الأربعاء 28 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

هل تسيطر النظرة التشاؤمية للمستثمرين على امتلاكهم للأسهم؟

Time
الأحد 15 ديسمبر 2019
View
5
السياسة
في عام 1989 قام النحات الإيطالي "أرتورو دي موديكا" وعدد من أصدقائه بتحميل تمثال ضخم لثور هائج مصنوع من البرونز والفولاذ المقاوم للصدأ على شاحنة كبيرة، وذهبوا به إلى الحي المالي في نيويورك وتركوه أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية قبل أن يلوذوا بالفرار.
وانتشر خبر تمثال الثور الهائج في جميع أنحاء نيويورك ومنها إلى العالم أجمع وفي غضون ساعات التف حوله المئات من سكان المدينة الذين راق لهم هذا العمل الفني وأعجبوا به، غير أن شرطة نيويورك كان لها رأي آخر.
وقامت الشرطة على الفور بنقل التمثال إلى كوينز، بسبب عدم وجود تصريح بتثبيته في هذا المكان، ولقلقها من تأثيره المحتمل على حركة المرور والسلامة العامة. لكن الضجة التي أحدثها التمثال كانت كبيرة لدرجة دفعت إدارة الحدائق والاستجمام بالمدينة إلى إعادة التمثال مرة أخرى بعد بضعة أيام إلى الحي المالي وتثبيته هناك. ومن يومها أصبح الثور الهائج أحد أشهر معالم نيويورك.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا صمم "موديكا" تمثاله على هيئة ثور تحديدًا؟ وما علاقة الثور بالحي المالي في نيويورك وبأسواق الأسهم عمومًا؟ الحديث عن هذه الجزئية تحديدًا يصبح ذا أهمية في الوقت الحالي بينما تدشن "أرقام" صفحة "آراء المستثمرين" التي ستتيح لجمهور المشاركين إمكانية التعبير عن آرائهم تجاه السوق والأسهم الفردية المدرجة بتداول، وذلك من خلال الإجابة على السؤال التالي: كيف ترى اتجاه السهم؟ متفائل أم متشائم؟ أهمية هذه الصفحة تكمن في أنها ستتيح لأول مرة للمستثمر أن يتعرف على آراء غيره من المتداولين تجاه السهم وتجاه السوق بشكل عام، وبذلك يصبح لديه دراية بثاني أهم العوامل المؤثرة في أسعار الأسهم بعد الأساسيات وهو "معنويات المستثمرين"، هذا من شأنه أن يزيد من قدرة المستثمر على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر استنارة.
الدببة والثيران كل من يطالع المواقع والصحف والبرامج التلفزيونية المعنية بأسواق المال، بالتأكيد قرأ أو سمع ولو مرة مصطلحي "السوق الصعودية" و"السوق الهبوطية". هذان المصطلحان هما في الأصل مجرد تعريب للمصطلحين الإنكليزيين التاليين على الترتيب: "سوق الثور" و"سوق الدب".
في أسواق المال الغربية يستخدم كل من الثيران والدببة في الإشارة إلى اتجاه السوق فإذا كان السوق يأخذ اتجاهًا صعوديًا فيسمى سوق ثيران، أما إذا كان يأخذ اتجاهًا هبوطيًا فيطلق عليه سوق دببة. ومن هنا جاءت الإشارة إلى المستثمرين المتفائلين الذين يقودون السوق نحو الصعود بالثيران، بينما يلعب المستثمرون المتشائمون الذين يسحبون السوق نحو الهبوط دور الدببة.
ولا يمكن الحديث عن سيكولوجية المستثمر ومعنوياته دون الإشارة إلى عقلية القطيع التي تسيطر على عدد لا بأس به من مستثمري سوق الأسهم. فهناك أناس يميلون طوال الوقت إلى تقليد قرارات الآخرين بغض النظر عن مدى منطقيتها بالنسبة لهم، لأن هذا يشعرهم بشكل من أشكال الأمان. فإذا خسروا يحدثون أنفسهم قائلين "لم نخسر لوحدنا".
آخر الأخبار