الاقتصادية
هل تنجح محاولات الدب الروسي لكسر هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي؟
الاثنين 15 أغسطس 2022
5
السياسة
أعلنت روسيا دراستها شراء عملات دول صديقة مثل الصين والهند وتركيا للاحتفاظ بها ضمن صندوق الثروة الوطني، بعد أن خسرت قدرتها على شراء الدولار واليورو بسبب العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو جراء الحرب مع أوكرانيا. وقال البنك المركزي الروسي ضمن تقرير عن سياسته النقدية للفترة بين 2023 و2025، إن وزارة المالية الروسية تعكف على دراسة إمكانية تطبيق آلية لإعادة رفد صندوق الثروة الوطني، البالغ حجمه نحو 155 مليار دولار، بعملات للدول الصديقة من اليوان والروبية الهندية والليرة التركية وغيرها. وتسعى موسكو منذ وقت طويل لفك ارتباط اقتصادها بالدولار، العملة الأقوى عالميا. وحتى من قبل الحرب، فإن الروبل الروسي احتل حيزا معتبرا من التعاملات التجارية بين روسيا وشركائها التجاريين، ففي 2021، تمت تسوية 53.4 % من جميع المدفوعات من الهند إلى روسيا بالروبل بينما استحوذ الدولار على 38.3 % فقط. وعلى الجانب الروسي، فإن اليوان مثلا استحوذ على ثُلث عمليات تسوية المدفوعات من روسيا إلى الصين في نفس العام.وبالرغم من أن الدولار يحكم سيطرته على الاقتصاد العالمي، فإن نصيبه من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية بلغ 58.8 % من إجماليها البالغ 12.9 تريليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي، وبذلك فإن حصة الدولار هي الأدنى في 20 عاما وانخفضت من نحو 70 % قبل عقدين وتراجعت من 59.2 % في الربع الثالث من العام الماضي.ومع جهود روسيا والصين لتقليص الارتباط بالدولار، فإن الواقع يشير إلى أن الطريق ما زالت طويلة خاصة أن الدولار يستمد قوته من الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم ، كما تشير بيانات بنك التسويات الدولية إلى أن الدولار سيطر على نحو 88 % من تعاملات البيع والشراء للصرف الأجنبي العالمية في 2019 . كما أن نحو 60 % من الأصول والالتزامات الدولية بالعملات الأجنبية، وتحديدا الأصول والمطالبات، على الترتيب مقومة بالدولار. وفي التجارة، فإن نحو 40 % من التعاملات العالمية في السلع تسدد بالدولار. كما يشير خبراء إلى عراقيل تعترض المسعى الروسي تتعلق بالعملات المستهدفة ذاتها، منها عدم كفاية السيولة من تلك العملات وكذلك المخاطر المحتملة المحيطة بها.