

"هوشات"!
زين وشين
الـ"هوشات" لغير الناطقين بالكويتية جمع "هوشة" و"الهوشة" هي العراك بين الناس من دون استخدام السلاح الأبيض، او السلاح الناري، اذ عندها يتحول الامر من "هوشة" إلى معركة!
المهم ان الـ"هوشات" اصبحت سمة مجتمعنا، الذي كان في يوم من الايام متسامحا متراحما، فهناك "هوشات" في لاسواق والمجمعات التجارية، بسبب "خزني واخزك"، و"هوشات" في الشارع بسبب التعاطي، و"هوشات" في الملاعب الرياضية، ولن نبحث في تفاصيلها.
و"هوشة" اخرى في معرض العطور، لا نعرف ايضا تفاصيلها، بل هذا ما نشر، وتداوله الناس، وما لم ينشر اكثر بكثير.
حتى في البيوت بين الاخوة وبين والأم والأبناء والزوج والزوجة وفي الدوانيات التي يفترض انها تجمع الأصدقاء تندلع الـ"هوشات"! وهذا معناه ان بعضنا لم يعد يتحمل البعض، وان المجتمع كله في حالة شد اعصاب، ما تلبث ان تنفلت، وتتحول مواجهة!
والملام في هذا كله الحكومة، مع الأسف، فالخدمات مشلولة، والطرق مكسرة، والرواتب لا تكاد تفي بالغرض، ووسائل الترفيه معدومة، ومواطنين أرهقتهم القروض، وفوضى مرورية عارمة، وزحام غير مبرر في الشوارع، وصراخ وعويل، وتجمعات وخطب ليس لها ما يبررها في "ساحة الارادة"، و"جاك الذيب جاك ولده". وتسلط وافدين، وفرص عمل معدومة للكويتي في بلده، وهذا قليل من كثير، لكنها بعض المنغصات التي تجعل الناس في حال شد اعصاب وتجعلهم "يتهاوشون" حتى على موقف السيارة في مكان عام!
ذهبت روح التسامح مع زمن الطيبين، ولم يعد الشرطي صديق الجميع، مع دخول ابناء الكويتيات على الخط، وزاد التعقيد والروتين مع وجود سعادة المستشار الوافد، واختفى دور المسجد والمدرسة والبيت، وتغير وجه البلد بعد ان ولي الامر لغير اهله، وأبعد اهل الحل والعقد، واستبدلوا باسماء جديدة لا نعرفها.
فهل تعي الحكومة التي يفترض انها رشيدة كل ذلك؟
لقد ضاعت المراجل، وضاع العلم الغانم، ليحل محلها العنف والقضايا، والـ"هوشات"، والشتم والتخوين، والطعن حتى بالإعراض، وكثر الهرج والمرج، واصبح الخطب جللا، ويحتاج إلى علاج شامل، فهل من مجيب…زين؟
طلال السعيد