هل تتأثر صناعة السيارات في العالم من القفزات التاريخية لأسعار النيكل؟

ارتفعت أسعار النيكل في بورصة لندن للمعادن وتمكنت من تجاوز مستوى 100 ألف دولار للطن للمرة الأولى على الإطلاق، وسط التوترات في شرق أوروبا والعقوبات المتزايدة ضد روسيا التي تحتل المركز الثالث في قائمة أكبر منتجي المعدن في العالم التي أثارت مخاوف من تعطل الإمدادات.
ويعد النيكل خامس أكثر العناصر شيوعًا على وجه الأرض، ومع ذلك فإن الكثير من هذا المعدن لا يمكن الوصول إليه، ويعتبر معدنا شديد التنوع ويستخدم حاليًا في العديد من التطبيقات المختلفة في المجالات العسكرية والفضائية والصناعية.
ويستخدم النيكل وهو معدن مقاوم للصدأ في بطاريات السيارات الكهربائية، ومع استمرار ازدهار صناعة السيارات الكهربائية فإن مستقبل النيكل يبدو مشرقًا بالسنوات المقبلة.
ورغم أن أزمة ارتفاع أسعار السلع تمس كل القطاعات؛ فإنها بالنسبة للسيارات الكهربائية تتسم بالخصوصية؛ لأنها ما زالت في مراحل مبكرة، كما أن تكلفتها بالنسبة للمستهلكين ستكون عنصرًا أساسيًا في شرائها.
وكان منتجو السيارات الكهربائية يأملون في خفض أسعارها لزيادة مبيعاتها في الأسواق المختلفة، غير أن الحرب الروسية الأوكرانية تقوض الحلم. ودفعت الحرب سعر النيكل إلى أعلى مستوى في 11 عامًا، وسط مخاوف من أن تتأثر صادرات روسيا، التي تُعد أكبر مورديه عالميًا؛ إذ تسيطر موسكو على 7% من مناجمه،كما أنها مصدر رئيس للألومنيوم والبلاديوم.
ويأتي ارتفاع أسعار الخامات الأساسية، التي تدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، في وقت يعاني القطاع، منذ العام الماضي، أزمة الرقائق الإلكترونية.
وأدت الأزمة إلى رفع شركتي تيسلا وريفيان أوتوموتيف الأميركيتين أسعار السيارات الكهربائية، في وقت لا يُتوقع أن يدفع المستهلكون لمركبات لم تُجرب على نطاق واسع، مزيدًا من الأموال. وتمتلك أستراليا أحد أكبر الاحتياطيات في العالم البالغة 21 مليون طن متري، وعلى الصعيد العالمي هناك حوالي 95 مليون طن متري. وكانت إندونيسيا أكبر الدول المنتجة للنيكل بالعالم في 2021، عندما أنتجت مليون طن متري، ولديها احتياطيات من المعدن تبلغ 21 مليون طن. وتعمل إندونيسيا بنشاط في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، لأن قرب البلاد من الصين الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية يجعلها مكانًا مثاليًا ، وعلى الرغم من أن روسيا تحتل المرتبة الثالثة في القائمة إلا أن إنتاجها من النيكل تراجع في السنوات الماضية.