طلال السعيدالموسم حاليا موسم هروب الخدم، فالكل يشتكي من هذه الظاهرة التي انتشرت في كل مناطق الكويت بين النساء والرجال، والعذر طبعا للبحث عن راتب أعلى!المشكلة ان هناك من يساعدهم على الهرب، ويشجعهم على ذلك، وهناك من يشغلهم ويدفع لهم رواتب تفوق ما يدفعه صاحب البيت بأضعاف، ولا يسأل عن الكفيل، ولا يلتفت لتعليمات الداخلية، ولا يهتم لها لانه بالاساس آمن من العقوبة، وهناك المكاتب الوهمية المنتشرة في كل مكان، وارقامها تتداول بين الناس، ولم تعد تهتم الى درجة ان الجرأة وصلت فيهم الى حد الاعلان عن خدماتهم، والتي تدور حوله، والتشغيل بالساعات، فيما الناس مضطرون للتعامل مع تلك المكاتب لندرة العمالة، وعدم وجود خدم لا في البيوت، ولا المكاتب المرخصة او الرسمية، والبيوت تحتاج الى تنظيف وخدمة، ومن مبدأ لا بد مما ليس منه بد، الناس مجبرون على التعامل مع الخدم الهاربين، والمكاتب الوهمية، ولو حصل وتوفرت العمالة من جديد انحل نصف المشكلة!الدور حاليا دور الداخلية، وبالتحديد مباحث الهجرة لتكثيف الجهود للقضاء على ظاهرة هروب الخدم، وعدم الخوف من العقاب، ولو كانت هناك يد من حديد لتمسك المكفول بكفيله ولا فكر بالهرب!هناك تراخ واضح بمتابعة الهاربين ومخالفي قانون الاقامة، الذين وصل عددهم الى رقم مخيف قابل للزيادة بشكل يومي، وهم يتجولون بعرض الكويت وطولها، ويحولون الفلوس الى بلدانهم، ويعالجون في المستشفيات، ويبيعون ويشترون من دون رقيب ولا حسيب!يروي لي احدهم ان هناك وافدا عربيا دخل الكويت بطريقة غير مشروعة اثناء حرب التحرير من العراق، يعمل في سكراب الكهرباء، وهولا يزال مخالفا منذ ثلاثين سنة وينتظر الاعفاء ليغادر بعد ان بلغ من الكبر عتيا، واذا كان هذا الكلام صحيحا فهي مهزلة المهازل!مشكلتنا ان العمالة المنزلية لم تعد تخاف من سطوة الدولة، واصبح امرها بيدها متى ما ارادت الهروب فما عليها الا ان تتصل بـ"الاجرة الجوالة" التي توفر لها الملجأ والراتب المضاعف، وعلى عينك ياحكومة، لا خوف ولا حياء، وهذا الموضوع اصبح مقلقا جدا لغالبية البيوت في الكويت، بل يجب ان يأخذ أولوية خاصة عند مسؤولي الداخلية فتوضع له الخطط والعلاج الناجع من دون تأخير...زين.
[email protected]