واشنطن: برنامج إيران النووي يتقدّم وأسابيع تفصلها عن القنبلة

واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" وليام بيرنز من أن برنامج إيران النووي يتقدّم "بوتيرة مقلقة"، قائلا إن طهران "تقدمت جدا لدرجة أن الأمر لن يستغرق سوى أسابيع قبل أن تتمكّن من تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة"، واصفا التقدم بأنه "مقلق جدا".
وأوضح أن إيران ما زالت بعيدة جدا من حيث القدرة على تطوير سلاح، لكنه قال إن التطور في مستويات التخصيب ومنظومات الصواريخ القادرة على حمل سلاح نووي "يتقدّم بوتيرة مقلقة"، محذرا من أدلة على أن روسيا عرضت مساعدة إيران في برنامجها الصاروخي، قائلا إن التحالف بين روسيا وإيران يتطور على نحو سريع في اتجاه خطير للغاية، ونعلم أن الإيرانيين زودوا الروس بمئات الطائرات المسيرة المسلحة لضرب المدنيين والبنية التحتية في أوكرانيا، وقدموا ذخيرة للمدفعية والدبابات.
من جانبها، أعلنت الحكومة الكندية فرض عقوبات على 12 من كبار المسؤولين في "الحرس الثوري" الإيراني وقوات إنفاذ القانون، لارتكابهم انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان، وبحسب بيان على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الكندية، سيتم منع الأفراد الجدد من دخول كندا كما سيتم تجميد حساباتهم المصرفية هناك، وبالإضافة إلى ذلك، تمت معاقبة مصانع مسيرات "شاهد" و"القدس" التي تنتج مسيرات "شاهد ومهاجر".
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دينيس كوميتات، إدانة بلاده الدور المزعزع الذي تلعبه إيران في المنطقة، في دول مثل سورية وإلى حدٍّ ما العراق، معربا عن قلق ألمانيا إزاء التحركات المتزايدة بعيدة المدى للسياسة النووية التي تنتهجها إيران، مشددا على ضرورة العمل لتجنب تصعيد نووي.
وقال إن دول الخليج العربي تنظر إلى طهران بتشكك كبير، وهو ما ناقشته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائهما في إطار مؤتمر ميونخ للأمن، مؤكدا أن النظام في طهران يتعرض لضغوط كبيرة من شعبه للانفتاح، لكنه لا يرد على ذلك بالحوار، بل بالقمع الوحشي والتعسف والعنف.
في غضون ذلك، وبينما تشهد مدن عدة احتجاجات عمالية ونقابية، أعلن المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمعلمين دعمه لدعوة المتقاعدين إقامة تجمعات احتجاجية اليوم، بينما احتشد عدد من متقاعدي مصنع "ذوب آهن" في أصفهان، وفي الأهواز، نظم عدد من متقاعدي الضمان الاجتماعي مسيرة احتجاجية، مرددين هتافات مثل "اترك سورية، فكر في وضعنا"، وفي طهران تجمع الخبازون أمام مبنى النقابة احتجاجا على مشاكلهم المعيشية، ونزل عمال في منطقة ياسوج إلى الساحة أمام البلدية ومجلس المدينة، مطالبين برواتبهم المتأخرة منذ أشهر عدة.
على صعيد آخر، كشف نائب وزير الصحة الإيراني يونس بناهي أن حالات التسمم المسجلة خلال الأسابيع الأخيرة في مدارس الفتيات، ناجمة عن تسمم متعمد باستخدام مركبات كيميائية، حيث شهدت نحو 14 مدرسة حوادث في كل من العاصمة طهران ومدينتي أردبيل بالشمال الغربي وبوروجرد بالغرب، بحسب صحيفة "اعتماد" المحلية.
من جانبه، كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن جماعة "فدائيي الولاية" المتطرفة ضد تعليم الفتيات بقم، هددت بالتوسع في تسميمهن في المدارس الثانوية، بينما وصفت الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية مريم رجوي سلسلة تسميم الطالبات التي بدأت في قم قبل ثلاثة أشهر ووصلت لطهران، بأنها ليست حوادث فردية وإنما جريمة منهجية ناجمة عن إرادةٍ خبيثة في حكومة تضاعفت لديها هستيريا المعاداة للنساء بسبب دور الفتيات في الانتفاضة، مطالبة بتحقيق دولي.