الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

واشنطن تُخيِّر مرشد إيران: الإنفاق على شعبك أو على منظمات إرهابية

Time
الأربعاء 21 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
* أميركا تفكك "شبكة روسية إيرانية" تزوّد سورية بالنفط... وروسيا تتهمها بـ"دعم الإرهاب ومنع الإعمار"
* السوري الشويكي يُموِّل اللبناني قصير "حزب الله" بالتنسيق مع الإيرانيين سجّاد ويعقوبي والروسي دوغاييف



موسكو، طهران، واشنطن- وكالات: نفت روسيا أمس، تقارير عن تقديمها عرضاً إلى الولايات المتحدة يقضي برفع العقوبات عن إيران مقابل سحب الأخيرة قوّاتها من سورية، مؤكدة، في الوقت نفسه، أنها ستواصل تزويد دمشق بالنفط التزاماً باتفاقها "القانوني" معها. وجاء النفي الروسي غداة إقرار الإدارة الأميركية، أول من أمس، عقوبات ضد تسعة أشخاص وكيانات متورطين في "شبكة معقدة" روسية- إيرانية، قدَّمت ملايين براميل النفط إلى الحكومة السورية، مُنتهكةً حزمة عقوبات فرضتها أخيراً الخزانة الأميركية على إيران، وخَيَّرتها بين إنفاق أموال شعبها على شعبها، أو على "اختلاق خطوط متشابكة لتمويل (الرئيس السوري بشار) الأسد و(حزب الله) و(حماس) وإرهابيين آخرين".
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله أمس، إن بلاده "لم تقدم اقتراحاً" للولايات المتحدة وإسرائيل، يقضي برفع العقوبات عن إيران مقابل سحب طهران قوّاتها العسكرية من سورية. وأوضح أن "القوات الإيرانية موجودة في سورية بناء على دعوة من الحكومة السورية"، مؤكداً أن هذه المسالة "غير مطروحة للمقايضة".
وفيما رفض الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف التعليق على التقارير، قائلاً: "لا أعلّق على ما تذكره وسائل الإعلام الغربية"؛ قال ريابكوف إن روسيا "تواصل العمل مع شركائها الأوروبيين من أجل استمرار التعاون الاقتصادي مع إيران، في إطار التزام طهران بنود الاتفاق النووي"، الذي انسحبت منه واشنطن، واصفاً حزمة العقوبات الأميركية المُزمعة ضد روسيا، بسبب تزويدها سورية بالنفط، بأنها تشكل "دعماً للإرهاب، وإعاقة لإعادة الإعمار في سورية".
وفي طهران، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية العقوبات الأميركية الأخيرة بأنها "غير مجدية"، وقال الناطق باسمها بهرام قاسمي، في بيان أمس: إن "هذا الحظر غير فاعل (...) وبالتأكيد لن يؤدي إلى النتائج المرجوّة من قبل مُصمميه ومنفذيه، وهم سيدركون عدم جدواه عاجلاً أم آجلاً".
وكانت واشنطن فرضت، أول من أمس، عقوبات جديدة على أفراد وكيانات من إيران وسورية وروسيا، بتهمة مشاركتهم في "شبكة معقدة" سمحت لطهران ببيع النفط لدمشق، التي شاركت بدورها في تمويل حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني، اللذين تصنفهما الولايات المتحدة "منظمتين إرهابيتين".
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن "النظام الإيراني، بالتعاون مع شركات روسية، يزوّد الحكومة السورية بالملايين من براميل النفط (...) وفي مقابل ذلك، يسهل النظام السوري نقل مئات ملايين الدولارات إلى (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري، لنقلها إلى (حماس) و(حزب الله)".
وأوضحت الخزانة الأميركية أنها "تمنع، بموجب العقوبات، أي تعاملات مع السوري محمد عامر الشويكي وشركته (غلوبال فيجن غروب) ومقرها في روسيا، لأنها تلقت بصورة غير قانونية تحويلات من البنك المركزي الإيراني، عبر شركة (تابير كيش ميديكال أند فارماسوتيكال) الإيرانية".
وقالت الخزانة الأميركية أن الشركة الإيرانية "تُستخدم غطاء لانتهاك العقوبات المفروضة على إيران"، التي تستثني المنتجات الطبية. وأضافت أن "شركة (غلوبال فيجن غروب) تعمل مع شركة (بروم سيريو إمبورت) الروسية العامة التابعة لوزارة الطاقة، لتسهيل نقل النفط الإيراني إلى سورية، ولاسيما على متن ناقلات تؤمِّن على الكثير منها شركات أوروبية".
وتابعت الخزانة: "لمساعدة النظام السوري على تسديد ثمن هذا النفط لروسيا، يرسل البنك المركزي الإيراني المال إلى بنك (مير بزنس) الروسي عبر (تابير كيش ميديكال أند فارماسوتيكال)". وأدرجت الخزانة أيضاً على القائمة السوداء، اثنين من مسؤولي البنك المركزي الإيراني ومسؤولاً من شركة "بروم سيريو إمبورت".
وبحسب واشنطن، فإن "محمد الشويكي ينسّق، بمساعدة البنك المركزي السوري، دفع ملايين الدولارات إلى محمد قصير المسؤول في (حزب الله)". وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في بيان إعلان فرض العقوبات على من تصفهم وزارته بأنهم "مرتبطون" بالشبكة: "نتحرك اليوم ضد مخطط معقد تستخدمه إيران وروسيا لدعم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، ولتوفير الأموال للنشاط الإيراني الخبيث". وكشفت الوزارة أن من بينهم أيضاً "السوري حاج عبدالناصر، واللبناني محمد قاسم البزال، والروسي أندريه دوغاييف، إضافة إلى مسؤولين في البنك المركزي الإيراني، هما رسول سجّاد وحسين يعقوبي مياب، كانا يسهّلان التحويلات التي يجريها الشويكي".
من جانبه، كتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تغريدة، أن هذه التدابير "توجِّه رسالة واضحة، مفادها أن هناك عواقب وخيمة لكل من يرسل النفط إلى سورية، أو يحاول انتهاك العقوبات الأميركية على الأنشطة الإرهابية للجمهورية الإسلامية". وأضاف: "على المرشد الأعلى أن يقرر إن كان إنفاق أموال الشعب الإيراني من أجل الشعب الإيراني أهمّ أم لا، من اختلاق خطوط متشابكة لتمويل الأسد و(حزب الله) و(حماس) وإرهابيين آخرين".
وفي وقت متقدِّم من ليل أول من أمس، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو مجلس الاتحاد الروسي أوليغ موروزوف، قوله إن موسكو "ستواصل تزويد دمشق بالنفط التزاماً باتفاقها معها"، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة. وأضاف: "يبدو أن الهزيمة السياسية في سورية تدفع الولايات المتحدة إلى العودة لفكرة تغيير النظام في دمشق، لذلك يصبح الضغط الاقتصادي، من خلال وقف إمدادات النفط، أداة للحرب الجديدة مع بشار الأسد، وبشكل غير مباشر مع موسكو وطهران".
وفيما أحجمت وزارة الطاقة الروسية، التي تتبع لها شركة "بروم سيريو إمبورت"، عن التعليق؛ أكد موروزوف أن روسيا "تتصرف وستتصرف بشكل قانوني تماماً. لدينا اتفاق مع سورية، وبالتالي الأمر متروك لنا لنقرر ما الذي نورِّدُه ولمن نورِّدُه... سيكون هذا جوابنا، ونرى أنه أكثر فاعلية من العقوبات المضادة".
آخر الأخبار