

هل إفلاس الشركات آلية ناجحة للتخلص من الكيانات الفاشلة وتصحيح مسار الاقتصاد؟
عندما نسمع كلمة "الإفلاس" غالبا ما يكون رد الفعل عليها سلبيًا، حيث تتضمن إغلاق شركة أو كيان اقتصادي لأبوابه وخسارة الكثيرين من الدائنين لأموالهم بما قد يتسبب في تعثر المزيد من الأعمال ويهدد بعض الأطراف التي لم ترتكب أخطاء بالخسارة والمعاناة، فضلا عن تسريح العمالة وتغيير هياكل التوريد في كثير من الحالات.وبشكل عام فإن للإفلاس أضراره المحتمة، ومنها ترجيح إحصاءات أمريكية عن مسؤولية الإفلاسات، بشكل مباشر أو غير مباشر في فقدان 100 ألف شخص لوظائفهم سنويًا، فضلا عن انخفاض قيمة الأسهم في القطاع الذي تنشط فيه الشركة المفلسة - إن كانت قيادية - بنسبة 5% في المتوسط، كما أن إفلاس الشركات يؤثر على نسب الفائدة ويرفعها بشكل عام بما يعرقل جهود التوسع.
ولكن هل يمكن القول بأن إفلاس الشركات شر مطلق؟.. ليس بالضرورة، فكما تؤكد دراسة أجراها معهد "بروكينجز"، فإن الإفلاسات تؤدي إلى زيادة الكفاءة الاقتصادية في الولايات المتحدة بمقدار 0.5% إلى 1% سنويًا. وهذا يرجع إلى أن الإفلاسات تؤدي إلى تحييد الشركات غير الفعالة من السوق، مما يسمح للشركات الأكثر فاعلية بالنمو.
ووفقًا للدراسة نفسها، فإن الشركات التي تعلن إفلاسها هي في المتوسط أقل إنتاجية بنسبة 20% من الشركات التي تستمر، هذا فضلًا عن أن منتجاتها أقل ملاءمة للسوق بنسبة تفوق 70% عن الشركات التي تبقى في السوق 5 سنوات على الأقل.
ويؤكد هذا أن الإفلاس قد يكون مفيدًا في العمل على "غربلة" السوق من المنتجات غير الموائمة.
ووفقًا لمعهد الإفلاس الأمريكي، قدمت أكثر من 323 ألف شركة حول العالم إفلاسها بين عامي 2004 و2010، بسبب الصعوبات التي تواجهها الأعمال الصغيرة والمتوسطة تحديدا، ولا سيما في بدايتها، واظهرت دراسة حديثة أن حوالي 2.6% من أصحاب الأعمال الصغيرة اضطروا إلى طلب حماية الإفلاس في مرحلة ما خلال السنوات السبع الماضية.