هنا ناس وهناك ناس!

طلال السعيد

في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية أسرة آل عجلان "الهذلي" وهي أسرة معروفة من الأسر النجدية التي تنحدر من قبيلة لها تاريخ مشرف، هذه الأسرة قامت مشكورة ببناء 80 فيلا ثم وزعتها على أقارب الأسرة من "هذيل" المحتاجين وهذا عمل عظيم يشكرون عليه، فقد أسعدوا ابناء عمومتهم، وأسعدوا معهم كل محب للخير.
أسرة خيّرة بادرت مشكورة ببناء الفلل وأغنوا ابناء عمومتهم المحتاجين بتبرعهم السخي فثمانون فيلا ليست بالامر السهل، وبخاصة حين نحسب قيمة الارض، ولعلها تكون فاتحة خير تتبعها بقية الأسر الغنية فتحذو حذوها، فهل يتذكر احد في تاريخ الكويت أسرة ميسرة تبرعت للمحتاجين من أبناء عمومتها بثماني فيلات وليس ثمانين فيلا ولو بصفة إيجار رمزي وليس هبة مع العلم أن أغنياءنا أغنى بكثير من أغنياء السعودية، ولكنه البخل الذي قيل عنه إنه عدو المرجلة.
في الإمارات رجل الاعمال المعروف ماجد الفطيم ـ جزاه الله خير الجزاء ـ أعلن عن توفير 3000 وظيفة للمواطنين الإماراتيين إيمانا منه بأنه شريك في وطنه مسؤول عن مواطنيه، فهل يتذكر أحد منا رجل أعمال كويتيا وفر 300 وليس 3000 فرصة عمل للكويتيين سواء للمتقاعدين او الشباب؟ وهل يتذكر أحد منكم شركة كويتية كبرى واجهتها كويتيون او حتى سكرتاريتها التنفيذية كويتيون، بل نحن نترجاهم لتعيين الكويتيين حراس أمن في مجمعاتهم، وهم يفضلون الوافد، باستثناء شركات الفاضل قتيبة الغانم الذي يحرص على العنصر الكويتي في شركاته ويعتبر من شواذ القاعدة.
هنا ناس وهناك ناس، والفرق كبير بين من يعمل من أجل بناء الوطن، ومن ينتهز الفرص لزيادة رصيده على حساب الوطن وأهل الوطن... زين.

[email protected]