الأحد 06 أكتوبر 2024
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

هل تكره مخالطة الآخرين؟

Time
الأحد 26 أغسطس 2018
View
5
السياسة
ترجمة - أحمد عبدالعزيز:

ثمة من يرتاحون للاندماج مع الاخرين، وهناك الانعزاليون، المجموعة الاولى هم الانبساطيون، والثانية هم الانطوائيون، وكثير من الناس لا يعرفون هل هم من المجموعة الأولى او من الثانية؟ ويعيشون حياتهم دون وعي بهذه السمة المهمة في شخصياتهم.
يقول بعض الناس انهم احيانا يريدون ان يحيط بهم الناس من كل جانب، وأحيانا يفضلون الانطواء، ويمكننا القول عندئذ انهم انبساطيون وانطوائيون في الوقت ذاته وقد تزيد السمة الاولى أحيانا، والعكس صحيح.
ليس معنى ما سبق ان احتياجات هؤلاء الناس واحدة، فقد تكون هناك فترات يحتاج المرء الى ان يحيط به الناس من كل مكان، وأحيانا اخرى قد لا يرغب سوى في الانفراد بنفسه.

الأسباب
حسب الثقافة الخاصة ببلاد الشمال الباردة فإن الشمس تجعل الناس يخرجون من بيوتهم، ويمكننا القول إنه خلال فصول السنة الباردة قد تتقلص رغبة بعض الناس في التواصل مع الاخرين، وبالمثل فقد يرغب الشخص في الاختلاط بالآخرين في أوقات الانفصال او بعد وفاة عزيز، ومن ثم تختلف شهور السنة من حيث استجابات معظم الناس للتواصل مع الاخرين، او العزوف عن ذلك.
هناك من يفضل طوال الوقت ان يكون بمفرده، ولا يستريح وسط الناس، وقد يكون ذلك سمة ممتدة في حياته منذ زمن طويل، او قد تكون سمة حديثة.
قد يكون ذلك كله نتيجة صراع داخلي لدى الانطوائي، بحيث يمكننا تخيل ان جزءاً من شخصيته يريد ان يختفي بينما يعارضه جزء آخر يريد ان يستمتع بالحياة ويعيشها مع الناس ويختلط بالاخرين.
هنا يمكننا ان نفهم سبب عدم الراحة التي يشعر بها البعض عندما يكون وسط الناس، لانه يريد تجنبهم كوسيلة من وسائل الراحة والامان، بسبب احداث عاشها في طفولته، او انها لم تظهر الا في وقت قريب، كذكريات كان لها اثرها في طفولته، ثم طفت على السطح.
خلال سنوات الطفولة من الممكن ان يكون المرء قد انشأ حول نفسه سياجاً من الحدود، وقد يكون ذلك علامة على انه تعرض للايذاء والحرمان او النبذ، وقد تركته هذه التجارب المؤلمة ضعيفاً، تعاني نفسيته من الهشاشة، وما يوفر له الامان ان يتوارى واذا لم تتغير هذه الافكار والمفاهيم سيظل بعيداً عن الاستمتاع بحياته، ويمكننا القول إنه غير قادر على التعامل مع الحياة بشكل عام.
اذاً، لا بد من السعي للحصول على المساعدة والدعم الخارجي من قبل اختصاصي علاجي نفسي او اجتماعي، او احدى جماعات الدعم والمساندة، ليشفى هذا الشخص من صدماته المؤلمة.
آخر الأخبار