الأربعاء 25 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

هل تنهي العملات الرقمية سيطرة "فيزا"على المدفوعات المالية؟

Time
الثلاثاء 31 أغسطس 2021
View
5
السياسة
في عام 1950 ذهب رجل الأعمال الأميركي "فرانك ماكنمرا" إلى أحد مطاعم "مانهاتن" لتناول وجبة العشاء مع أحد أصدقائه قبل أن يفاجأ حين طلب الفاتورة من النادل بأنه قد نسي محفظته وأمواله بالمنزل، الموقف كان محرجاً للغاية قبل أن يتصل بزوجته التي جاءت لتدفع الحساب وتنقذه من المشكلة، وهنا لمعت فكرة المدفوعات غير النقدية في عقل "فرانك".
بدأ "ماكنمرا" في التفكير للوصول لطريقة ما للدفع بشكل غير نقدي لتسوية المعاملات بين الدائن والمدين، ومن ثم عرض الفكرة على زميليه "ألفريد بلومينجديل" و"رالف شنايدر" اللذين رحبا بها وهنا تبدأ قصة كارت "Diners Club" الذي يُعد أول تطبيق تجاري واسع النطاق لفكرة الكروت البلاستيكية.
بعد عام واحد وصل عدد أعضاء كارت شركة "Diners Club" نحو 42 ألف عضو في 330 منشأة أميركية تعمل فى مجالات متنوعة من المطاعم لتأجير السيارات للبقالة للفندقة.
وبحلول 1953 أصبحت الشركة كبيرة ولها عمليات حول العالم في أوروبا وأمريكا الجنوبية، لكن "ماكنمرا" لم يملك الوقت الكافي لرؤية هذا النجاح فقد باع حصته لزميليه، وتوفي 1957 لكن وجوده لم يكن ليمنع من ظهور منافسين جدد وتكنولوجيا أسرع وأفكار أذكى.
رغم أن "Diners Club" كانت لها السبق، لكن "فيزا" لها الهيمنة للدرجة التى جعلت العديد من الناس حول العالم يخلطون بين اسم المنتج واسم الشركة، فالملايين في يومنا هذا يطلقون على أي كارت بنكي بلاستيكي اسم "فيزا" حتى لو لم يكن مرتبطاً بنظام "فيزا" من الأساس ففي نظرهم اسمه "فيزا" وهذا يعطي دلالة على مدى هيمنة وتأثير الشركة على حياة البشر هذه الأيام.
"فيزا" لا تطبع الكروت البلاستيكية بل هي مجرد نظام لتسوية المعاملات المالية إلكترونياً فقط، بما تملكه من قاعدة بيانات تساعدها على الربط بين جميع الحسابات البنكية للأفراد والمؤسسات مع البنوك، وتوحد بينها بما يضمن سرعة وسلاسة إجراء حركة نقل الأموال من الجانب المدين للجانب الدائن. المعلومة الخاطئة الثانية، "فيزا" ليست الشركة الأكبر في سوقها، بل "يونيون باي" الصينية، ولكن "فيزا" تتسم بالبُعد العالمي والعمليات العابرة للقارات بفضل انتشارها في أكثر من 200 دولة ومتاحة على كافة الأجهزة الإلكترونية.
وكان عام 2020 عاما لا مثيل له في كل مناطق العالم، التعامل مع الأوراق النقدية أصبح محفوفا بالمخاطر وهناك قلق من نقله للعدوى رغم عدم ثبوت ذلك، لذا ازدهرت تطبيقات التجارة الإلكترونية والدفع غير النقدي، والأمر لم يقتصر فقط على المستهلكين الأفراد والأسر، بل امتد ليشمل أيضا المؤسسات والأعمال التجارية وأصبح الناس مرتبطين أكثر من أي وقت مضي بالتحويلات المالية الرقمية والدفع الإلكتروني البعيد عن التعامل مع أي عنصر بشري.
لكن التهديدات تبدأ في الظهور حين لا تكون هناك حاجة إلى البنوك وهذا هو الخطر الحقيقي لشركات التكنولوجيا المالية، طبيعة عمل هذه الشركات (مثل "فيزا") ترتبط ارتباطاً مباشراً بالبنوك، لأن البنوك هي المخزن الذي يحتفظ بأموال الناس الملموسة أي العملات الورقية أو ما يناظرها من غطاء. ومصطلح العملة الرقمية للبنوك المركزية أو "CBDC"، وهو مشروع تجريه عشرات السلطات النقدية حول العالم لمواكبة تطور صناعة المدفوعات المالية ومواجهة التهديدات الأخرى من العملات المشفرة غير الرسمية، المشروع بدأ بالفعل بين مراحل التجريب أو البحث والتطوير أو الإطلاق التجريبي.
هناك رأى آخر لا يرى أي تهديد للبنوك بل يراه فرصة، ويستند هذا الراى على ان الـ " CBDC " ليست نظام مدفوعات جديدا، وإنما شكل جديد من النقود وان البنوك سوف تستمر في عملها المعتاد: تلقي الودائع، فتح الحسابات، إجراء التحويلات وخلافه ،كما ان البنوك التي تريد الحفاظ على بقائها يجب أن تغير منهجية وآلية عملها وبنيتها التحتية التكنولوجية ، كما الناس سيتوقفون تدريجياً عن استخدام الكروت البلاستيكية وسيبدأون في استخدام الجوال في سداد وتلقي كل معاملاتهم المالية، وعلى البنوك التفكير في ذلك وكيف سيتعاملون مع الوضع الجديد.
آخر الأخبار