المحلية
هل العراق مهم؟
الثلاثاء 24 أغسطس 2021
5
السياسة
بقلم: عبدالعزيز العنجريلقد قمت بإنشاء إدارة الشأن العراقي في مركزنا (ريكونسنس للبحوث والدراسات)، لتكون رافداً لصناع القرار والباحثين وعموم المجتمع في البلدين الشقيقين، لتطوير خطاب يرتقي إلى مستوى أهمية العلاقات التاريخية بينهما ويسهم في بناء مستقبل واعد للأجيال القادمة، مستثمرين اهتمام وخبرة رعيل من القيادات السياسية والفكرية يقف سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد حفظه الله وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد في الصف الأول منها.إن الكويت والعراق بلدان تقربهما مشتركات عديدة تستعصي على كل طارئ مرحلي قد يباعد بينهما موقتاً، مهما كانت قسوته وآثاره، وهذه هي مواقف رجال الدولة ورجال الفكر الذين ينتصرون على قسوة الماضي ويؤسسون لحاضر ومستقبل أفضل.وبهذه الروح أمكن اليوم للفرنسي أن يدخل إلى برلين وللألماني أن يزور باريس بجواز واحد، وكل منهما يدخل بلد نظيره من بوابة المواطنين، رغم ما كان بين البلدين من قسوة الحروب والصراعات ووحشية الدمار بكل أشكاله.اليوم أدرك الجميع أن تواشج المصالح المشتركة والتعاون أقوى تأثيرا وأعظم نفعا من أدوات الصراع والتنافس. وبنظرة سريعة إلى مجتمعاتنا اليوم، نجد أن أكثر من نصف الكويتيين والعراقيين قد ولدوا بعد جريمة نظام صدام حسين بغزو الكويت، أو لم يكونوا حينها في عمر يؤهلهم لفهم ما دار حولهم في حينه. هذه الشريحة تزداد عددا مع مرور الأعوام في مقابل تناقص أعدادنا نحن الذين شهدنا تلك التجربة القاسية، التي تركت علينا آثارها بتفاوت خسائرها وآلامها ومراراتها.وهذا يجعلنا أمام خيارين: إما أن نغرق الأجيال التي أتت بعدنا بمأساتنا ونشحنهم ضد جار صديق عانى كما عانينا نحن من نظام دمر بلدين، وإما أن نختار منحهم حاضرا ومستقبلا أفضل من ماضينا.إن رؤيتنا في مركز ريكونسنس هي أن نتبنى الخيار الثاني، وأن نخلق وعياً يستلهم دروس التاريخ ليمنع إعادته، وأن ننتقل بجهودنا من دراسات "إدارة الصراع" إلى دراسات "إدارة السلم"، لندعم كل خطاب يعكس تفاؤلاً واقعياً يبني على ما هو متحقق على الأرض ويقترح كل ما يمكنه أن يدعم المنجزات وينتقل بها إلى مستوى أفضل.