الأحد 06 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

هل ينشئ العلماء كائناً نصفه حيوان ونصفه إنسان؟!

Time
السبت 10 أغسطس 2019
View
5
السياسة
موسكو- سبوتنيك: تتنافس مجموعتان بحثيتان دوليتان على إنشاء مخلوق حيوي من خلايا الحيوانات المختلفة، اذ خلال السنوات الثلاث الماضية، أدخل العلماء خلايا بشرية في الفئران وحصلوا على جنين خنزير مع خلايا بشرية، أما التجربة التالية هي "كمير" (هي مخلوقة في الأساطير اليونانية لها رأس أسد وجسم شاة وذنب أفعى) والقرد والإنسان.
في يناير 2017، مع اختلاف في يوم واحد، نشرت المجلتان العلميتان الأكثر تفضيلا"نيتشر" و"سيل" مقالات نقلتها بعد ذلك غالبية وسائل الإعلام العالمية.
كتب المقالة الأولى علماء الأحياء من جامعتي "طوكيو"اليابانية و"ستانفورد" الأميركية، اما الثانية فقد أعدها علماء من معهد "سالك"الاميركي للبحوث البيولوجية، والجامعة "الكاثوليكية" في مرسية الإسبانية،. تحدث كلا المنشورين عن أجنة "كمير"، وهي كائنات تحتوي خلاياها على حمض نووي لعدد من الكائنات الحية، في الغالب اثنين، ولكن يكون في بعض الاحيان ثلاثة أو أربعة.
"كمير"، ينتج بشكل مصطنع، عندما يعمل الباحثون في لحظة محددة على تطور الجنين بحقنه بخلايا جذعية لحيوان غير ذي صلة به، للقيام بذلك، بمساعدة المحرر الوراثي لـ" CRISPR / Cas9"، يتم تدمير جزء من الخلايا الجنينية، التي يجب أن يتكون منها هذا العضو أو ذاك، بشكل انتقائي. بعدها يجري إدخال الخلايا الجذعية لكائنات مختلفة في الوسط الغذائي للجنين، والخلايا تتحول إلى العضو الذي تم تدميره.
تمكن اليابانيون من زراعة خلايا بشرية في الفئران لينمو البنكرياس، وعمل الأميركيون والإسبان، بعد التدريب على القوارض، على إنشاء أجنة خنزير قابلة للحياة مع عضلات بشرية.
وإذا تم تدمير "نصف رجل ونصف خنزير" في اليوم الثامن والعشرين من التطور لأسباب أخلاقية، غير ان العلماء سمحوا للفئران بالوصول إلى سن البلوغ، ثم قُتلت القوارض، وتم زرع بنكرياسها في فئران مصابة بمرض السكري، وقد ترسخت الأعضاء واستعادت الفئران صحتها.
وقال موظف في معهد الدراسات الفيزيائية الكيماوية الياباني، ورئيس مختبر علم الأحياء، أوليغ غوسيف الى وكالة "سبوتنيك" :"في كل هذه التجارب، نتحدث في المقام الأول عن إمكانات نمو الأعضاء البشرية في الحيوانات،وحتى اليوم، فإن هذا مجال في الطب الجديد، اي جعل الأعضاء البشرية الفردية تنمو خارج الجسم". اضاف:" يريد الزملاء التأكد من أن هذا الاتجاه له مستقبل، فالتجارب على الحيوانات والخلايا الجنينية البشرية، مرحلة متوسطة لتأكيد أو نفي إمكانية إنشاء عضو فعال في بيئة غريبة".
الصيف الحالي، وصلت المواجهة بين الفريقين الأميركي- الياباني والأميركي - الإسباني إلى مستوى جديد، ففي شهر يونيو الماضي، نشر، علماء الأحياء باشراف الأستاذ في معهد العلوم الطبية بجامعة "طوكيو" هيروميتسو ناكوتشي، نسخة أولية من مقالة علمية يصفون فيها التجارب باستخدام الخلايا البشرية.
