الجمعة 27 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

هل العلم حرام على الموظف؟

Time
الخميس 25 مايو 2023
View
12
السياسة
أحمد عبدالعالي بوعباس

تنص المادة 14 من دستور دولة الكويت على "أن ترعى الدولة العلوم والاداب والفنون وتشجع البحث العلمي".
فلماذا تصر الجهات المعنية على عدم تطبيق هذه المادة بوضع العراقيل والشروط العمرية، والمادية والمزاجية، للتنصل من تطبيق هذه المادة الواضحة، والتي شملت الجميع دون استثناء او قيد في الرعاية التعليمية.
فعندما يرغب الموظف الحكومي في استكمال دراسته نرى ان هناك لوائح مطاطية تتيح لمسؤوليه منعه من ذلك، ويضطر الموظف أحيانا لاستكمال دراسته بطريقة تعرضه للعقاب الاداري، أو تجعله مضغوطا ماليا، ومعنويا واجتماعيا.
وكل ذلك يتعارض مع هذه المادة التي لو طبقت حرفيا لكان الموظف يدرس على حساب وزارته، وله تفرغ دراسي من غير ممارسة ادوات الضغط التي تمارس عليه حاليا.
أما في القطاع الخاص فنجد عملية استكمال الدراسـة تعد جريمـة، فنجد ان المعنيين يقطعون دعم العمالة فورا، وطبعا افضل من في هذا القطاع يشترط مضي السنين والتقاييم واحيانا "واسطة" لاعطاء الموظف حقه في استكمال تعليمه، مع العلم ان القطاع الخاص مدعوم، فلماذا يعاني الموظف من كل هذه المعوقات؟
في السابق كان يوجد دعم عن طريق نظام الـ"اوفست" بحيث تتحمل الدولة تكاليف الدراسة، ويتحمل الطالب المعيشة، وتم ايقاف هذا الدعم بلا سبب وجيه، وتم انشاء وتخصيص محفظة مليونية بعدها لدعم الطلبة الراغبين في استكمال دراستهم، ولم تتم الاستفادة منها لأسباب مجهولة من الجهة المسؤولة.
إلى متى هذا التلاعب بمستقبل الشباب الكويتي، ومشاعرهم واحباطهم بشتى الطرق؟
كثير من الراغبين في الحصول على الماجستير والدكتوراة في تخصصاتهم لا يرغبون أصلا في ترقيات، بل يريدون تعلم مهارات القيادة وريادة الأعمال، لكي يؤسسوا نفسهم كرجال أعمال، ويتخلصوا من قيود الوظيفة، وقلة دخلها.
وطموحهم أن يبنوا وطنهم، ويدعموه من خلال تخفيف عبء رواتبهم على الدولة، عندما ينجحون في العمل الحر، فليس هناك داع للاعتقـاد أنهم فقط يطمحون الى ترقية، أو اضافة القاب علمية ممن يرى الناس بعين طبعه.
واذا كانت هناك ضوابط وقيود فلتكن على الحرص والتشديد على نجاح الطالب، وعدم هدر الدعم المادي له، من خلال عدم حرصه على النجاح، وتضييع وقته واموال الدولة فقط.
النظرة السلبية للشباب هي أكبر مدمر لطاقاتهم وطموحهم، وهو ضمان لاستمرار قتل روح المواطنة لديه ليصبح جسدا بلا روح، كالذين سبقوه، وقد يصبح شيئا اسوأ من ذلك.
اتقوا الله في قادة المستقبل ومن سيحمل راية الوطن من بعدكم.

كاتب كويتي
آخر الأخبار