واستفرست الحصاني!

طلال السعيد

في بلدنا، وأمام أعيننا، استفرست علينا الحصاني، جمع حصني، والحصني هو الثعلب الذي امتاز بالمكر فقط، أما غير ذلك فهو أجبن الحيوانات!
وحين يصبح الحصني فارسا فتلك طامة كبرى، وحين يحضر الى بلدنا بزيارة، ثم يرفع قضايا ليتمكن من البقاء في بلدنا اطول مدة، وان نجحت، والا ما يهم تلك طامة اخرى!
الحصني يقود من غير رخصة، ويرتكب المخالفات، ويتسبب بالحوادث، ولا يساءل! الحصني بسيارته الخاصة يحمل الركاب، وينافس سيارات الاجرة، ولا يهتم لاحد!
الحصني يعمل عند غير كفيله، ويخالف قانون الاقامة، ولا يهتم لاحد، والحصني، ايضا يساهم في نشر الرذيلة من خلال بيعه للمخدرات، وتوزيعها مع الحصانية الصغار، والذين أسموهم موزعين، حتى دمروا شبابنا، وجعلوا من المتعاطين أدوات طيعة بأيديهم، يستعملونهم في تدمير المجتمع بأكمله!
كان في السابق في سوق "الصفافير" عمال مهرة غير مجموعة الحصاني، يصنعون مصيدة للحصاني تشتريها الناس، وتصطاد بها الحصاني، خصوصا ذلك النوع الذي يعبث ويخرب، ويخالف القانون، لكن توقفت صناعة تلك الأقفاص بعد تقاعد أصحاب المهنة الذين تهمهم مصالح البلاد والعباد.
تقاعد منهم من تقاعد، ومات من مات، واعتمدنا على أبناء الكويتيات فاستفرست علينا الحصاني، حين وجدت الجو مناسبا جدا، بعد أن اختفت العين الحمراء، وضعفت القبضة الامنية، فأصبح الدور دور الحصني، ورفاقه ليعيثوا في المكان كله فسادا، فتجدهم في كل مكان، ولم يعد الحصني منهم يخاف او يستحي، حتى ماكينة الطوابع المالية في ادارة التصديقات في وزارة الخارجية لم تسلم منهم، حاوطوها ليمنعوا الوصول اليها، فيبيعون طابع الخمسة بعشرة، وعلى عينك يا تاجر.
في السابق كان صيادو الحصاني يقطعون ذيل الحصني، ويعلقونه على المرآة العاكسة امام السائق، والمؤسف، اننا لم نعد نرى ذيل الحصني معلقا، فأصبحت الحصاني في بلدنا أُسُودا، فهل لهذا الليل ان ينجلي قبل أن تستفرس الفصائل الباقية...زين؟

[email protected]