السبت 21 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

هل الغرب يسعى إلى تحطيم العالم العربي؟

Time
الاثنين 08 مايو 2023
View
12
السياسة
أحمد الدواس

أرجو قراءة الكلمات التالية "حرفياً "، فعندما تعطلت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولم يحدث انفراج ولا تسوية، أخذ كل طرف يتمسك بموقفه بشدة، وهنا جاء ما يشبه نوع من "التدخل لتحريك المسألة" وتحطيم العرب.
ففي يوم 18 يونيو 2007 قال أستاذ التاريخ بجامعة "هارفارد" الأميركية نيال فيرغسون في مقالٍ له نشرته صحيفة "لوس انجليس تايمز" الأميركية: "إن المنطقة العربية تحتاج الى سياسة تدخل ديبلوماسي فعال، فهم متخلفون في منطقة مهمة(...) منذ فترة وأنا أحذر من أن الصراع العالمي الكبير المقبل سيبدأ في الشرق الأوسط"(انتهى حديثه).
ثم ظهرت فكرة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس لتقسيم الدول العربية والسيطرة عليها، بعدها حدثت ثورات عربية، كأن يد الغرب هي المسؤولة.
انظروا لما حدث في بورما وغرب أفريقيا وجنوب السودان، فلما هرولت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون لزيارة بورما رأينا بورما تضطهد المسلمين فيها وفرار الآلاف منهم الى خارج بلادهم، وفي أفريقيا استولى الطوارق على ذخائر القذافي وتوجهوا لـ"سرقة" شمال جمهورية مالي، فدمروا آثاراً إسلامية قديمة فيها، كما أحرقوا أو أتلفوا تراثاً إسلامياً جميلاً من الكتب العربية القديمة، من بينها كتباً علمية تتحدث عن طريقة صنع الأدوية، وكانت هذه العصابة أقرب إلى المرتزقة منها إلى المؤمنين بالله، مما شوه صورة الإسلام.
وهنا كتبت اليهودية آنا مهجار باردوتشي مقالة في صحيفة "هاآرتس" العبرية يوم الجمعة 27 ابريل 2012 تحت عنوان "ثوار مالي يستحقون دعمنا"، أي الدعم الإسرائيلي، كشفت فيه عن مشاعر الكراهية ضد العرب والمسلمين، إذ قالت: "ان احتلال الطوارق لقسم من جمهورية مالي يُعتبر واقعاً يستحقونه، فهم بربر وان شمال أفريقيا لم يعد عربيا الآن".
فإذا كانت إسرائيل تتمنى، وفق باردوتشي، تمزيق المغرب العربي، فالمنطق يقول إنها تتمنى أيضاً تمزيق المشرق العربي، فوجدت ضمن الأوراق أن نتانياهو التقى رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير في مارس 2012، وما هي إلا بضعة أيام حتى اندلع الاقتتال بين حكومة جنوب السودان وشمال السودان، ثم انفصل الجنوب عن الشمال، وتم استقلال جنوب السودان، فهل كانت إسرائيل وراء الاقتتال، أو ساهمت في إثارته وفق المفهوم السياسي الذي يقول فرق تسد؟
ولما نادى الأكراد بتكوين دولة مستقلة لهم في كردستان أبدت إسرائيل تأييدها الفوري لذلك، وزار تلك المنطقة كبار الإسرائيليين.
وللتنكيل بالإسلام "إعلامياً" احتضنت بريطانيا فتاة باكستانية هي مالالا يوسفزاي، ونقلتها من بلادها إلى بريطانيا بحجة أن "طالبان" ضربوها ومنعوها من التعليم، واشترت إحدى دور النشر البريطانية قصة حياتها بمليوني جنيه استرليني، وبالطبع سيقرأها مئات الألوف من البريطانيين، وسيكيلون الشتائم والازدراء للدين الإسلامي.
بل رشحت بريطانيا وأميركا الفتاة للحصول على جائزة "نوبل"، ثم حدث الهجوم الإرهابي في باريس عام 2015 فقيل ان مسلمين اقدموا عليه، وكانت بلجيكا بلداً آمناً يعترف بعيدي الفطر والأضحى، كعطلة رسمية، ويسمح رسميا بإقامة المساجد، ويدفع لأكثر من 250 إماما مسلما رواتب من وزارة العدل البلجيكية، فمن المفروض إذاً ألا يتعرض ذلك البلد لأذى من المسلمين، لكن حدث في بلجيكا هجوم إرهابي في عام 2016 فتوجهت أصابع الاتهام للعرب والمسلمين.
واختفى أي انتقاد لإسرائيل، فكأنها على حق والعرب مخطئون، "وأصبحت إسرائيل سعيدة، فالرئيس الأميركي ترامب يدعمها وأوروبا تحترمها وأفريقيا تقيم روابط معها وبعض العرب يتصل بها سرا "، وفق تعبيرصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في مقالة لها يوم 5 يوليو 2017.
وقبل ثلاثة أسابيع حدث انقلاب في السودان، وما زال القتال مستمرا بين الجيش السوداني، وجزء آخر من الجيش يسمى "قوات الردع السريع"، وقد كتبنا عن ذلك.
أيعقل أن تكون هذه الأحداث قد حصلت مصادفة، ولماذا جاءت بعد فشل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وكيف تقع هذه الأحداث كلها متتابعة؟
ثم لماذا يفجر تنظيم "داعش" الإرهابي في الدول المحيطة بإسرائيل، ويدخل سيناء ثم يصل إلى ليبيا، وتكون إسرائيل في منأى عن خطره؟

سفير كويتي سابق

[email protected]
آخر الأخبار