عواصم - وكالات: أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده تشعر "بقلق عميق" من المعارك الدائرة قرب العاصمة الليبية، مطالباً قوات المشير خليفة حفتر بأن "توقف فوراً" هجومها على طرابلس.وقال بومبيو في بيان، ليل أول من أمس: "لقد قلنا بكل وضوح إننا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنه قوات خليفة حفتر، ونحض على الوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية"، مشددا على أن "الحملة العسكرية أحادية الجانب ضد طرابلس تعرض المدنيين للخطر"، واصفاً الحل السياسي بأنه "الطريق الوحيد لتوحيد البلاد".جاء ذلك في الوقت الذي منعت روسيا فيه صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي، في ختام جلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، يدعو قوات حفتر لوقف هجومها على طرابلس.وقالت مصادر ديبلوماسية إن الوفد الروسي طلب تعديل صيغة البيان بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر، مضيفة ان الولايات المتحدة رفضت مقترح التعديل الروسي فأجهضت موسكو صدور البيان.وفي السياق، دعا الاتحاد الأوروبي أمس، إلى وقف المواجهات العسكرية، مؤكداً أهمية العودة إلى المسار السياسي. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد فيديريكا موغيريني قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ: "لا يحتاج الليبيون بعد الآن إلى القتال فيما بينهم... يحتاج الليبيون إلى الحوار والاتفاق السياسي"، موضحة أن "الوضع يبعث على القلق بشكل متزايد"، مشيرة إلى أنها تحدثت مع سلامة في وقت سابق، مضيفة ان "أول رسالة يتعين تمريرها هي التنفيذ الكامل لهدنة إنسانية للسماح بإجلاء المدنيين والجرحى وتجنب أي تصعيد أو عمل عسكري إضافي والعودة إلى المفاوضات والمسار السياسي".وفي باريس، قال مصدر ديبلوماسي فرنسي أمس، إن بلاده لم تتلق إنذاراً مسبقاً بتقدم قوات حفتر نحو طرابلس وأن باريس لا تحاول سراً تقويض عملية السلام في البلاد.وأضاف ان "الحاجة الملحة في ليبيا هي حماية السكان المدنيين ووضع حد للقتال وإعادة كل الاطراف الليبية الرئيسية إلى طاولة الحوار"، مؤكداً أن فرنسا ليس لديها "أجندة سرية".
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس، أن موسكو تتواصل مع جميع أطراف النزاع في ليبيا والأمم المتحدة.في غضون ذلك، أعلنت بعثة الامم المتحدة في ليبيا على حسابها بموقع "تويتر"، أمس، أنها ما زالت تواصل عملها من طرابلس رغم احتدام الاشتباكات جنوب العاصمة. وذكرت أن المبعوث الأممي غسان سلامة التقى برئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وناقش معه سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة وبعثتها "التي ما زالت تواصل عملها من طرابلس خلال هذه المرحلة الصعبة والحرجة".ميدانياً، أسفر القتال بين قوات "الوفاق" وقوات حفتر أمس، عن مقتل 32 شخصاً واصابة 80 آخرين، بينهم مقاتلين وأيضاً مدنيين منهم أسرة قتل كل أفرادها، فيما أعلنت قوات حفتر أن 19 من جنودها قتلوا في الأيام الماضية.وتجددت الاشتباكات أمس، عند محور "وادي الربيع" جنوب طرابلس، بينما أفاد مصدر ليبي من داخل مطار معيتيقة بطرابلس، بأن قصفاً جوياً استهدف المطار وأن حالة من الهلع تسود بين المسافرين.وأكد شهود عيان أن مقاتلات حربية قصفت مطار معيتيقة، مضيفة ان المضادات الأرضية ردت على المقاتلات وتصاعدت أعمدة دخان من المطار، وأفادت وسائل إعلام ليبية بتعليق الرحلات الجوية من وإلى المطار، وإخلائه من الركاب، بعد تعرضه للقصف.من جهة أخرى، أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي علي القطراني في بيان، أمس، استقالته من المجلس، بسبب انفراد السراج بالقرارات، قائلا: إن "سلوك السراج الذي تحركه الميليشيات، لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق"، ومثمنا تقدم قوات حفتر نحو طرابلس، لتخليصها من سيطرة ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة.