دمشق - وكالات: باتت سورية أخيراً، ساحة مفتوحة على التنافس الإقليمي والدولي، وسط غياب السوريين الذين أطلقوا الثورة ضد نظام بشار الأسد في العام 2011.وللولايات المتحدة جنود على الأرض السورية وسياسة تريد تطبيقها، لكنها في الأسابيع الأخيرة عبرت عن مواقفها مما يحدث من باب الموقف الإنساني فقط.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغس في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر"، إنه "فيما تتساقط البراميل المتفجرة على الناس في إدلب، يعلن الأسد من دون الشعور بالخجل، أن رحلات الطيران عادت إلى مطار حلب"، ملمحة إلى أنه يتم استعمال المطار للهجمات العسكرية.وأضافت ان "الشعب السوري لا يحلم بذلك، بل يعيش السوريون كابوس الموت والدمار".من جانبه، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: "إننا نقف إلى جانب حليفتنا تركيا"، مضيفاً ان الرئيس دونالد ترامب وفي اتصاله مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كرر "دعوة روسيا لوقف دعم هجمات نظام الأسد، داعيا إلى حل سياسي للنزاع السوري".وأضاف ان واشنطن لا تريد أن تدخل طرفاً في صراع تركي - روسي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تجاهلت كل المطالب التركية لمساندتهم خلال العمليات في إدلب.وأوضح أن الولايات المتحدة "ستتابع القيام بكل ما في وسعها لمنع نظام الأسد من العودة إلى المجتمع الدولي أو الحصول على إعادة البناء الاقتصادي إلى أن يلتزم بكل بنود القرار الدولي 2254 بما في ذلك وقف إطلاق النار ويشمل إدلب".من ناحية ثانية، نفذت قوات النظام السوري أمس، ضربات صاروخية ومدفعية على تحصينات ومحاور تسلل مجموعات من "جبهة النصرة" في عمق انتشارها في عدد من قرى وبلدات ريف منطقة معرة النعمان الجنوبي بإدلب.من جانبها، ذكرت وسائل إعلام كردية، أن النظام شن هجوماً عنيفاً على مناطق بجبل الزاوية جنوب إدلب، فيما نفذت الطائرات الروسية غارات جوية استهدفت محيط تجمع القوات التركية المتمركزة في معسكر المسطومة جنوب إدلب.بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن النظام استقدم تعزيزات ضخمة متمثلة بعشرات العناصر المشاة وآليات ثقيلة على محور كفر سجنة في جبل الزاوية جنوب إدلب.
وأضاف إن رتلاً عسكرياً تركياً دخل إلى الأراضي السورية من معبر خربة الجوز الحدودي مع لواء إسكندرون مؤلف من عشر آليات وتوجه نحو نقطة المراقبة التركية المتمركزة في بلدة اشتبرق في ريف إدلب الغربي.وأشار إلى مقتل جندي تركي أول من أمس، في قصف لقوات النظام، ليرتفع بذلك عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا في شمال غرب سورية إلى 17 قتيلاً منذ بداية فبراير الجاري.ومع إعلان "الحزب الإسلامي التركستاني" النفير العام وإطلاق تعزيزات غير مسبوقة إلى الجبهات التي يسيطر عليها، عاجل الطيران الحربي الروسي تحركات مسلحي التنظيم الصينيين بسلسلة من الغارات الليلية أسفرت عن تدمير العديد من هياكله الدفاعية ومقراته على طول جبهات ريف إدلب الجنوب الغربي.وكانت المساعي بين موسكو وأنقرة عجزت عن التوصل إلى حل حتى الآن، في حين سكان إدلب يعيشون على وقع القذائف اليومية.وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، إن أنقرة لم تف بالتزاماتها بشأن اتفاق سوتشي بشأن إدلب.وأضاف، إن "الإرهابيين في إدلب يحصلون على معدات عسكرية خطيرة جداً، داعياً إلى تجنب بناء سيناريوهات سلبية بخصوص تطور العلاقات الروسية - التركية، بسبب توتر الأوضاع في إدلب.وأكد أن العسكريين الروس والأتراك "على اتصال دائم"، مضيفاً إنه "إذا لزم الأمر، يناقش الرئيسان (الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان) هذا الموضوع"، مشيراً إلى أن بوتين يدعم فكرة عقد القمة الرباعية بشأن سورية.إلى ذلك، ذكرت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء، أنه بعد سنوات من الهجوم على "الناتو" وتخوين شركائه في حلف شمال الأطلسي، يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه أنه بحاجة إليهم في نهاية الأمر، مضيفة إن أنقرة توسلت "الناتو" لتقديم الدعم في صراعها بسورية.وأشارت إلى أن حل أنقرة للأزمة كان التواصل مع واشنطن لطلب نشر بطاريتي صواريخ "باتريوت" على الحدود السورية.