الخميس 18 ديسمبر 2025
12°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

هل تجنَّبت الولايات المتحدة الركود الاقتصادي أم تنتظر أزمة مالية؟

Time
الخميس 12 ديسمبر 2019
السياسة
نظرًا للنزعة البشرية التي تقود الأسواق وتميل للاندفاع في أوقات الخطر، فإن المخاوف من الركود الحاد خلال الصيف الماضي، جعلت البيانات الاقتصادية الإيجابية الصادرة مؤخرًا مثل تقرير الوظائف تبدو كمؤشر على تجاوز انكماش وقع بالفعل وليست علامة تحد من الخطر المحتمل.
وفقًا لـ"غوغل تريندس"، فإن البحث عن كلمة "ركود" خلال منتصف الصيف الماضي بلغ فجأة أعلى مستوياته منذ الركود "الحقيقي" الأخير، وتزامن ذلك مع التوقعات السيئة بشأن المحادثات التجارية وانقلاب منحني العائد، ما دفع المستثمرين للاستعداد للأسوأ. بالتدقيق في بيانات "جوجل تريندس"، تبين أن آخر مرة وصل فيها التشاؤم إلى مثل هذا المستوى المرتفع ثم انهار، كانت في أوائل عام 2008، وأعقب هذا التغير في المعنويات، أسوأ ركود يتذكره الأمريكيون الحاليون.
ما يزيد المشهد سوءًا أنه بوضع بيانات "غوغل تريندس" على الرسم البياني، يظهر أن نمط البحث عن كلمة الركود خلال الاثني عشر شهرًا الماضية كان مماثلًا تمامًا لحركته خلال الاثني عشر شهرًا اعتبارًا من مايو 2007 .
في مايو عام 2008، بعد بيع أعمال المصرف الاستثماري "بير ستيرنز" ومع انهيار سوق الائتمان المهيكل، هدأت مخاوف الناس بشأن مخاطر حدوث ركود كما فعلوا في الأشهر التي تلت موجة البيع الصيفية الماضية . ومن الواضح ان الاقتصاد يمضي قدمًا رغم الصعوبات بمساعدة من سياسة التيسير التي اتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وشعرت الأسواق بإمكانية تجنب الركود.
وتوقع المستثمرون بشكل صحيح تعرض القطاع المصرفي الأميركي للضغوط، لكنهم أخطأوا في الاعتقاد بأن أسواق السلع، وفي نهاية المطاف الاقتصاد العالمي، ستكون في مأمن من الانهيار.
هناك أوجه تشابه أخرى بين ما حدث في 2008 واليوم، فقبل عقد من الزمان، هدأت التوترات بمجرد أن أصبح من الواضح سبب حدوث عمليات بيع مفاجئة وعدوانية في أوروبا .
يقول "يووا هيدريك وونغ" المحاضر بجامعة سنغافورة : العالم اليوم غارق في عدم اليقين بفعل الحرب التجارية و"بريكست" وضعف النمو في أوروبا والتوترات الجيوسياسية، والأهم أن النظام الاقتصادي الليبرالي يحتضر.
هناك اتجاهان يؤديان إلى نهاية النظام العالمي، أولهما تراجع هيمنة الغرب الاقتصادية بالنسبة لبقية العالم والصين خاصة، والثاني هو صعود الشعبوية في الديمقراطيات الغربية، والتي تعد أخطر تحد لشرعية النظام الليبرالي.
أُضعفت الاقتصادات المتقدمة على نحو خطير بفعل أسعار الفائدة القريبة من الصفر والمستمرة منذ مدة طويلة، ما جعلها عرضة للصدمات غير المتوقعة، وفقًا لـ"وونغ" الذي يقول إن الركود القادم سيأتي بغتة ودون مقدمات.
آخر الأخبار