الجمعة 09 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هل المستقبل القتالي لـ"حماس"؟
play icon
كل الآراء

هل المستقبل القتالي لـ"حماس"؟

Time
الاثنين 06 نوفمبر 2023
View
128
sulieman

شفافيات

تاريخ النضال الفلسطيني، أو قل الكفاح، أو الجهاد الفلسطيني، أو قل الحرب الشعبية لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، تاريخ متوسط المدى، فلا هو بالقصير "ابو يومين"، وينطلق من فراغ تجربة وقلة خبرة، ولا هو بكفاح ماوتسي تونغ وغيفارا وفيدل كاسترو، والحرب الفيتنامية، وحرب تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي.
ولست بصدد عد الحروب الشعبية طويلة الخبرة، وطويلة الامد، ولا الحروب الشعبية متوسطة الخبرة، وحديثة الخبرة؛ فهذا تتسع له المجلدات والكتب، لكن لاتتسع له مقالة؛ فما الحرب الشعبية الفلسطيينية، ومداها؟
ليس بين يدي كتاب عن تاريخ حرب احتلال الصهاينة لفلسطين، قديمها وحديثها، فليس لدي مراجع اكتب منها مقالتي الآن؛ انما اكتب من ذاكرتي فقط، فقد خاض العرب معارك ضد الكيان المحتل، وعصابات الـ"هاغانا"، التي احتلت فلسطين في اربعينات القرن الماضي قبل ولادتي؛ واستخدمو الشبرية والطورية والخنجر.
وودي اسأل صديقي الفسطيني وزميل دراستي ابراهيم ريان: شو هي الادوات هاي يا ابا اسامة، رغم اني اعرف انها ادوات زراعية فقط، لكنها للضرورة تصلح للدفاع عن النفس حربيا بيد الرجال؟
فهي خير من القتال بالايدي العارية مقابل الاسلحة الاوتوماتيك التي هاجم بها الـ"هاغانا" العرب في ديارهم، واقاموا المجازر لاهلها، ومنها مذبحة دير ياسين.
ثم قاتل الفلسطينيون الغزاة بالبنادق ذات الطلقة الواحدة مقابل الاسلحة الرشاشة اليهودية؛ وعندما تكونت منظمة التحرير الفسطينية، ومن ثم وحركة "فتح" جعلت لها جناحا عسكريا هو "قوات العاصفة"، وبدأت التدريبات القتالية المنظمة من خلال القتال المنطلق من الكهوف في عمليات ليلية محدودة الاهداف.
وكان يقود تلك المنظمة ياسر عرفات، وهو مقاول بناء فلسطيني مقيم في الكويت، ومقاول رصف شوارع، ومن شوارعه شارع الروضتين الممتد من المطلاع إلى العراق.
وهنا نتساءل: هل استعان عرفات بخبرات اهل الحروب الشعبية في تدريب "قوات العاصفة"؟
ومنذ ذلك اليوم والى يومنا هذا، والخبرات القتالية الفلسطينية تزداد يوما بعد يوم، وقد وصلت ذروتها في التصنيع الحربي، وفي القتال الحربي الشعبي في حرب غزة الآبية كما ترون؛ حيث برزت الى ساحات القتال انواع من فنون الحرب الشعبية، وكأنها قد استوعبت دروساً وخبرات عميقة من الحروب الشعبية الدولية، التي عددناها قبل اسطر.
ولا أظن أن هذا التفوق المذهل الذي دمر الـ"ميركافا" و"النمر" وغيرها من المدرعات الصهيونية الثقيلة، وقتل الضباط والجنود الصهاينة في فن وخفة، ورشاقة وشجاعة نادرة، ولا أظن أبدا أنه جاء من فراغ او من اجتهادات تدريبية شخصية للقيادات العسكرية الـ"حمساوية".
واذا كان الامر كذلك فإن ضمان استمرار تطور الفكر القتالي العسكري الشعبي الفلسطيني، والممارسة القتالية، لن يكون دون مدارس عسكرية، وخبرات عسكرية قتالية شعبية عالمية سابقة.
ومن هنا فأي وقت للهدنة، ووقف القتال، يجب أن يصحبه إنشاء مدارس، ميدانية ونظرية حربية شعبية، تستمد خبراتها المطورة من الحرب الماوية والغيفارية والكاستروية والفيتنامية؛ وحرب بن بيلا ان صح الاسناد.
ومن هنا سنتوقع مستقبلاً خطيراً، وحرباً شعبية ضروساً تأكل الأخضر واليابس في الكيان الصهيوني، وكل من والاه من دوليا؛ يكون بعدها حرب ضروس عظمى تقتلع جذور الكيان الصهيوني من فلسطين، وثورة حتى النصر.

كاتب كويتي

د. حمود الحطاب

[email protected]

آخر الأخبار