الاقتصادية
هل انتهت مرحلة الارتفاعات القياسية في أسواق الأسهم العالمية؟
الثلاثاء 11 فبراير 2020
5
السياسة
رغم أن الأسباب المشجعة لاندلاع موجات بيعية كبيرة في أسواق الأسهم، آخذة في التزايد، فإنه لا يبدو أن أيًا منها يشكل تهديدًا كافيًا حتى الآن لدفع معنويات المستثمرين إلى الانهيار، وبالتالي تواصل المؤشرات صعودها، في ظاهرة تعرف بـ "سوق التفلون".على سبيل المثال، في عام 2017، بعد فضيحة "مايكل فلين" وأزمة عكس الكونغرس للأوامر التنفيذية للرئيس الأميركي، والتغريدات المقلقة لـ "دونالد ترامب" في منتصف الليل، ظل اللاعبون في "وول ستريت" مؤمنين بأن الإدارة ستنجو من كل ذلك، وسيزدهر الاقتصاد الأميركي.لا يوجد تفسير آخر لتجاهل المستثمرين للمخاطر المحتملة، والاضطرابات السياسية في واشنطن، لقد استطاعوا بفضل هذا التغافل دفع المؤشرات إلى مستويات قياسية جديدة آنذاك.في ذلك الوقت، قال كبير الاقتصاديين لدى "جلوسكين شيف"، ديفيد روزنبرغ: هذا سوق تفلون، فالمستثمرون الذين فزعوا لانتخاب "ترامب" وطالبوا ببدء البيع بعد فوزه، أصبحوا من أكثر الأصوات تشجيعًا على المواصلة.خلال العام الماضي، تمتعت أسواق الأسهم والسندات العالمية بأقوى مكاسب منذ عام 2010، وفقًا لبيانات "جيه بي مورغان"، وارتفع مؤشر "إس آند بي 500" القياسي بنسبة 30%، فيما هبط العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار 80 نقطة أساس.خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من عام 2020، اكتسب الاتجاه الصعودي مزيدًا من الزخم رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد اغتيال الولايات المتحدة لأكبر قائد عسكري في إيران، وارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 2.8%، معززًا مسيرته الصعودية الأفضل والأطول في التاريخ.لاحظ "جيه بي مورغان" في تقرير بحثي نشر أخيرا، أن الأسواق العالمية تظهر علامات مبكرة على الإفراط، وفقًا لمؤشر زخم أسعار الأسواق، والمراكز المالية، والتقييمات. المستثمرون سيئون في تقييم وتسعير المخاطر الجيوسياسية، ويميلون إلى التقليل من أهمية هذه التهديدات أو تجاهلها، ومع ذلك، فإن الأسواق أكثر حساسية تجاه الارتفاع المفاجئ والحاد في عائدات السندات، والذي كان وراء عملية بيع دراماتيكية عام 2018 على الجهة الأخرى، يتساءل محللون، إلى متى يستمر دعم البنوك المركزية الرئيسية للأسواق، ويحذرون من أنه في حال كان الركود الاقتصادي قريبًا، فلن يكون بمقدور صناع السياسة تخفيف سياستهم أكثر من ذلك لتجاوز الأزمة.