هل كان أوفا ركس ملك إنكلترا مسلماً؟

محمد الفوزان

في حالة تصفحك لكُتُب التاريخ البريطاني سوف تجد اسم الملك أوفا ركس، وقد تمر على ذلك الاسم مرور الكرام؛ نظرًا لعدم توافر مادة معلوماتية تفصيلية عن حكمه، حيث تولى سدة الحكم في عام 757 ميلادية على منطقة إنكلترا الوسطى، وبعد ذلك سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي المُجاورة حتى استتبَّ له الأمر، ووحَّد جميع المقاطعات داخل بريطانيا تحت حكمه.
كل هذه الإنجازات العظيمة التي أنجزها لوطنه إلاّ أنّ تاريخه تم طمسه وإغفاله، لهذا لا تتوافر مراجع تاريخية دقيقة عن فترة حكمه، والتي امتدّت نحو 39 عامًا.
ومن بين المناطق التي فتحها ولش وساكسوانس ووست وكنت، ولزيادة توطيد العلاقة مع حكام المقاطعات قام بتزويج ابنتيه من حاكم نوثومبيا وسكس.
ويزداد الأمر غموضًا في عدم ذكر مناهج التاريخ في المراحل التعليمية البريطانية لذلك الرجل أو فترة الحكم الخاصَّة به، فهل هناك أسرار في ذلك لا يرغب بعض البعض في معرفة العامة لها؟
رغم الغموض التاريخي الذي أحاط بشخصية الملك أوفا ركس، فإن هناك بعض الدلالات القوية أنّه كان مسلمًا، حيث ظهرت إحدى العُملات المعدنية في بريطانيا، التي تعود إلى مرحلة الحكم الأنغلوساكسوني، ووجد بها جُملة" لا إله إلا الله وحده لا شريك"، والى جوارها"محمد رسول الله"، وكتب بعد ذلك الآية"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله"، وفي الجانب الآخر من العملة كتبت جملة"محمد رسول الله"، والى جوارها اسم أوفا.
وتلك العُملة معروضة في المتحف البريطاني، وعُثر عليها في عام 1922، وتُشير الدلائل إلى أن تلك العُملة صدرت في الفترة بين 757-796ميلادية، وتلك الفترة هي التي تولى فيها أوفا ركس حكم بريطانيا.
والسؤال المطروح هل كان الملك أوفا ركس مسلمًا، وإذا لم يكن كذلك فما السبب في إصدار تلك العُملة الرسمية، والتي زُيِّنت بالخط العربي بعبارات إسلامية صريحة؟
وقد يقول البعض إن العُملة تمَّ إصدارها بهدف التبادل التجاري مع العرب أو المسلمين، والرد هنا: لماذا نقش اسم الملك إلى جانب العبارات الدينية؟
ورغم كون الكتابة باللغة العربية كان شائعًا في القرون الوسطى على العُملات الأجنبية، لكن لم تكن عبارات التوحيد الإسلامية تشمل ذلك، مثلما فعله الملك أوفا.
هذه الأسئلة سالفة الذكر تعزز الاعتقاد بشكل قوي أنه كان مسلمًا، وقد أخفى إسلامه لتجنب الاصطدام بالكنيسة التي ستعمل على خلعه والتخلص منه إذا اكتشفت ذلك.

إمام وخطيب