نجح العلماء في إدخال الخلايا الجذعية الى الشمبانزي في أجنة القرد الرايزيسي التي عمرها خمسة أيام، لكنهم قرروا توحيد الخلايا البشرية والقردة فقط في طبق "بتري"، وتشكلت أنسجة القلب الوظيفية من هذا الخليط، لكن الباحثين لم يواصلوا تجربة الخلايا البشرية على جنين الشمبانزي لأسباب أخلاقية، غير ان بعد شهر، تلقى البروفيسور ناكوتشي إذنًا من الحكومة اليابانية لزرع جنين حيواني يحتوي على خلايا بشرية في رحم إحدى إناث القوارض.
ويخطط علماء الأحياء حاليا لإدخال خلايا بشرية في جنين الفأر، ثم زرعها في أنثى بالغة، والسماح لها بالتطور بعد الإخصاب لمدة 14.5 يوم، كما يسعى الباحثون أيضًا الى إجراء تجارب مماثلة على الفئران (ستقضي الأجنة 15.5 يوم في الرحم) والخنازير.
يعد العلماء أن إذا كان هناك أكثر من 30 في المئة من الخلايا البشرية في دماغ الجنين، فسيتم إيقاف التجربة. لذلك، يجب ألا نخاف من ظهور نصف إنسان أو نصف فأر أو نصف خنزير.
إلى ذلك، لا يبدي اختصاصيون من معهد "سالك" للبحوث البيولوجية والجامعة "الكاثوليكية" تحفظات كهذه، رغم أن، وفقا لما نشرته صحيفة"إلـ باييس" الإسبانية، جرى بالفعل تطوير أول جنين قرد مع خلايا بشرية، واضطر علماء الأحياء إلى إشراك زملاء لهم من الصين، البلد الذي يعتبر تشريعه مخففا في ما يتعلق بالتجارب على الخلايا البشرية والأجنة، في العمل. ونشرت الصحيفة ان هذه التجارب أدت الى إنشاء "كمير" إنسان وقرد في أحد المعامل العلمية في الصين.
وقالت الباحثة المنخرطة في التجربة إستريلا نونيز الى الصحافيين:" أن أجنة القردة مع الخلايا البشرية تتطور بشكل طبيعي، لكن بعد ذلك تم تدميرها لأسباب أخلاقية، من غير أن تحدد، في أي يوم حدث هذا".
اضافت:" الهدف النهائي هو إنشاء عضو بشري مناسب للزراعة، لكن الطريق إلى الهدف نفسه مثير لاهتمام العلماء".
ووفقا لأوليغ غوسيف:" ليست هناك صعوبات أخلاقية خاصة في مثل هذه الأعمال العلمية".
أضاف:" يوجد منذ فترة طويلة نماذج تجريبية كاملة في علم الأورام، عندما يتم زرع ورم بشري في الفئران لدراسة تأثير البيئة الدقيقة،وهذه النماذج تسمى" xenografts"، وفي رأيي، هذه أمور متقاربة جدا. سيحاول اليابانيون أن يجعلوا شيئاً قريباً إلى الأعضاء ينمو من خلايا أجنة البشر باستخدام الأم الحيوانية البديلة، أي أنهم سيأخذون خلايا تم تحديد برنامجها بالفعل (تكوين عضو داخلي)، ودراسة تطورها داخل الحيوان. بالطبع، لا أحد سيقوم بإنشاء"أجنة هجينة من البشر والفئران" أو "القرد والبشر"، بل نتحدث عن نمو الأعضاء، أو حتى تجريب آفاق هذه الفكرة".
وقال:" أما بالنسبة للتجارب الروسية في هذا المجال، فإن عددًا من الزملاء يعملون مع" xenografts "، بما في ذلك مختبر علم الأحياء، لكن لأغراض أبحاث السرطان،ويبدو أنه لا يوجد مثل هذه المشاريع في خطط البيولوجيا الأساسية".
آخر الأخبار