هيفاء المنصور: أطمح إلى صناعة سينما عالمية تقودها سعوديات

تطمح المخرجة السعودية الشهيرة هيفاء المنصور، إلى صناعة سينما بمعايير عالمية تثبت من خلالها جدارة السعوديات وقدرتهن على التعبير عن أنفسهن بثقة ورقي، مؤكدة أن السينما العربية قادرة على إنتاج أعمال تنافس على "الأوسكار". ونصحت المخرجات العربيات ألّا يتوقفن عن الحلم، وعليهن بالعمل الدؤوب والصبر وتدريب الذات وتسليحها بالقدرات، موضحة أن بطلات أفلامها يبحثن عن السعادة والرضا النفسي.
وأشارت المنصور، وفق صحيفة "الرؤية"، إلى أن السينما السعودية قادمة بقوة. اعتبرت هيفاء، إن الوضع السينمائي في المملكة تَغير بشكل كبير بعد افتتاح دور عرض سينمائي، مما يشجع على إنتاج أفلام محلية، إلى جانب جهود وزارة الثقافة للتدريب السينمائي في مختلف المجالات، لذلك من المؤكد أن السينما السعودية قادمة بقوة. عن الفرق وقت تصوير فيلم "وجدة" العام 2013 وحاليا، قالت: اختلف كثيرا،ً فالإنتاج وتصوير الأفلام أصبحا أكثر سلاسة والمجتمع أكثر تقبلاً لفكرة تواجد ميداني لطاقم عمل سينمائي حتى إن كان المخرج امرأة، وبتواجد نساء في موقع التصوير، والمجتمع السعودي أصبح مُتقبلاً لفكرة تواجد مخرجات نساء وبصفة عامة تواجد المرأة في كافة المجالات. وتابعت: الأفلام والسينما والموسيقى والمسرح تلعب دورها بشكل مباشر في مناقشة القضايا النسوية، وتغير الأفكار ومواجهة التطرف وحث المجتمع على قبول قيم التسامح والحب واحترام المرأة والآخر، لكن هذا التغير لا بد أن يأخذ وقته حتى نرى تأثيره على المجتمع.
وأشارت المنصور، إلى أن هناك الكثير من القصص الإنسانية الجميلة في السعودية والوطن العربي، بحاجة إلى المناقشة في السينما، منها ما يخص المرأة وكذلك موقف الشباب من التقاليد والحداثة في عالم أصبح متقارباً جداً بسبب الإنترنت والمنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
عن جنوح البعض إلى التمرد والجرأة لتحقيق جماهيرية، قالت: أعتقد أن المرأة لا بد أن تُعبر عن رأيها كمخرجة، ولكن أيضاً يجب احترام الآخرين، أحاول دائماً أن أعبر عن رأيي بصدق لكني أبتعد عن الجرأة فقط لأجل الجرأة، أرى أن التغيير يأتي من خلال مد جسر حوار مع الآخرين والعمل الدؤوب على تطوير أنفسنا وليس من خلال التصادم مع الآخرين.
وأوضحت: جميع بطلات أفلامي نساء يبحثن عن السعادة والرضا النفسي من خلال تحقيق الذات، وفي كثير من الأحيان تكون المرأة مُحاطة بقيود التقاليد، ومن الصعب عليها أالخروج من هذه الصورة لكي ترسم صورتها الخاصة بها.
وتطرقت المنصور إلى فيلمها الأخير "المرشحة المثالية"، قائلة: "بلا شك هو من أهم الأفلام التي صدرت هذا العام، ويُسعدني جداً أن يتعرف الجمهور العربي على الفيلم من خلال منصة OSN. ورغم أن جميع أفلامي مهمة بالنسبة لي، ولكن "المرشحة المثالية" الأقرب إلى قلبي، فهو يُمثل عودتي للعمل في وطني وبين أهلي. عن رؤيتها للدراما العربية، قالت: الدراما التلفزيونية أثبتت قدرتها وتواجدها، والساحة العربية بلا شك قادرة على إنتاج أعمال عالمية تنافس على الأوسكار. وهناك الكثير من الممثلات المتفوقات، ميلا الزهراني وضي بطلتا فيلم "المرشحة المثالية" من أكثر الفنانات موهبة وقدرة على تجسيد شخصيات مركبة، وعلى مستوى الوطن العربي، هند صبري، يسرا، منى زكي، ومنة شلبي.
كما تستهويني أعمال المخرجات هناء العمير، شهد أمين، نادين لبكي، مفيدة التلاتلي، مي المصري، أن ماري جاسر، هالة خليل وكاملة أبوذكري.
ونصحت المنصور المخرجات العربيات، ألا يتوقفن عن الحلم، فكل قصص النجاح بدأت بحلم، وأن يكن كل ما يرغبن فيه، وعليهن بالعمل الدؤوب والصبر وتدريب الذات على مختلف القدرات فهو الطريق الأمثل للنجاح.
ورأت المنصور، ان عرض الأعمال السينمائية إلكترونياً مهم جداً من حيث قدرتها على جذب شريحة كبيرة من الجمهور، خصوصاً الشباب الذي يُشاهد معظم ما يهمه من خلال هذه المنصات، وعلينا تقبلها كواقع بعد أن أثبتت تواجدها على الساحة من تقديم أعمال قيمة والآن العالم بأكمله يبتعد عن التجمعات الكبيرة بسبب "كوفيد-19".