الأربعاء 25 سبتمبر 2024
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

هل نعيش في عصر الجاهلية؟

Time
الثلاثاء 23 مايو 2023
View
23
السياسة
حمد سالم المري

نعيش في عصرنا الحالي تطورا سريعا في جميع المجالات المرتبطة بحياتنا، ويقوده ويتزعمه التطور التكنولوجي الذي سهل علينا كل ما كان يعتبر صعبا في الأزمنة السابقة، وقرب إلينا كل بعيد، فأصبحنا نعيش في قرية صغيرة، نتأثر بكل ما يحدث في أي دولة في العالم.
لكننا فعليا نعيش في عصر جاهلي، طغت فيه الماديات على الأخلاق والمعاني الإنسانية السامية، فأصبحنا نعيش في تناقضات تعطل بسببها العقل، فلا يستطيع التمييز بين الحق والباطل، والصح والغلط.
نعيش في زمن تعتدي فيه دولة على دولة، وتدمر مبانيها التحتية، وتقتل وتشرد شعبها، تحت شعارات الحرية والديمقراطية، والمحافظة على أمنها القومي.
زمن تفرض دول قيم اجتماعية شاذة على دول أخرى، مثل المثلية (فعل قوم لوط)، مخالفة بذلك الفطرة الإنسانية تحت شعار حرية الفرد.
نعيش في زمن ضاعت فيه الأخلاق الإنسانية، وحلت محلها الأطماع المالية.
زمن طمست فيه القيم الدينية الإسلامية، تحت حجة محاربة التخلف والرجعية الفكرية، وهم في الحقيقة يكرسون التخلف والجاهلية.
زمن أصبح هم الشباب فيه الشهرة وجمع المال، حتى ولو على حساب أخلاقهم وقيمهم الدينية.
نحن نعيش في عصر جاهلي بسبب ضياع القيم والأخلاق، وسيطرة الدول العظمى، وبعض المنظمات العالمية، الرسمية وغير الرسمية، على القرار العالمي، ففرضت قيمها التي تحقق أهدافها المالية، حتى ولو تحولت الشعوب الى حيوانات والدول الى غابات يأكل فيها القوي الضعيف.
إذا أردنا نزع الجهل عنا، يجب علينا أن نتمسك بقيمنا الإسلامية، وأن نعود إلى ما كان عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته من بعده والتابعون من بعدهم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
حينها سنتمتع بالتطور الذي نعيشه حاليا، ويصبح عصرنا فعلا عصر تطور ورقي، ونتزعم العالم، حالنا حال العصور الإسلامية السابقة، فقد تمسكت بقيمها ومبادئها الإسلامية في الوقت الذي استفادت من حضارات الدول الأخرى فطورتها حتى أصبحت عصورا ذهبية، لايزال العالم إلى اليوم يستفيد من علومها.

al_sahafi1@
آخر الأخبار