السبت 24 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

هيفاء المنصور"المرشحة المثالية" تعمل مع "نتفليكس"

Time
الخميس 15 أغسطس 2019
View
5
السياسة
تتحضر المخرجة السعودية هيفاء المنصور للمنافسة للمرة الأولى، على جائزة "الأسد الذهبي" في مهرجان البندقية السينمائي بدورته الـ76 نهاية الشهر الجاري، بفيلم "المرشّحة المثالية" الذي اختير ضمن أفلام المسابقة الرسمية، لتصبح معه المنصور السعودية الأولى التي تُرشَّح لهذه الجائزة المرموقة.
وتعد المنصور كذلك أول مخرجة سعودية تتولى صناعة الأفلام، إذ تعود بداياتها إلى مطلع الألفية الثالثة، أنجزت أفلاماً وثائقية وقصيرة عدة قبل أن تحقق الشهرة مع فيلم "وجدة"، ما شرّع لها أبواب الغرب لتنجز بعده فيلمها الروائي الطويل الثاني "ماري شيلي" (2017).
هيفاء ابنة الشاعر عبدالرحمن المنصور، درست الأدب الإنكليزي في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وقررت احتراف السينما الممنوعة في المملكة، رغم أنها بدأت كصناعة أفلام متفرقة قبل سنوات في ظل عدم وجود صالات سينمائية. في العام 2006، أنجزت هيفاء أربعة أفلام، منها "نساء بلا ظل"، إذ استغلت الكاميرا لتصوير الناس في بلد لا يوجد فيه أي تقليد سينمائي، مع تبدّل الواقع وانطلاق مسار الانفتاح، بدأت رحلة السينمائيين السعوديين مطلع الألفية الثالثة، وها هو الحضور السعودي يبلغ مسابقة أعرق المهرجانات السينمائية. سبق أن شاركت هيفاء في "البندقية" سنة 2012 بفيلم "وجدة "، ضمن مسابقة "آفاق" لتأتي عودتها إلى المهرجان نفسه بفيلمها الجديد من بوابة المسابقة الرسمية منافسة على الجائزة الرئيسية "الأسد الذهبي" للمرة الأولى بفيلم "المرشحة المثالية، عن طبيبة سعودية تقرر أن تترشح للانتخابات البلدية في المملكة. وحظي الفيلم بدعم وزارة الثقافة السعودية، وهو بطولة ميلا الزهراني ونورة العوض، وشارك في كتابته براد نيمن مع هيفاء المنصور، وصور بالكامل في المملكة، وفق "اندبندنت عربية".
"مَن؟" فيلم المنصور القصير الأول، طرح قصة السفّاح الذي أُشيع بأنه "امرأة" قبل أن يتبين أنه رجل متنكّر في زي امرأة محجّبة. هذه القصة تعكس غياب هوية المرأة واستغلالها حتى في موضوع القتل. فيلمها الروائي القصير الثاني، "الرحيل المر"، تحدّث عن التغريب بمفهومه الأوسع، وتمحور على شاب سعودي بسيط يجيد الغناء والشعر، فيهاجر بحجّة الدراسة ولا يعود. أما "نساء بلا ظل" فيطرح قضيّة المرأة في المجتمع السعودي، علاقتها بالرجل، الإشكاليات الثقافية والفكرية، موقف الدين من قضيتها.
أما "وجدة"، فيلمها الروائي الطويل الأول، الذي أنجزته المنصور العام 2012، كرّسها في المحافل الدولية. صحيح أن الفيلم يمتاز ببعض الجوانب الفنية، إلا أنه لا يمكن فصل انتشاره والثناء عليه في الغرب عن حقيقة أنه يحمل توقيع سعودية تطرح قضيّة المرأة في بلد إسلامي، وهذه وحدها قضيّة تشد انتباه الغرب. "وجدة" وعد محمّد فتاة حالمة، من عائلة متواضعة، طموحها ركوب دراجة هوائية، رغم أنها محظورة على البنات في السعودية. ومع هذا، تحاول جمع المال لشرائها، ولكن، مخططها ينكشف في النهاية... "وجدة" فيلم نسوي، تتطرق فيه المنصور إلى المرأة، لأن البطلة هذه يوجد مثلها كثيرات في الرياض ومدن أخرى، وهن يشكلن مستقبل البلاد.
غامرت المنصور لإنجاز أول فيلم ناطق بالإنكليزية في مسيرتها "ماري شيلي" فقفزت إلى "العالمية". يستعيد العمل فصولاً من سيرة الكاتبة الإنكليزية ماري شيلي (1797-1851)، لقراءة مرحلة من تاريخ بريطانيا عندما كان لا يزال سيف الأبوية مصلتاً على النساء. عاشت شيلي في البيئة الذكورية، قبل أن تبتكر شخصية فرانكنشتاين، وتتحول شيئاً فشيئاً رمزاً للنضال النسوي. خيار منصور لهذا الموضوع لم يأتِ من فراغ، فهي وجدت فيه صدى لواقع عاشته وتعرفه عن كثب. وشروط عمل هيفاء كمخرجة سعودية تقتحم السينما الغربية لم تكن سهلة ولم تخلُ من تحديّات. تقول إن إدارة طاقم عمل كامل، صعبة، خصوصاً أنها امرأة تصدر التعليمات لمجموعة ذات غالبية من الرجال. التمييز موجود حتى في الغرب. "يقاومون المرأة، ولكنني اعتدتُ ألا أهتم… لا أسمح لأحد بتشويش أفكاري". لذلك، يمكن القول إن تجربتها في الغرب كانت شبيهة بظروف إنجازها "وجدة"، لكنّ هناك فرقاً رئيسياً هو أنه في الغرب لا أحد يستطيع إيقاف التصوير، ولا يستطيع المجتمع رفض أفكارها ومعارضتها، ما جعلها تعمل براحة أكبر، بعد أن تخلّصت من الخوف في داخلها. ولدى هيفاء حاليا مشاريع كثيرة منها فيلم لحساب شبكة "نتفليكس" بعنوان "نابولي إلى الأبد"، وهو كوميديا عن سيدة أفرو أميركية تعيش في حيّ تقليدي. وفيلم تحريك عن ناقة سعودية تسافر من الرياض إلى أبو ظبي كي تشارك في مسابقة ملكة جمال الإبل. في انتظار أن يتحوّل هذا كله واقعاً ملموساً.



لقطة من فيلم "ماري شيلي"
آخر الأخبار