واشنطن تهدد طهران بعواقب وخيمة لمحاولات استهداف مواطنيها

واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: عقب تأكيد وزارة العدل الأميركية كشف مخطط إيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون، وجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رسالة لإيران أمس، أكد فيها أن عواقب استهداف الأميركيين "ستكون وخيمة"، بحسب تعبيره، قائلا إن واشنطن لن تتسامح مع التهديدات التي تطال الأميركيين، وذلك عقب توجيه الاتهام إلى أحد أفراد "الحرس الثوري" بتلك المؤامرة.
يأتي ذلك فيما نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "أف بي آي" "لائحة مطلوب" باللغتيْن الإنجليزية والفارسية، للعضو في "الحرس الثوري" الإيراني شهرام بورصفي، المتّهم بالتخطيط لاغتيال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنّ المدعو بورصفي يبلغ من العمر 45 سنة، وهو مُطارد حالياً بتهمة محاولة اغتيال بولتون.
وقبلها، شدد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تتنازل عن حماية جميع الأميركيين ضد تهديدات العنف والإرهاب، قائلا إن "إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا هاجمت أياً من مواطنينا".
في السياق، أفادت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن وضعت مسؤولين حاليين وسابقين تحت "حراسة شخصية" بسبب تهديدات إيران.
وكانت وزارة العدل الأميركية أكدت كشف مخطط إيراني لاغتيال بولتون، وأعلنت توجيه الاتهام إلى أحد أفراد "الحرس الثوري"، قائلة في بيان إن شهرام بورصافي (45 عاماً) المعروف أيضاً باسم مهدي رضائي، عرض دفع 300 ألف دولار لأشخاص في الولايات المتحدة لقتل بولتون، انتقاماً على الارجح لاغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020.
من جهته، كشف بولتون أن مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" أبلغه بمحاولة اغتياله مطلع العام 2020، قائلا إن "محاولات الاغتيال التي تنفذها إيران طالت مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين".
من ناحيته، كشف مصدر مطلع على التحقيقات أن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو كان هدفا لمؤامرة الاغتيال الإيرانية، وهو ما أكده مصدر مقرب من بومبيو الذي قال إن "الوظيفة الثانية" (بعد جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لترامب) كانت تشير إلى الوزير.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية عن المصدر المقرب من بومبيو، القول إن وزارة العدل أبلغته مباشرة الأربعاء الماضي بأنه كان الهدف الثاني لمؤامرة اغتيال تابعة للحرس الثوري الإيراني.
على صعيد متصل، أكد مسؤول أميركي أن الاتهامات ضد "الحرس الثوري" الإيراني لن تؤثر في مسار المفاوضات النووية، قائلا "من وجهة نظرنا، ينبغي ألا يحدث ذلك"، مشيرا إلى أن وزارة العدل وجهت اتهامات لعضو بالحرس الثوري بشكل مستقل عن الديبلوماسية الأميركية مع إيران، كما علق على خطة اغتيال بولتون، قائلاً "إذا هاجمت إيران مواطنينا فستواجه العواقب".
في المقابل، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاتهامات الأميركية، زاعما أن "فبركة السيناريوهات من قبل السلطات القضائية الأميركية فيما يتعلق بعناصر مفلسة سياسيا وعديمة القيمة مثل بولتون، ونسج الأساطير البالية أصبح نهجا متكررا في النظام القضائي الأميركي"، قائلا إن "المسؤولين في واشنطن وجهوا اتهامات من دون تقديم أدلة موثقة ومستندات لازمة".