الدولية
واشنطن تعاقب 14 مسؤولاً إيرانياً وألمانيا تخفٍّض العلاقات مع طهران
الأربعاء 26 أكتوبر 2022
5
السياسة
واشنطن، برلين، طهران، عواصم - وكالات: فرضت وزارة الخزانة الأميركية أمس، عقوبات على 14 مسؤولا وثلاثة كيانات إيرانية على خلفية الاحتجاجات، وشملت العقوبات الأميركية الجديدة مسؤولين إيرانيين على علاقة بالسجون.من جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك أن بلادها تعتزم خفض مستوى العلاقات الثنائية مع إيران، بسبب قمع السلطات الايرانية للحركات الاحتجاجية التي تشهدها مدن إيرانية، قائلة في بيان إن "العلاقات الثنائية مع طهران لا يمكن ان تستمر على هذا الشكل، بسبب الممارسات التي تقوم بها السلطات الايرانية بحق المحتجين".وأضافت أن الحكومة الألمانية تريد إضافة للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على طهران، فرض عقوبات جديدة عليها مثل حظر دخول بعض الشخصيات الايرانية الى الاراضي الألمانية، موضحة بشأن العلاقات الاقتصادية بين برلين وطهران المنخفضة أصلا، سيتم تحجيمها بشكل أكبر لاسيما في المجالين التجاري والمصرفي.في غضون ذلك، وصلت حشود غفيرة إلى مسقط رأس الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، لإحياء ذكرى مرور 40 يوما على وفاتها، وأظهر مقطع فيديو بثته صحيفة "هام ميهان"، أشخاصا يتدفقون على طول الطريق الرئيسي المؤدي إلى قبر الفتاة، استجابة لدعوة النشطاء إلى احتجاجات على مستوى البلاد لإحياء ذكرى الأربعين لوفاتها.واستخدمت الشرطة في طهران الغاز المسيل للدموع في مواجهة تظاهرة للأطباء احتجاجا على تواجد القوات الأمنية في المستشفيات، التي يتلقى فيها المتظاهرون العلاج، وأكد شهود عيان نشر أعداد كبيرة من رجال الشرطة ونقاط التفتيش على الطرق الرئيسية في طهران، فيما أغلقت الكثير من المحال أبوابها خوفا من أعمال الشغبوردد عشرات النساء والرجال الذين تجمعوا في مقبرة آيجي في سقز البلدة التي تتحدر منها أميني، "امرأة، حياة، حرية" و"الموت للديكتاتور"، بحسب أشرطة فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ناشطون إن أجهزة الأمن حذرت عائلة أميني من إقامة مراسم في ذكرى وفاتها والطلب من الناس زيارة قبرها، وإلا "عليهم أن يقلقوا على حياة ابنهم"، ونشرت وكالة "إرنا" بيانا أول من أمس، قالت إن العائلة أصدرته جاء فيه "نظرا للظروف ومن أجل تجنب أي مشكلة مؤسفة، لن نحيي ذكرى مرور 40 يوما على وفاة مهسا"، فيما قال نشطاء إن البيان صدر تحت الضغط، مشيرين إلى أن مراسم تكريمية ستنظّم على الرغم من ذلك عند قبر أميني.وأظهرت صور نشرتها منظمة "هنكاو" الحقوقية تواجدا كثيفا لقوات الأمن اعتبارا من ليل أول من أمس في سقز، وأغلقت مداخل المدينة. رغم ذلك دخل عشرات السكان إلى البلدة أمس، إما عبر الحقول وعلى طول الطرقات بالسيارات او دراجات نارية بحسب الصور التي نشرتها منظمة هنكاو، ورددت إحدى المجموعات في شريط فيديو آخر نشره ناشطون على تويتر "كردستان، كردستان، مقبرة الفاشيين".وعشية إحياء ذكرى مرور 40 يوما على وفاة أميني، الثلاثاء، تظاهر طلاب الجامعات في مختلف أنحاء إيران، رغم القمع الذي يتعرضون له، وهتف طلاب في جامعة الشهيد جمران في الأهواز في محافظة خوزستان، "قد يموت طالب لكنه لن يقبل الإذلال".وظهر في تسجيلات فيديو نشرت على الإنترنت طلابا يتظاهرون في جامعة بهشتي وجامعة خوجه نصير طوسي للتكنولوجيا في طهران، وكذلك في جامعة الشهيد جمران في الأهواز في محافظة خوزستان، وذلك بعد يوم على اتهام ناشطين عناصر أمن بضرب تلميذات في مدرسة الشهيد الصدر المهنية للبنات في طهران.وأفادت قناة "1500 تصوير" أن "تلميذات من ثانوية الصدر هوجمن وجردن من ملابسهن لتفتشيهن وضربن"، ونقلت تلميذة هي سنا سليماني البالغة 16 عاما إلى المستشفى، وزعمت وزارة التعليم الإيرانية أن "خلافا وقع بين تلميذات وأهاليهن، وموظفي المدرسة بعدما طلب المدير منهن التزام قواعد استخدام الهواتف النقالة"، ونقلت وكالة "إيسنا" عن ناطق باسم الوزارة "النفي الشديد لوفاة تلميذة في المواجهة".ورغم حملة قمع وحشي بلا هوادة بحسب منظمة العفو الدولية، نزلت شابات وشبان مجددا في تظاهرات كما يظهر في تسجيلات نشرت على الانترنت، تظهر شابات في محطات مترو في طهران يهتفن "الموت للديكتاتور" و"الموت للحرس الثوري"، وقاطع طلاب كلمة للناطق باسم الرئيس إبراهيم رئيسي في جامعة خوجه نصير بطهران، بحسب تسجيلات مصورة نشرتها صحيفة "هم هيمان" الاصلاحية، وصرخوا بوجه علي بهدوري جهرمي "أيها المتحدث انصرف من هنا" و"لا نريد نظاما فاسدا، لا نريد قاتلا".في غضون ذلك، فرضت إيران عقوبات على عدد من الأفراد والمؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي أمس، وقالت وزارة الخارجية إن العقوبات جاءت ردا على "أفعالهم المتعمدة في دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية ونشر العنف والتحريض، مما أدى حدوث أعمال شغب وعملیات إرهابیة وبث الكراهية وحدوث انتهاكات في مجال حقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني".