واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: وافق وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، على طلب القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" نقل السفينة الحربية البحرية "يو.أس.أس آرلنغتون"، وبطارية صواريخ "باتريوت" إلى الشرق الأوسط، للتعامل مع مؤشرات احتمال حصول هجمات إيرانية ضد القوات الأميركية.وقالت وزارة الدفاع في بيان إن السفينة وبطارية "باتريوت" ستنضم إلى حاملة الطائرات "يو. إس. إس ابراهام لينكولن"، بالإضافة إلى مجموعة الحاملة الضاربة وجناح الحاملة الجوي التابعة لها في منطقة الشرق الأوسط، استجابة لمؤشرات الاستعداد الإيراني المتزايد للقيام بعمليات هجومية ضد المصالح والقوات الأميركية، مضيفة أنها تراقب عن كثب أنشطة النظام الإيراني وجيشه ووكلائه، لافتة إلى أنها لن تكشف عن الجداول الزمنية أو مواقع القوات لأسباب أمنية.وأوضحت أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع إيران، لكننا مستعدون للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية في المنطقة".وتنقل سفينة "يو إس إس أرلينغتون" وهي من طراز "سان أنطونيو"، مشاة البحرية الأميركية والمركبات البرمائية والطائرات، مع القدرة على دعم الهجوم البرمائي أو العمليات الخاصة أو مهام الحرب الاستكشافية، كما توفر قدرة عالية على التحكم والقيادة وإمكانية التشغيل المتداخل مع الحلفاء والشركاء.أما بطارية "باتريوت" فهي نظام دفاع جوي بعيد المدى لجميع الأحوال الجوية لمواجهة الصواريخ الباليستية التكتيكية وصواريخ "كروز" والطائرات المتقدمة.وفيما قال مسؤولون إن حاملة الطائرات "أرلينغتون" كان مقررا لها بشكل سابق التوجه إلى الشرق الأوسط لكن "البنتاغون" قررت التعجيل بالتحرك لإعطاء القوات الأميركية في المنطقة قدرات أكبر على مستوى القيادة واتخاذ القرارات، رأى مراسل "بي بي سي" للشؤون الديبلوماسية والعسكرية جوناثان ماركوس، إن "نقل حاملتي الطائرات الأميركية والقوات المرافقة لها إلى منطقة الخليج يعد أمرا غير طبيعي، ويهدد بالتصعيد العسكري بين واشنطن وطهران سواء كان ذلك مخططا أو عن طريق الخطأ".في غضون ذلك، حذرت الإدارة البحرية الأميركية، من أن إيران أو وكلائها قد يستهدفون السفن التجارية والبنية التحتية لإنتاج النفط، مضيفة أنه "منذ أوائل مايو الجاري كان هناك احتمال متزايد بأن إيران ووكلاءها الإقليميين قد يتخذون إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها، بما في ذلك البنية التحتية لإنتاج النفط بعد تهديدهم الأخير بإغلاق مضيق هرمز"، كما قد يستهدفون السفن التجارية بما في ذلك ناقلات النفط أو السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر أو مضيق باب المندب أو الخليج العربي.
وطالب الجيش الأميركي السفن التجارية التي ترفع العلم الأميركي، للتواصل مع الأسطول الخامس الأميركي، موضحا أن التهديدات تشمل السفن التجارية والبنية التحتية لإنتاج النفط وناقلات النفط أو السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أو الخليج.من جانبه، هدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بـ"ردّ سريع وحازم" على "أي هجوم" قد تشنه إيران، أو أي من حلفائها على مصالح أميركية، موضحا أنه "خلال الأسابيع الماضية شكّلت إيران سلسلة أعمال وتصريحات تهديدية أججت الوضع"، ومؤكدا أن النظام "في طهران عليه أن يفهم أن أي هجمات من قبله أو من قبل وكلائه ضد مصالح الولايات أو مواطنيها سيتم الرد عليها من خلال استجابة أمريكية سريعة وحازمة ومناسبة".بدوره، أكد نائب قائد الاسطول الاميركي الخامس المتمركز في البحرين جيم مالوي، ان القوات الاميركية رفعت حالة الاستعداد، على الرغم من أن جيش بلاده لا يسعى لخوض حرب مع ايران ولا يعد لذلك.في المقابل، وفي أحدث تراشق بين طهران وواشنطن، أكد رجل الدين البارز يوسف طبطبائي نجاد في مدينة أصفهان في وسط البلاد أن "أسطولهم ذو المليار دولار يمكن تدميره بصاروخ واحد"، بينما قال نائب قائد الحرس الثوري يد الله جواني "لن نجري محادثات مع الاميركيين، لن يجرؤ الاميركيون على القيام بعمل عسكري ضدنا... أمتنا.. ترى أن أميركا لا يمكن الوثوق بها، وشارك الاف الايرانيين في مسيرات رعتها الدولة بعد صلاة الجمعة في طهران وأنحاء البلاد.من جانبه، دعا مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون الدولية عباس عراقجي الأوروبيين، إلى "تنفيذ تعهداتهم واتخاذ خطوة عملية في قطاعي النفط والمصارف خلال الشهرين المقبلين. وخلال لقائه مساعد وزير الخارجية البريطاني ريتشارد مور في طهران، دعا عراقجي الاوروبيين كذلك الى عدم التقليل من أهمية قرار طهران خفض تعهداتها النووية.على صعيد آخر، أظهرت بيانات تراجعا كبيرا في حجم التبادل التجاري بين ألمانيا وإيران مع بداية العام الحالي، بسبب تشديد الولايات المتحدة عقوباتها ضد طهران.