هلع اللبنانيين يشتد وسط تهافت غير مسبوق على الأغذية والمحروقات

بيروت ـ "السياسة":

مع اشتداد وتيرة الحرب الروسية على أوكرانيا، يشتد هلع اللبنانيين أكثر فأكثر، وسط حالة تهافت غير مسبوقة على السوبر ماركت لشراء المواد الغذائية الأساسية، وتحديدا الطحين والزيت والسكر، وهي مواد يتم استيراد القسم الأكبر منها من أوكرانيا، في وقت عمد بعض السوبر ماركات إلى اعتماد التقنين في السماح للناس بشراء الزيوت.
وفيما عادت طوابير السيارات إلى محطات الوقود، علم أنه "سيصدر جدول جديد لأسعار المحروقات، اليوم، وستشهد الأسعار ارتفاعًا ملحوظاً وذلك على إثر ارتفاع أسعار النفط عالمياً".
إلى ذلك، أشار وزير الزراعة عباس الحاج حسن، الى أن "الوزارة ستعمل على منع تصدير المواد الزراعية وغيرها في محاولة لمنع تفاقم الازمة مع استمرار الحرب في اوكرانيا".
وشدد على أن "التفاوض مع صندوق النقد الدولي يسير بشكل سريع، أملاً في أن "يتم الاتفاق قبل الانتخابات النيابية المقبلة لنبرهن للجهات المانحة مدى جدية لبنان".
من جهته، أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خلال عظته، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، أن "مشكلتنا أن البشر يتأثرون برأي الزعماء وأولياء النعمة وينجرون إلى الأحقاد والصراعات والأنانيات، وينسون أنهم بذلك يستعبدون أنفسهم للمخلوق عوض الخالق. في كل بلدان العالم ثمة أحزاب، إلا أن فئات الشعب لا تتصارع بسبب الانتماء الحزبي ولا تتقاتل وتهدد بعضها بعضاً، بل نجد أعضاء الأحزاب والمرشحين إلى الانتخابات يتناظرون بالعقل والمنطق، ويتنافسون على خدمة الشعب، والشعب يختار ما يناسبه، مستخدماً المنطق والإرادة الحرة والتغييرية في صناديق الاقتراع". وأكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "القوات ومنذ بداياتها حملت دائما مشاريع انقاذية تتناسب مع الحقبة التي نعيش فيها والمشاكل التي نعاني منها، ولهذا السبب قاموا بحلّ حزب "القوات اللبنانية" عام 1994 عندما كان لديها مشروع انقاذي واضح المعالم لمرحلة الوصاية، فأدخلونا السجن والنظارات. واليوم ايضا نحمل مشروعا انقاذيا كبيرا بعد الحال التي وصل اليها البلد وكي نحققه نحن بحاجة الى اكبر عدد من النواب". إلى ذلك، أطلقت "قوى التغيير" في بعلبك الهرمل، إئتلافها من مدينة بعلبك، خلال لقاء حاشد عقدته في قاعة تموز، برأس العين.
على صعيد آخر، برز التصعيد الأخير لحزب الله في ملف ترسيم الحدود البحرية، كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، والذي قال إن "الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان جاء إلى بيروت في الأيام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين"، مضيفاً، "نحن نقول له سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا إلى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا وليعلم العدو ومن يتواصل معه وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب في جوارنا ما لم نتمكن من ذلك". والسؤال الذي يطرح، هل أن كلام الحزب موجه إلى الداخل ولراعي عملية التفاوض رئيس الجمهورية ميشال عون، أم إلى الأطراف الثلاثة لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة الاميركية؟.
وتتوقف مصادر سياسية، عند "الخلاف بين رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، وبين الحزب على موضوع الترسيم، على ما عبر عنه رعد بعدما كان الأمين العام حسن نصرالله اعلن ان المسألة هي من اختصاص الحكومة والمسؤولين، سيما وانه كان على اطلاع على مضمون المحادثات التي اجراها الوسيط الاميركي مع المسؤولين اللبنانيين ولم يبد اعتراضا على توجه الدولة للسير قدما في المفاوضات الجارية، بل كان مشجعا على استمرار التفاوض حتى النهاية".
وإذ يشير مصدر في الحزب لـ "المركزية"، إلى أن "كلام النائب رعد لم يكن بالطبع موجها ضد رئيس الجمهورية الذي يحظى بالدعم المطلوب، كما جاء على لسان الأمين العام السيد حسن نصرالله الذي قال إنه يترك أمر المفاوضات وملف الترسيم بكامله للدولة اللبنانية"، فإنه يعتبر أن "موقف الحزب واضح هنا من الألاعيب الاسرائيلية والاميركية الرامية إلى الاستيلاء على الحقوق اللبنانية في ارضه وثروته".