتين المناسبتين اللتين يحتفل بهما العالم أجمع، ماعدا الدولة الظلامية في أفغانستان التي تحكمها "طالبان" أو الاجزاء من البلدان المنكوبة باحتلال "داعشي" لها كسورية والعراق.
* * *
"الرشيدة" مع الاسف بقيادة وزيرها الشاب الشيخ طلال الخالد الذي كلنا له المديح أكثر من مرة لنشاطه، وسرعة تحركه، قال للكويتيين الجدد: "حاضر طال عمركم"! وقرر أن يسيّر، لمنع أي مظاهر احتفالية، 900 دورية إضافية، وما يزيد عن ثمانية آلاف شرطي لقمع والقاء القبض على من تبدو عليه مظاهر الفرح والسرور بقدوم العام الميلادي الجديد! وهو أمر جبلنا عليه عندما نكون في الخارج، أو حتى داخل الكويت منذ أن فتحنا أعيننا على دنيانا الفانية!
* * *
وبهذه المناسبة نقول للعزيز وزير الداخلية: لقد تركت القرعة لمن ترعى في وظيفتك الأم، وجلست تقول للكويتيين الجدد حاضر طال عمركم! ذلك أن احصاءات رسمية من وزارتك زودتنا بأرقام مخيفة على حال شوارعنا طوال السنة، ونقول بهذه المناسبة: هذه الاحصاءات تقول إن حوادث المرور تسببت في وقوع 170وفاة في الفترة بين أول يناير وآخر نوفمبر! فيما بلغ اجمالي عدد المخالفات المرورية المسجلة في الفترة ذاتها ثلاثة ملايين و400 الف مخالفة، وأن 92 في المئة من حوادث المرور في المحافظات الست سببها عدم الانتباه أثناء القيادة.
الاحصائية القيمة تقول: إن أكثر الحوادث المرورية في الطرق الرئيسية والفرعية البسيطة أو الجسيمة، تكون بسبب استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة. وهو قانون غير مفعل، وأن الكويتيين الجدد طلبوا من وزير داخلية سابق عدم تفعيله؛ لأن ناخبيهم يعشقون الكلام عن طريق الهاتف النقال.
فقد قال لهم حكماؤهم "الطالبنيون" الجدد: إن تقليد الغرب ممنوع مثلا في الاحتفال بمولد سيدنا عيسى (عليه السلام)، ورأس السنة الميلادية، ومظاهر أخرى، وليس من بينها عدم استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة!
وهي كارثة بما تعنيه الكلمة من معنى، طالبين من الوزير الخالد تفعيل قانون المنع وبشكل حازم وجاد في مناسبات هذه الايام، وطوال أيام السنة، ونقول له: "الآن... الآن وليس غداً".
نرجو أن تعطي أهل الكويت الأصليين وجهاً، وتوقف قوانين أوامر الكويتيين الجدد، وتنصت لما يقوله لما ينصحك به "الكويتيون الأصليون"!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *
هامش:
شيوخ ديننا الحقيقيون أمثال المغفور لهما الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، والشيخ عبدالله النوري، طيب الله ثراهما، لم يقولا لنا البتة عن الموانع الداعش– طالبانية الصادرة هذه الأيام من الكويتيين الجدد والخاضعة لها حكوماتنا الرشيدة!

وزير، نائب سابق