الاقتصادية
هل يحتاج العالم إلى نظام مالي جديد يعتمد على العملات الرقمية بديلاً للدولار؟
الأحد 11 أبريل 2021
5
السياسة
يُلقى باللوم على الأزمة المالية في عام 2008 في تشويه النظام المالي العالمي، وتغيير الطريقة التي يعمل بها، الأمر الذي يتسبب في اضطرابات أحيانًا ما تكون "غامضة" لأطراف السوق بمن في ذلك المنظمون.وعلى جانب آخر، يرى البعض أن النظام المالي مشوّه بالأساس منذ تحوله الأخير بعد انهيار نموذج "بريتون وودز"، وتحرير العملات الذي جعل من الدولار الأمريكي مركز النظام الجديد، ويتجلى هذا التشويه فيقول "جون كونالي" وزير الخزانة في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون": "الدولار هو عملتنا، لكنه مشكلتكم". ففي حين تمتلك أمريكا وصولًا لا محدود للعملة المركزية في هذا العالم، قد تعاني دول أخرى من اضطرابات لنقص الوصول إلى هذه "الورقة الاقتصادية الحاسمة"، خاصة في خضم الأزمات، ولا شك بالتأكيد أن كون أمريكا مركزًا للنظام العالمي يجعل أي اضطرابات تشهدها مصدر إزعاج للدول أجمع، وكانت الأزمة المالية والاضطرابات اللاحقة خير دليل. على أي حال، سواء كان النظام المالي القائم معيبًا منذ 13 عامًا أو 50 عامًا، فالحقيقة الثابتة والمهمة هي أنه معيب، يؤجج الاضطرابات الاقتصادية من وقت لآخر، والأسوأ أنه يغذي بمرور الوقت، عدم المساواة والفقر، ليبدو كأنه قام لخدمة 0.01% من البشر على حساب الأغلبية المطلقة.وتمسكت معظم الاقتصادات بعد ذلك بمعيار الذهب "شبه الصارم"، ومن ثم في نهاية الحرب العالمية الثانية، صُمم نظام دولي جديد (نظام بريتون وودز) مع ربط الدولار بالذهب، والعملات الرئيسية الأخرى. عندما انهار هذا النظام في بداية السبعينيات، انتقل العالم إلى نظام النقد الإلزامي، حيث لم يكن الدولار مدعومًا بسلعة، وبالتالي لم يكن النظام بدرجة الرسوخ والثبات التي كان عليه سابقًا، والآن يبدو أن النظام وصل إلى نهايته واستُنزفت فوائده كافة. ومع اعتلاء إدارة جديدة حكم أمريكا، وفي ظل حملة التطعيم ضد الوباء يبدو العالم في وضع مثالي للجلوس ووضع نظام نقدي دولي جديد ، مع زيادة الاتصال بين المؤسسات المالية، فضلاً عن ظهور شركات التكنولوجيا المالية ، يمكن أن تنتشر الصدمات المالية في منطقة ما بسرعة عبر القطاعات المالية والحدود الوطنية. يجب أن تشمل الحلول إلغاء واسع النطاق للديون، وخاصة الديون الحكومية التي تحتفظ بها البنوك المركزية، حيث تشير التقديرات إلى نحو 25 تريليون دولار من الدين الحكومي في المناطق الرئيسية للاقتصاد العالمي.ويظهر استبدال الدولار كحل طرحه الاقتصادي الأمريكي "روبرت تريفين" الذي تنبأ بانهيار نظام "بريتون وودز"، في ستينيات القرن الماضي، حيث اقترح إنشاء وحدات احتياطات جديدة لا تعتمد على الذهب أو العملات، لكن يزيد إجمالي السيولة العالمية، ما يسمح للولايات المتحدة بتخفيض العجز في ميزان المدفوعات دون التأثير على النمو العالمي ، لاسيما مع تعاظم تأثير العملات الرقمية، والتي يرى البعض أنها قد تكون بديلًا مناسبًا للدولار الأمريكي.وتشكل العملات الرقمية وغيرها من الابتكارات التقنية، الأساس لنظام مالي عالمي أكثر انفتاحًا وشمولية، ومن خلال التعليم والابتكار والتعاون مع المؤسسات المالية والهيئات التنظيمية القائمة، ستساهم في ظهور نظام مالي ديمقراطي جديد أسرع بكثير مما توقعه الكثيرون.