الجمعة 20 سبتمبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هيئة الاتصالات ودورها الوطني
play icon
كل الآراء

هيئة الاتصالات ودورها الوطني

Time
الأربعاء 18 أكتوبر 2023
View
42
نافع حوري الظفيري

اتجاه الصميم

تؤدي التكنولوجيا الحديثة دوراً كبيراً في الكثير الحياة حاليا، وبجميع أشكالها، بما يسهل حياة البشر، ومعيشتهم وعملهم وتطورهم.
وهي سلاح ذو حدين، إذا استخدم بالطريقة الصحيحة، كما ان انها مصدر فائدة للجميع، اما عندما تستخدم بالطريقة السيئة فهي أداة هدم لكل شيء جميل فعله الإنسان طوال عمره. فالحياة ونمطها تغيرا كثيراً جداً، وأصبح العالم مجرد قرية صغيرة في كف الإنسان.
هنا يجب أن نتوقف قليلاً لما نراه من الاستخدام الخاطئ، والمدمر لتلك التكنولوجيا التي صنعت بأيدي البشر، واستغلها البعض بطريقة مخالفة للقيم والأخلاق، وبث الفرقة في المجتمع والأسرة الواحدة، حتى أنها وصلت الى أسباب الفرقة والخلافات، وشحنها بين الدول، والمجتمعات الأخرى.
فنحن عندما نتكلم عن وضعنا في دولة الكويت، نستطيع القول: أن ما نراه من تلك المهاترات والإشاعات، والسب والقذف، والتعدي على حرية وخصوصية الآخرين، فهو امر مؤسف ومؤثر بين أفراد المجتمع الواحد، الذي جبل على التعاضد والتآزر في المسرات والمضرات.
وأصبحت حريات الآخرين التي كفلها الدستور، وهي حريات محصنة بموجب قوانين ودستور الدولة، لكنها تنتهك من أفراد يتخفون بحسابات وهمية، لا تعرف أصلها وفصلها.
ولا تعرف هل هو معك أو عليك؟ ولا تعرف جنسه أو جنسيته، ولا تعرف من أين يبث تلك السموم الهدامة لتفرقة أبناء الوطن الواحد.
فهؤلاء انتشروا كالنار في الهشيم من دون حسيب أو رقيب، وأصبح فلكهم في مدار لا يستطيع أن يسيطر عليهم، وأصبحت حريات الناس مهددة منهم بأكاذيب وإشاعات، ليست من طبائع أهل المجتمع الواحد، وسمومهم وصلت الى كل مخلص لهذه الأرض الطيبة.
يجب علينا أن نقف، ونتساءل، ونحن في دولة مؤسسات وقوانين، ومع نملكه من إمكانات هائلة، حين نريد أن نعمل، ولدينا الإمكانات البشرية المخلصة لوطنها ودينها وأميرها، عن كل هذه الافعال الغريبة على مجتمعنا؟
كما اننا نتساءل: أين دور هيئة الاتصالات، وهي مؤسسة حكومية لها كيانها وقدرتها الواسعة في التصدي لتلك الحسابات الوهمية، التي أصبحت كالسرطان ينخر في جسد هذا المجتمع؟
فنجدها تحجب المواقع المخلة، وتحجب الألعاب المدمرة التي تقع في الكازينوهات، وتحجب ما تراه من أمور مختلفة، فقط، بينما بعض الدول المتحضرة تمنع وتحجب الحسابات الوهمية، ما لم يتم التعرف على صاحب الحساب، ففلماذا، طالما توجد لدينا هيئة متخصصة بالاتصالات، لا تمنع تلك الحسابات الوهمية غير المعروف أصحابها، ومن يقف وراءهم؟
ألا توجد لدينا الإمكانية لذلك؟ نعم لدينا الإمكانية، والقدرة على ذلك، فحرية الفرد أصبحت مهددة، فيما تقف حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين.
فالوضع لا يحتمل، والتدخل يجب أن يكون قانونياً ومدروساً، ونحن على ثقة بتلك الهيئة، عندما تكون الهمة موجودة على وقف هذا الخطر الداهم.
اللهم احفظ الكويت.
محام وكاتب كويتي

نافع حوري الظفيري

[email protected]

آخر الأخبار