واشنطن تطالب بمحاكمة المستوطنين الإسرائيليين "مثيري الإرهاب"

واشنطن، رام الله، عواصم - وكالات: في موقف لافت إثر الهجمات البربرية الهمجية من قبل المستوطنين المتطرفين الإسرائيليين على قرى ومنازل الفلسطينين، دعا مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي لمحاكمة مثيري الشغب والإرهاب في القرى الفلسطينية، فيما زعم هنغبي لسوليفان هاتفيا، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أدان أعمال الإرهاب والشغب من قبل المستوطنين في الداخل الفلسطيني، لافتا إلى أن تل أبيب بصدد تحديد المسؤولين عن انتهاك القانون وتقديمهم للعدالة.
من جانبهم، اعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار وقائد الشرطة كوبي شبتاي، أن عنف المستوطنين اليهود إرهاب قومي يزيد من الهجمات الفلسطينية ويضر بالشرعية الدولية للأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب. وقالوا في بيان مشترك إن "تنفيذ اعتداءات عنيفة من قبل إسرائيليين ضد فلسطينيين أبرياء في أراضي يهودا والسامرة بالضفة الغربية، مخالفة لكل القيم الأخلاقية واليهودية وإرهاب قومي بكل معنى الكلمة، ونحن ملزمون بمكافحتها". بدورها، حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن إرهاب المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن التصعيد الحاصل هو انعكاس مباشر أيضا لحملات التحريض على القتل واستباحة حياة المواطن الفلسطيني. وأكدت أن حكومة الاحتلال تنسف بطريقة ممنهجة أي جهود إقليمية ودولية لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع، وتخلق المزيد من التصعيد في محاولة لفرض منطق الاحتلال العسكري في التعامل مع قضايا الشعب الفلسطيني واستبعاد الحلول السياسية للصراع، مطالبة المجتمع الدولي بفرض عقوبات رادعة على الاحتلال لإجباره على الانصياع لإرادة السلام الدولية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية.
في السياق، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أهمية الدور القيادي للولايات المتحدة في جهود وقف التدهور الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإيجاد أفق سياسي لحل الصراع على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة.
وأكد الصفدي خلال لقاءه مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ضرورة وقف جميع الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وتنفيذ التزامات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، مشددا على أهمية تفعيل جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، لافتا إلى الجهد العربي الذي انطلق بعد اجتماعي جدة وعمان للإسهام في التوصل لهذا الحل وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع القرارات الأممية.
من جانبه، انتقد الأزهر الشريف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، مجددا رفضه بشدة قيام الكيان الصهيوني الإرهابي المحتل بتمزيق نسخ من المصحف الشريف وحرقها في جنوب نابلس، داعيا إلى موقف عربي وإسلامي جاد وموحد تجاه الكيان الإرهابي، الذي ارتكب ولا يزال أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وملزمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
ميدانيا، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أدوا طقوسا تلمودية في باحاته، وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية، وأدَّوا طقوسا تلمودية في باحاته وقرب أبوابه.