هل البلد سائب؟ افرضوا القوانين الصارمة

أحمد الدواس

ضبطت الشرطة النمسوية رئيس الدولة فان دير بيلين وزوجته متلبسين بخرق حظرالتجول ليلا خلال وباء "كورونا"، في مطعم في العاصمة فيينا، واعترف الرئيس بذلك، وقال: "لقد تجاذبنا أطراف الحديث، وللأسف، أغفلنا الوقت".
أضاف بشيء من الندم: "أنا آسف لهذا حقا، لقد كان خطأ".
وفي بريطانيا رمى انكليزي عفشه القديم في الطريق، فحكمت عليه المحكمة بغرامة 50 ألف جنيه إسترليني، أو السجن سنة، ودفع رئيس تشيلي 3500 دولارغرامة لعدم التلثم بالكمامة، حيث كان يتنزه على الشاطئ، واقترب منه شخص غريب، وطلب منه التقاط صورة للذكرى، ولم يكن أي منهما يتلثم بكمامة واقية.
وفي فرنسا كان مصير الرئيس السابق نيكولاي ساركوزي السجن بتهمة الفساد، وسُجن رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما بتهمة الفساد، واضطر ملك إسبانيا خوان كارلوس، الى تسديد ضريبة مقدارها أربعة ملايين يورو للحكومة الإسبانية.
وفي أميركا تحدث رئيس تحرير صحيفة "ألاباما" بلهجة عنصرية عن تفوق البيض، فاُقيل من منصبه، وأُستبدل بامرأة أميركية من أصل أفريقي.
ويقضي القانون في السعودية بالسجن والغرامة لكل من يقتني الحيوانات المفترسة، وفي فبراير2021 منعت الإمارات امرأة انكليزية من أن تقلها الطائرة الى لندن لأنها شتمت في برنامج المحادثة "واتساب"، فانفجرت باكية أمام الشرطة، التي نقلتها لثلاثة مخافر متتابعة، وقالت أنها توسلت للشرطة الإفراج عنها، فليس لديها شقة، أو وظيفة، أو مال، لكنها ظلت في البلاد تنتظر الغرامة أو السجن، فقط لأنها شتمت صديقتها في السكن، فقدمت السفارة البريطانية المساعدة لها، وهذه أمثلة فقط.
لقد تقدمت هذه البلدان بفرض القانون بالقوة، فلماذا لانفعل المثل في بلدنا؟
كثير من الوافدين يتحدى القوانين المحلية، فيا حكومة، يا وزارة الداخلية أفرضا القانون بالقوة، فالمواطن يشعر بأن هيبة الدول غائبة، فازدادت الجرائم بكل أشكالها، لدرجة شعر معها أحد الوافدين بتراخي وضعف الأمن فركل شرطيا في بطنه، وتجرأ آخر فشتم رجل الأمن، لوكان الفاعل في بلدهم كويتيا لرموه في غياهب السجن، وانهالوا عليه بالسباب، كما سُرقت أسلاك الكهرباء ومناهيل تصريف المطر، وأشعلت الحرائق عمدا، وهناك منهم من يروج للمخدرات، ويمارس السرقة، والرشوة، والتزييف والسطو المسلح.
بل، وشوهد وافد في ساحة ترابية ينصب شبكة فاصطاد مجموعة كبيرة من طير الحمام، جمعها ووضعها في سيارته، فيما الحدود منتهكة، إذ رسا إيرانيون بقواربهم ليلا على سواحل الكويت، وهربوا إلينا المخدرات بشتى الطرق، والأمثلة كثيرة.
نتمنى ان تستفيد الكويت من تجربة اليابان، ففيها قوانين صارمة تُشعر المرء بهيبة الدولة، والبلاد تكاد تخلو من الجرائم، ويٌعزى السبب إلى تواجد الشرطة في كل مكان، فاليابان لديها أكثر من 259 ألف شرطي، والشرطة فيها تهتم بالحالات البسيطة للغاية، لمجرد شك بسيط، فقد راقبت شخصاً كان يحوم قرب سيارة متوقفة قرب جمعية تعاونية فهاجمته وحققت معه، وجاءت مهرولة لربة منزل استنجدت بهم لأن لصاً سرق ملابسها من على حبل الغسيل.
الى جانب الإطلاع على تجربة اليابان، ذكرنا مرات عدة ضرورة نصب كاميرات في المناطق والشوارع، وربطها بمخافر الشرطة لضبط الجناة ومخالفي القانون.
***
آخر العمود:
الناس تركوا مقالاتي التي أدافع فيها عن الكويت والإسلام مثل مقالة حرق القرآن، وصاروا يقرأون مقالة تهريب التموين، التي نشرناها، ويكيلون الألفاظ الجارحة على كاتب المقالة.
أقول لهم ان مقالاتي مبسطة لا أسلوبا إنشائيا، وفيها فائدة لهم، ولست محسوبا على جهة ما، ومصدر للمعلومات المفيدة.
شعب لا يقرأ، وأتساءل لمَ لم أسمع صوتهم عندما أدافع عن الكويت والإسلام؟

[email protected]