"هيضة" الذباب اللصوصي السياسي

د. حمود الحطاب

معذرة، ثم معذرة، من بعض كلمات العنوان، فنحن وصالح العجيري، رحمه الله، نستخدم كلمة "هيضة" الذبان بالنون آخر الكلمة عندما يتغير المناخ من البارد الى المعتدل، فهنا يثور الذبان ويهيض وينتشر، وبشكل مؤذ ومزعج ومقرف.
كما المناخ الجوي يهيئ للذبان الأجواء المناسبة للهيجان، فإن تغير الظروف السياسية في البلد، كمثل، اعادة الانتخابات لمجلس الامة يهيض الذبان السياسي اللصوصي للنشاط الحرمني اللصوصي المجرم، والمقرف ايضا.
أقول ما تقرأون ونحن الآن على ابواب انتخابات جديدة لمجلس الامة الكويتي، وقد استعد الشعب للانتخابات وترشيح اعضاء لمجلس الامة يتوخون فيهم قبل كل شيء الرجولة الوطنية والقيم الاخلاقية الاسلامية، والصدق، والعدل، والصراحة والشجاعة، والامانة، والاقتدار. ويتوخون فيهم تعدد القدرات السياسية والاقتصادية والعلمية والتربوية والثقافة العامة، لكن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن، ولا السَّفِنُ، واقصد بالسفن بكسر حرف الفاء ربان السفينة ونوخذاها.
وأقسم بالله العظيم غير حانث في قسمي؛ ولست من المكثرين في الحلف؛ اقسم بالله العلي العظيم، أن هناك حرامية انتهازيين يرشحون أنفسهم للفوز بمقعد في المجلس يهدفون من ورائه الحصول عليه التكسب المادي؛ الفلوس عن طريق المناقصات وعن طريق بيع الذمة وعن طريق المتاجرة بالقضايا، الوطنية والشعبية والدستورية، وهم مستعدون للحلف على كتاب الله كذبا وزورا وبهتانا واثما مبينا.
وتعرفونهم في لحن القول وتعرفونهم من سيرتهم؛ وبعضهم قد اشتغل من الآن بشراء الذمم والاصوات، وقرأتم جميعا أن أحدهم قد وزع علب لبان من ماركة معينة، وفي داخل العلبة مبلغا من المال، ويتم الحلف عند بائع ذمته على المصحف ان يعطيه صوته.
فلعنة الله على السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده هكذا ورد.
ولعنة الله على من حلف كذبا انه يصون الوطن، ويحمي حماه ويدافع عن حقوق الشعب، وقليلون اولئك المتعففون. وشوف وجه العنز واحلب تبن.

كاتب كويتي
[email protected]